على إيقاع ملف النزوح السوري.. بوادر توافق نيابي “نادر” في جلسة اليوم
على إيقاع ملف النزوح السوري والهبة الأوروبية، يلتقي النواب اليوم في جلسة عامة لم تشهد حضورا بهذا القدر منذ سنوات، حيث الحلفاء والخصوم قاسمهم المشترك ثابتة واحدة وهي ضرورة الإسراع في معالجة ملف النازحين السوريين بشكل جذري وان بوجهات نظر مختلفة، وإبلاغ المجتمع الدولي بأن لبنان ومهما مّر بأزمات فهو بلد عبور وليس لجوء، ولن تكون أي مساعدة يمكن قبولها على حساب سيادة وقرار الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على الإطلاق.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “الجمهورية”، أنّه تكثفت الاتصالات التي انطلقت حول جلسة المجلس النيابي لمناقشة الهبة الأوروبية، من توافق نادر يمكن وصفه بـ”التاريخي” نسبةً الى الانقسام السياسي المستمر في البلد منذ سنوات، وأفضَت إلى توافق على مسودة صيغة يفترض أن تصدر اليوم عن مجلس النواب.
وقال مصدر سياسي بارز واكبَ الاتصالات وشارك في اللقاء النيابي التشاوري الذي انعقد أمس في ساحة النجمة، لـ”الجمهورية” أن: “هناك إمكانية للتفاهم على صيغة تُجمع عليها الكتل ومكونات المجلس، وهي نتاج المشاورات المكوكية التي حصلت خلال اليومين الماضيين مع كافة الافرقاء، وقد تمّت صياغة الأفكار التي جرى نقاشها والتداول بها ووضعت في التصرف وتوزّعت على الجميع لتكون قاعدة نقاش ننطلق منها اليوم”.
وأوضح المصدر “ان هذه الصيغة هي إطار عمل سيصدر على شكل توصية للحكومة”. واشار إلى انّ “ما سيقوم به المجلس لا علاقة له بخطة وهذا الأمر ليس من مهماته إنما من مهمات الحكومة، ونكون بهذا قد قدّمنا لها الدعم والمساعدة لتكمل المهمة وتضع خطة عمل جدية تنطلق من معالجات واجراءات تنفيذية”.
وختم المصدر: “المجلس تلقّف طابة النزوح من الحكومة بإيجابية واليوم يعيدها اليها”.
إلى ذلك، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن التوصية التي عمل عليها عدد من النواب قبيل جلسة الهبة الأوروبية في مجلس النواب تهدف إلى تجنيب المجلس أي شرخ حيال ملف النزوح السوري، وقالت إن جلسة اليوم والتي سبقتها مواقف مرتفعة السقف من ملف الهبة توصي الحكومة بسلسلة نقاط تستعجل معالجة النزوح ولاسيما العودة الطوعية وإجراء مباحثات مع الجانب السوري وتطبيق إجراءات اتخذت سابقا من ترحيل السوريين غير الشرعيين وغير ذلك، معلنة أن الحكومة قد تجتمع من أجل التأكيد على ما صدر.
وأوضحت المصادر أن رفض الهبة أو القبول بها أمر لن يكون بهذه السهولة، ولذلك قد يكون الموقف مدروسا لأن لبنان لا يريد تعريض علاقاته الأوروبية إلى الخطر وفي الوقت نفسه لا يمكن القبول ببقاء النازحين على أرضه.
وأملت مصادر في حزب “القوات اللبنانية” ألا ينعكس موقف أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله على التوصية التي يفترض أن تصدر عن البرلمان، اليوم الأربعاء، لافتة إلى أن موقف نصرالله معروف، وهو محاولة إسداء خدمة للنظام السوري واستغلال القضية مقابل ثمن رفع العقوبات عن النظام السوري وإعادة الشرعية له. وفيما بات واضحاً أن محور الجلسة لن يكون الهبة الأوروبية التي يتلقاها لبنان منذ سنوات، إنما كيفية معالجة قضية الوجود السوري، وتؤكد المصادر لـ”الشرق الأوسط” أن: “المطلوب من البرلمان أن يصدر توصية واضحة للحكومة بضرورة استكمال إجراءاتها لترحيل كل سوري غير شرعي، وأن يسبق ذلك اجتماع بروكسل؛ لأن غياب الوضوح في هذا الملف يعني مواصلة الدوران في الحلقة المفرغة”.
لقاء تشاوري
وعشيّة الجلسة النيابية انعقد أمس لقاء تشاوري في مجلس النواب بعيداً من الاعلام لوضع تصور موحّد لإطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة للمجلس النيابي حول ملف النزوح السوري. وقد ضَم اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وقالت مصادر نيابية متابعة لـ”الجمهورية”: انّ التوصية النيابية التي ستصدر عن جلسة اليوم ستكون مُلزمة للحكومة، وستعرضها أمام مؤتمر بروكسل على انها تمثّل الموقف اللبناني الرسمي، وملخّصها “انّ لبنان بلد عبور لا لجوء، وان ظروف لبنان الاقتصادية والخدماتية والمعيشية والامنية لم تعد تتحمل مزيداً من الاعباء الناجمة عن وجود نحو مليوني نازح سوري، وان الوضع تجاوز الخطوط الحمر. وعلى الحكومة ان تضع خطة عملية مبرمجة وفق مراحل زمنية لإعادة النازحين لا تمتد لأكثر من سنة، والتواصل مع كل الجهات المعنية بالنزوح ومنها مفوضية اللاجئين والحكومة السورية لتساهم في العودة ودفع المساعدات للنازحين في سوريا”. امّا الهبة المالية الاوروبية فلم تعد موضوع بحث وصارت وراءنا.
مواضيع ذات صلة :
كتاب من ميقاتي بشأن النزوح السوري! | بوحبيب: لبنان متمسك بالـ 1701 ولحل أزمة النزوح السوري عبر تفعيل مشاريع التعافي المبكر في سوريا | البيسري: معالجة النزوح السوري من دون داتا هراء وهرطقة |