الأنظار إلى جلسة الغد.. نصاب كامل لمناقشة “الهبة”!
تأخذ جلسة مجلس النواب يوم غد، حيّزاً مختلفاً، فـ”رشوة” المليار يورو، دفعت جميع الأفرقاء للمشاركة فيها للمساءلة وللنقاش ولمعرفة أبعاد هذه الهبة، سيّما وأنّ ملف النزوح السوري يكاد يكون هو الوحيد الذي يجمع الجهات السياسية كافة.
في هذا السياق، قالت “النهار” إنّ “لوحة المواقف الداخلية من ملف النزوح والهبة ترجح عشية الجلسة أن يتمّ التوصل إلى صياغة وصفت بأنها مشجعة حيال توقع توصية – موقف ستتسم بطابع عاكس تماماً للمناخ الداخلي الصاعد بقوة حيال تداعيات وتأثيرات الوجود المتفلت للنازحين السوريين. ولكن منسوب هذا “التفاؤل” بدا عرضة للتشكيك بعض الشيء لدى تصاعد مؤشرات تثير مسألة التواصل الرسمي وحجمه ومداه مع سلطات النظام السوري، وما إذا كان بعض الافرقاء سيعمدون الى اختراق الأجواء الإيجابية بالمزايدات والتضخيم لهذا الجانب بما يتجاوز اطار السعي الى اجماع او شبه اجماع نيابي حول التوصية التي ستصدر في شان ملف النازحين. وما يستدعي الحذر و”النقزة” في هذا السياق هو “اقحام” موضوع المشاركة اللبنانية الرسمية في مؤتمر القمة العربية في البحرين الخميس المقبل ومؤتمر بروكسل المخصص لازمة النازحين في السابع والعشرين من الحالي. ولم تتوافر معطيات دقيقة عن سبب قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عدم المشاركة في مؤتمر بروكسيل بعدما كان يتجه سابقا الى هذه المشاركة”.
إلى ذلك، أفادت أوساط نيابية لـ”اللواء” بأنّ “جلسة مجلس النواب المخصَّصة للهبة الأوروبية تُعقد بكامل النصاب، لا سيما أن النواب سيقدمون ملاحظاتهم، ورئيس الحكومة سيرد ويقدم وثائق إذا كان المجال متاحاً”، وأشارت إلى أنه “يعمل على أن تعكس الجلسة موقفا موحدا من ملف النازحين، على أن القوى التي تدعو إلى عودة النازحين وتحركت على الأرض تنبري إلى سرد وقائع في هذا الملف وتدافع عن موقفها وتنفي أي كلام عن رغبتها بإبقاء النازحين”.
وتابعت المصادر “أما بالنسبة إلى ما قد يصدر عن البرلمان فذاك متروك لسير النقاس على أن هناك توصية ما يفترض بها أن تصدر وفق النظام الداخلي لهذا المجلس”.
في السياق، أكدت أوساط السراي الحكومية لـ”البناء” أن “الرئيس ميقاتي سيؤكد في كلمته في الجلسة النيابية التعاون مع المجلس وكافة الأطراف السياسية لمعالجة أزمة النزوح، وأنه سيلتزم هو والحكومة بالتوصيات الصادرة عن المجلس النيابي، لأن الهدف مد اليد لجميع الأطراف والقوى النيابية والسياسية لمعالجة هذه الأزمة الوطنية بعيداً عن المزايدات السياسية والشعوبية وليس لإثارة المزيد من الخلافات، ومن هذا المنطلق تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس بري الدعوة لعقد جلسة نيابية وتجاوب رئيس المجلس ودعا الى جلسة الغد”.
وعما إذا كانت الحكومة سترفض الهبة بحال لم يوافق عليها المجلس النيابي، أوضحت الأوساط أن “موضوع الهبة الأوروبية منفصل عن ملف النازحين السوريين، لكون الاتحاد الأوروبي يدفع الهبة سنوياً ومنذ عشر سنوات وبعلم الجميع ولم يعترض أحد! فلماذا لم ترفض في السابق؟ لكن ما حصل أن الاتحاد الأوروبي قرر دمج الهبات المخصصة للسنوات الثلاث المقبلة، فلماذا هذه المزايدات وإثارة الغبار حولها لمصالح شخصية وسياسية؟”.
وشددت الأوساط على أن “الهبات غير مشروطة ولا تُرتب على لبنان أي التزامات مالية أو سياسية، وهي مبرمجة ضمن ثلاث سنوات وآليات قانونية معينة، لتعزيز البنية التحتية اللبنانية التي أرهِقت وأنهِكت جراء عبء النزوح، وبالتالي بحسب الأوساط إن كل من يقول خلاف ذلك يجافي الحقيقة ويندرج في اطار المزايدات، وبكافة الأحوال فإن رئيس الحكومة سيشرح باستفاضة موقفه في الجلسة وسيشدد على التعاون مع جميع الأطراف بمعزل عن مواقفها”.