“الخماسيّة” تُحرّك المياه الرئاسيّة الراكدة.. رئيسٌ جديد أو عقوباتٌ بحقّ المعرقلين!
أعاد سفراء دول “اللجنة الخماسية” ملف الانتخابات الرئاسيّة وأزمة الشغور التي يُعاني منها لبنان منذ أكثر من 18 شهرًا، إلى واجهة الأحداث، بعد الركود الذي أصابه من جرّاء فرملة الاجتماعات والمساعي العلنيّة لفتح كوّة في جدار هذه الأزمة، وصولًا إلى انتخاب رئيس وتشريع أبواب قصر بعبدا مجددًا، وذلك عبر البيان الذي أصدروه أمس.
فقد شدّد بيان “الخماسية” على أنّ لبنان لا يُمكنه الانتظار شهرًا آخر، بل يحتاج ويستحقّ رئيسًا يوحّد البلد في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، ويضمن وجوده على طاولة المناقشات الإقليميّة، وكذلك لإبرام اتّفاق دبلوماسيّ مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية.
ورأى سفراء اللجنة الخماسيّة أنّ مشاوراتٍ محدودة النّطاق والمدّة، بين الكتل السياسيّة، ضروريّة لإنهاء الجمود السياسيّ الحالي، وصولًا إلى جلسة انتخابيّة مفتوحة في البرلمان مع جولاتٍ مُتعدّدة حتى انتخاب رئيس جديد.
كما أعرب السفراء عن استعدادهم لأن يشهدوا ويُيسّروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرّة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين، بما في ذلك كتلة الاعتدال الوطني.
مشاورات أو عقوبات!
في ظلّ هذا البيان، كشفت أوساط لـ “نداء الوطن” أن الدعوات التي وجهتها قطر إلى القيادات اللبنانية لزيارتها وتزامنت مع سقف زمني وضعته الخماسية، يشير إلى أنّ اللجنة تحضّ بقوة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مهلة تمتد إلى حزيران أو تموز المقبلين. وفي حال لم يتم الانتخاب يعني ذلك العودة إلى اتفاق الدوحة الذي يتضمّن عقوبات في حقّ من يعرقل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
كذلك، علمت “نداء الوطن” أنّ التواصل بين الخماسية وتكتل الاعتدال الوطني ما زال مستمرًا.
تقرير.. وأفكار جديدة؟!
إلى ذلك، سألت مصادر دبلوماسية عبر “الشرق الأوسط” عن الأسباب الكامنة وراء عزوف المرشحين، باستثناء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، والنائب نعمة افرام، عن إعلان ترشحهم، وقالت إنّ لجنة السفراء تعكف الآن على إعداد تقريرها تمهيدًا لرفعه إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في “الخماسية”، لعلهم يتقدمون بأفكار جديدة تتيح لهم استئناف تحركهم، لئلا يبقى تحت سقف الدوران في حلقة مفرغة، مع أن السفراء يتجنَّبون الدخول في أسماء المرشحين، حتى ولو من باب الاستفسار عنهم.
كما سألت المصادر: “هل لدى حزب الله الجاهزية للدخول في تسوية تؤدي للتفاهم على رئيس توافقي؟ رغم أنّ الحزب يتعاطى مع انتخاب الرئيس من زاوية إقليمية، لارتباطه الوثيق، بإيران التي لن تُفرط مجانًا بالورقة الرئاسية، وتراهن على أن الولايات المتحدة ستتصل بها لسؤالها: ما العمل لوقف الشغور في رئاسة الجمهورية؟ وهذا ما يسمح لها بأن تحجز مقعدًا في التسوية الرئاسية”.
فيما نفت المصادر نفسها كل ما يُشاع حول وجود خلاف بين واشنطن وباريس في مقاربتهما للملف الرئاسي.
قمة البحرين: لإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس
كذلك حضر الملف الرئاسي في أعمال القمة العربية الـ33 التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة أمس الخميس، إذ حثّ إعلان القمة كلّ الأطراف اللبنانية على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للحفاظ على أمن لبنان واستقراره وحماية حدوده المعترف بها دوليًا.
مواضيع ذات صلة :
الخير: حراك “الخماسية” يكاد يكون الفرصة الأخيرة | تعويلٌ كبير على حراك “الخماسيّة”.. فرصة مُتاحة لانتخاب رئيس والعين على لودريان! | لودريان إلى لبنان.. و”الخماسية” تنتظر نتائج زيارته |