طرابلس تعتلي عرش “الثقافة العربيّة”.. ورسالة سياسيّة من ميقاتي لـ “إلغاء حالة التعطيل”

لبنان 24 أيار, 2024

تصدّرت مدينة طرابلس اليوم واجهة الأحداث على الساحة المحليّة. فعلى الرغم من تزاحم الأزمات والعقد التي تلتفّ حول البلد، خرجت الفيحاء لتقول كلمتها بوجه الحرب والخراب والدمار والتعطيل، واعتلت عرش الثقافة العربيّة للعام 2024، بشهادة شخصيات ومسؤولين لبنانيّين وعرب، توافدوا إلى معرض رشيد كرامي الدوليّ، الذي احتضن الحدث.

وعلى الرغم من أنّ المناسبة ثقافيّة، إلّا أنّ السياسة لم تغب عن كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث اعتبر أنّ “حالة التعطيل التي نعيشُها اليوم ليست سوى تاريخ يعيد نفسه مررنا به سابقًا ونمرّ به اليوم”، مشيرًا إلى أن “بعض أهل السياسة عندنا لا يتّعظون من أخطاء الماضي، بل يكررونها ملحقين بالوطن والمواطنين أضرارًا كبيرة في ظلّ ظروف دقيقة وخطيرة”.

ميقاتي سأل: “لماذا يصرُّ البعض على استعادة الماضي بدلًا من تجديده؟ ولماذا لا نبادر إلى إلغاء حالة التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورها بدءًا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وصولًا إلى تفعيل آخر إدارة من إدارات الدولة؟ والسؤال الأهم لماذا الإصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل أمام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار أن يكتمل عقد المؤسسات”؟

كما تطرّق ميقاتي إلى ملف الوجود السوري في لبنان، حيث أشار إلى أنّه “منذ ثلاثة عشر عامًا نزحت إلى طرابلس، كما إلى كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، أعداد كبيرة من الأشقاء السوريين، الذين باتوا يشكلون ضغطًا كبيرًا على لبنان الذي احتضنهم، وهو الآن يدعو إلى حل أزمة نزوحهم بإعادتهم إلى وطنهم عودة كريمة آمنة، وهذا الملف وضعته الحكومة على سكة المعالجة الجذرية، عبر سلسلة من القرارات والخطوات التي بوشر تنفيذها من قبل الإدارات المعنية، كذلك فإن الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل سيحمل معه هذا الملف بكل تداعياته ويطالب الدول الأوروبية بتحمل مسؤولياتها المباشرة”.

ميقاتي وخلال افتتاح فعاليات “طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024″، شددّ على أنّ الفيحاء “مدينة ليس كمثلها أخرى، فهي المسجد والكنيسة والمدرسة والتَكية والمكتبة والجامعة والمستشفى وسوق الفقراء والخانات والحرف والقلعة والمعرض”.

أضاف: “يطلّ علينا في هذا اليوم تاريخ حيّ نابض في الوجدان حملته وحمته طرابلس جيلًا بعد جيل، وأنه “لو طبقْنا قاعدةَ تجديد التاريخ على صعيد السياسة العامة في لبنان لما تكررت في حياتنا الوطنية الأزمات ذاتها”.

كذلك تابع ميقاتي: “من طرابلس بالذات أكرّر وأوكد أن لا مكان لليأس في نفوسنا ونحن عازمون على العمل بعزم وإرادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان والتخفيف قدر المستطاع من آلام اللبنانيين ووضع الأمور على سكة التعافي”.

هذا ونوّه ميقاتي “بما قام به وزير الثقافة محمد وسام المرتضى الذي نقل إقامته من بيروت إلى طرابلس، لمتابعة كل النشاطات والإجراءات المتعلقة بهذه الفعالية والذي لم يوفّر جهدًا في سبيل إنجاحها”، و”باندفاع الهيئات الثقافية في المدينة وجوارها لتحقيق الهدف نفسه خدمةً للبنان.

كما كانت كلمة أيضًا، لوزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، الذي أكّد أنّه “ينبغي لهذه المناسبة أن تكون فرصة تستعيد فيها طرابلس كامل طريقها على خارطة طريق الاستدامة، وعلينا أن نحتضنها لتعلن عن حقيقتها المضيئة”.

أضاف: “طرابلس فيها من الطاقات ما لا يعدّ، إنها عاصمة بحقّ، جديرة بأن تطيل الجلوس على عرش المدائن”، معلنًا أنّ هذه المدينة الدرّة، هي عاصمة أولى ودائمة للثقافة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us