استحالة لانتخاب رئيس في نهاية أيار.. والسعودية على خط الأزمة
عاش لبنان أمس على وقع أنباء اللجنة الخماسية الرئاسية، إذ أفادت مصادر بأنه “على اللبنانيين الاختيار بين الجلوس على طاولة المفاوضات أم لا، لأن بعد حزيران ستكون الدول قد انشغلت بملفاتها”.
كما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، أنه سيدعو الى جلسات بدورات متتالية، وليس الى جلسة واحدة بدورات متتالية.
في الموازاة سيقوم سفراء الخماسية بزيارات الى عدد من القوى السياسية بالتنسيق مع نواب كتلة الاعتدال، في محاولة لحل العقات التي تقف أمام جلسة للحوار.
اتصالات فرنسية
فغداة الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في مقر السفارة الأميركية في عوكر، أبدت مصادر اللجنة بحسب معلومات صحيفة “نداء الوطن”، تحفظها عن “التوقعات التي أثارها بيان اللجنة لجهة ذكر نهاية أيار الجاري موعداً محتملاً لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. ولم تستبعد أن تتولى فرنسا الاتصالات بإيران لتوسيع مروحة الغطاء الخارجي للاستحقاق الرئاسي”، فقد يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان طهران، لعرض الموقف المطالب بدعم إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان من المسؤولين الايرانيين.
ووفق المعلومات أيضاً، حرّكت زيارة وفد المعارضة لواشنطن الأجواء الداخلية، فأثمرت في بيان “الخماسية” الأخير دفعاً جديداً للاستحقاق الرئاسي.
مسعى سعودي لتقريب وجهات النظر
وفي هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أنّ السفير السعودي وليد البخاري، وبالتنسيق مع “الخماسية” أخذ على عاتقه مهمة تقريب وجهات النظر. وسيتولى مهمة تشاورية جديدة بين “القوات اللبنانية” والمعارضة من جهة، وبين الثنائي الشيعي.
وذكرت المعلومات أنّ البخاري سيسعى الى اقناع “الثنائي” بالتخلي عن زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية “كخطوة على طريق تقريب وجهات النظر بين الفريقين للاتفاق على مرشح من ضمن لائحة الخيار الثالث، ما يعني دخول سعودي جديد وقوي على خط الأزمة”.
لقاء بين بري و”الخماسية”؟
أفادت معلومات بأنّ احتمال عقد لقاء قريب بين سفراء الخماسية ورئيس مجلس النواب نبيه بري قويّ جدًا، لكن حتى الآن لا توجد أي مواعيد.
وأكّدت المعلومات لصحيفة “الجمهورية”، أنّ رئيس المجلس وبناء على بيان الخماسية، على استعداد لأن يوجّه الدعوة فورًا إلى الحوار، إذا ما وجد رغبة أكيدة لدى الاطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار أو التشاور.
وكشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية النيابية لـ”الجمهورية” عن لقاء حصل مع سفير دولة اوروبية كبرى، قدّم خلاله مداخلة حول الوضع في لبنان، ضمّنها انتقادات صريحة لما سمّاه التعطيل المتعمّد للاستحقاق الرئاسيّ.
وقال: “لن أسمّي أطرافًا بعينها، إنما الأكيد هو أنّ هناك اطرافًا كثيرة شريكة في ذلك، وبمعنى أكثر وضوحًا، هذه الاطراف ليست على استعداد لانتخاب رئيس للجمهورية، ولسنا نفهم حتى الآن الغاية من إسقاط الكثير من المبادرات الرامية الى انتخاب رئيس.”
أسماء جديدة
وبالعودة إلى بيان “اللجنة الخماسية”، أشارت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” إلى أن بيان اللجنة الخماسية أحال تحريك ملف الرئاسة إلى القوى السياسية المحلية التي تقع عليها مسؤولية التشاور قبل جلسات الانتخاب المفتوحة، ورأت أن البيان لم يحمل أي طرح قديم وكان تكرار لهذه المسؤولية، مؤكدة في الوقت نفسه أن المجال ترك لترتيب المرشحين دون فيتوات على احد.
وقالت هذه المصادر أن الخلاف على مبدأ التشاور لا يزال قائما، كما أن المواقف من التمسك ببعض الأسماء المرشحة لم تتبدل، ولكن ثمة إشارات واضحة إلى دخول أسماء جديدة في المرحلة المقبلة، لافتة إلى أن هناك استحالة لانتخاب رئيس الجمهورية في نهاية الشهر الحالي، إلا إذا ركن الجميع إلى التشاور في القريب العاجل ووضعت مهلة زمنية لحسم الخلاصة قبل جلسة الانتخاب.