حراك مكثف لـ”الخماسية”.. ومشاورات للتوافق على مرشح أو مرشحين

لبنان 21 أيار, 2024

شكّل الحدث الايراني مادة المتابعة الرئيسية على كل المستويات، بالتوازي مع رصد آخر التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية. فيما حافظت سائر الملفات الداخلية على انكفائها. وكل الأنظار باتت مسلّطة على الخطوة التالية للبيان الأخير لسفراء دول اللجنة الخماسية، والحراك المنتظر من قبل السفراء لتسويق مندرجاته التي تؤكد على دخول الأطراف في لبنان في مشاورات تُفضي الى التوافق على مرشح أو مرشحين يليه انعقاد مجلس النواب في جلسة انتخاب فورية.

وفي السياق، كشفت مصادر مواكبة لحراك السفراء لـ”الجمهورية” أن الايام القليلة المقبلة ستشهد حراكا مكثفا للجنة، سواء عبر سفرائها مجتمعين، او بصورة منفردة، ارتكازاً على مضمون “البيان الحواري” الذي صدر في نهاية اجتماعهم في السفارة الاميركية، ولهدف انجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن فترة زمنية أقصاها الشهرين المقبلين”، ونقلت عن أحد السفراء قوله: إنّ دول الخماسية تشدّ في هذا الاتجاه. وعلى هذا الاساس سيكون حراكنا المقبل اكثر زخماً وفاعلية، لتوسيع مساحة الالتقاء بين الأطراف في لبنان، على أولوية التشاور فيما بينهم لحسم ملف الرئاسة في القريب العاجل، وقناعتنا الأكيدة أن لا سبيل أمام اللبنانيين سوى التوافق، وانتخاب رئيس يحظى بأوسع احتضان سياسي له، يستمد منه القدرة على قيادة لبنان خارج أزمته الراهنة”.

وبمعزل عن الترحيب بدعوة اللجنة الخماسية الى حوار او نقاش بين المكونات اللبنانية، او تجاهلها، فإنّ الحوار الذي تنشده، وعلى ما تؤكد مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، دونه صعوبات كبرى. أولاً، على مبدأ الحوار حيث لا اجماع عليه، خصوصاً ان قوى سياسية مسيحية وازِنة ترفضه. وثانياً، إن تم التوافق على مبدأ الحوار، فإن العقدة الأساسية هي مكان الحوار، ومَن يديره.

تضيف المصادر: مجلس النواب هو المكان الأكثر ترجيحا لعقد الحوار فيه، ومعنى ذلك أن انعقاد الحوار او النقاش في المجلس، سيكون بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري. فيما بعض الاطراف ترفض ادارة بري للحوار على اعتبار انّه طرف في الاشتباك الرئاسي. ما يعني انّ كرة إدارة الحوار تعود إلى ملعب اللجنة الخماسية، لتحديد شكله والمشاركين فيه ومكان انعقاده. علماً ان اللجنة الخماسية لم تُوحِ من قريب او بعيد باستعدادها لأن ترعى او تدير حواراً مباشراً بين اللبنانيين.

ورداً على سؤال، استبعدت المصادر إدارة اللجنة الخماسية للحوار، خصوصاً انّ اعضاءها يَشدّ كلّ منهم في اتجاه مرشّح معين.

ضغوط خارجية من “الفاتيكان”

على صعيد متّصل، كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “الديار”، أنّ “خماسية” باريس تتجه الى الاجتماع خلال الساعات المقبلة، بعدما تسلمت الردود الاولية على خارطة طريقها لانجاز الاستحقاق الرئاسي، التي جاءت بغالبيتها ايجابية في الشكل، رغم بعض الملاحظات حول أمور شكلية، متوقفة عند هوية “صاحب الدعوة” لهذا الاجتماع؛ حيث يتوقع أن تكون السفارة المصرية بما تحمله من رمزية”.

ورأت المصادر أن “ضغوطا خارجية، من الفاتيكان تحديدا، مورست على اكثر من فريق داخلي وخارجي، خصوصا مع الجانب الاميركي، خلصت الى الاخذ بهواجس القوى المسيحية، وفتحت الباب امامها للسير بمرشح ثالث، يمكن أن يحظى بدعم كتل أخرى، رغم أنه يبدو أن كتلة “اللقاء الديمقراطي” تعيد تموضعها بعد زيارة “البيك” الى باريس والدوحة، وان ثمة عملا يجري لانشاء كتلة نيابية وازنة داعمة لترشيح رئيس “تيار المردة” يغلب عليها الطابع المسيحي؛ علما ان الجهود لا تزال متعثرة حتى اللحظة”.

وأشارت إلى أنّ “الموافقة المبدئية على الذهاب الى طاولة التشاور، لن تعني ابدا ان الامور متجهة حتما نحو جلسة انتخاب نيابية تأتي معها بالفرج الرئاسي، ذلك ان “الثنائي الشيعي” ابلغ المعنيين بانه وفقا لتفسيره للدستور، مصرّ على اعتماد اكثرية الثلثين للنصاب والانتخاب في الدورة الثانية، وهو ما قد يعيد الامور الى المربع الاول.

“رئيس خنفشاري”

وعشية دورة الاتصالات التي تزمع اللجنة الخماسية المباشرة بها، تحدث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن اتصالات تجري من تحت الطاولة، بين جبران باسيل وحزب الله ممكن أن تؤدي الى اتفاق على رئيس خنفشاري، معلناً السعي لمنع وصول هذا المرشح الذي سيتفق عليه باسيل مع حزب الله.

وعن النصيحة التي يوجّهها الى اللجنة الخماسيّة، قال رئيس “القوات”: “أعضاء اللجنة الخماسية صادقون، وإذا أرادوا الوصول الى نتيجة، فعليهم الذهاب الى صلب المشكلة، وهي عدم دعوة بري الى جلسة بدوراتٍ متعدّدة، لا بل هو يكتفي للأسف بجلسات فولكوريّة لأنّنا نعلم جميعاً بأنّ لا أحد يملك قدرةً على إيصال رئيس من الدورة الأولى، ولكنّ الأمر سيكون متاحاً في الدورتين الثانية أو الثالثة. وبالتالي عليهم أن يدركوا مكمن الداء، وهو تعطيل الرئيس بري للانتخابات الرئاسيّة”.

وسئل: “الرئيس بري هو إذاً “شيخ المعطّلين” لا “شيخ المهضومين”؟ فيردّ: “واحدة لا تلغي الأخرى”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us