“إنذار أخير” في زيارة لودريان “الإستثنائية”.. هل يتم التفاهم على رئيس “توافقي”؟

لبنان 25 أيار, 2024

لا يزال الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه رغم المساعي المبذولة من قبل اللجنة الخماسية، في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية ما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جعبته من مقترحات، في زيارته للبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وفي هذا الإطار، قال مصدر دبلوماسي غربي لـ”الشرق الأوسط” أن الزيارة لديها أهمية خاصة، وتُعدّ استثنائية، مع البيان الذي أصدره سفراء “اللجنة الخماسية” ورسموا فيه خريطة الطريق لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، كما تأتي في ظل تصاعد المواجهة العسكرية جنوباً.

وأكد أن زيارة لودريان إلى بيروت تأتي هذه المرة بالإنابة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي صرف النظر عن قيامه شخصياً بهذه الزيارة، ما دامت الظروف، كما قيل له من قبل شخصيات لبنانية، ليست ناضجة حتى الساعة لتسهيل انتخاب الرئيس، وأن يترك لموفده الرئاسي إعادة تحريك الملف الرئاسي قبل حلول شهر تموز المقبل، لقطع الطريق على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتحويل صيف لبنان إلى ساخن.

ولفت إلى أن مهمة لودريان، وإن كانت تأتي في ظل ارتفاع منسوب الخلاف بين الكتل النيابية الذي يعطل انتخاب الرئيس، وعدم توافر الظروف المواتية لترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث الذي بات يشكّل قناعة لدى سفراء “الخماسية”، فإنها تتجاوز التزام باريس باستقرار لبنان وإعادة تكوين السلطة فيه، إلى إطلاق ما يشبه الإنذار الأخير لحث النواب للتفاهم على رئيس توافقي.

وقال المصدر إن لودريان سيجري مروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات بغطاء من سفراء “الخماسية”، حاملاً في جعبته رسالة واحدة يدعو فيها الكتل النيابية للتلاقي في منتصف الطريق لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة.

ولم يستبعد المصدر الدبلوماسي أن يحمل لودريان معه ورقة سياسية بالتنسيق بين الدول الأعضاء في “الخماسية”، تتزامن مع القمة المرتقبة بين الرئيسين الفرنسي ماكرون والأميركي جو بايدن في 6 حزيران المقبل في باريس، لأن الملف اللبناني سيكون حاضراً بامتياز على طاولة المحادثات لإخراجه من التأزُّم.

مشاورات متعددة

وقالت أوساط سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” أن زيارة لودريان تعد محاولة فرنسية جديدة لنقل الملف الرئاسي من الجمود إلى الحركة الدائمة، ولفتت إلى أن المشاورات التي يجريها المسؤول الفرنسي متعددة ولن يخوض في المعطيات السابقة التي سبق له أن اطّلع عليها، إنما قد تكون في حوزته أفكار منبثقة من الفكرة الاساسية أي الحوار، مؤكدة أن لا معلومات ما إذا كان سيقول للقوى السياسية التي يلقيها بأن أمامهم فرصة من أجل إنجاز الانتخابات، على أن دعوتهم إلى حوار تستضيفه بلاده لهذه الغاية، فهي فكرة لكن ليس معروفًا ما إذا كانت ستتبلور أو تطبق.

وأوضحت الأوساط نفسها أن هذه الدعوة يُنتظر التأكد منها من لودريان نفسه الذي يحمل حضاً فرنسياً من أجل عدم التأخير في إنهاء الشغور، وليس معروفا ما إذا كان يضع سقفا زمنيا لهذه الغاية أم لا.

وترجِّح مصادر ديبلوماسية لـ “اللواء” ان مهمة الموفد الفرنسي، لن تخرج عن اطار الافكار والطروحات التي تضمنها بيان الخماسية الاخير، الذي صدر نتيجة جهود اعضاء اللجنة الخماسية مجتمعة، وتوقعت أن يركز جهوده على تقليص حجم التباينات وتقريب وجهات النظر، مخارج الحلول المطلوبة، في حين تتوقف نتائج مهمته على تعاون الاطراف السياسيين وتجاوبهم، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة حاليا، وترخي بثقلها على هذه المهمة، التي تبدو في نظر هذه المصادر صعبة ومعقدة للغاية.

“لا معطيات جديدة”

وفي السياق، أشار النائب أديب عبد المسيح إلى أن زيارة لودريان لا تحمل أي معطيات جديدة، باستثناء تقديم جرعة دعم للجنة الخماسية على ما تقوم به من جهود مشكورة.

عبد المسيح رأى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن ما يؤخر انتخاب الرئيس يكمن في التباين الحاصل بين القوى السياسية، إذ إنَّ هناك فريقاً يريد الحوار وآخر يرفض هذا الطرح، ويفضل التشاور، وثالت يريد حوارات جانبية ثنائية أو ثلاثية من دون رئيس ومرؤوس.

وأعاد عبد المسيح التأكيد أن كل المسؤولين الأميركيين والأوروبيين وموفدي البنك الدولي الذين التقوهم في زيارتهم إلى أوروبا وأميركا، أبلغوهم بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية أولاً رافضين التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.

إبعاد فكرة الحوار

إلى ذلك، كشف الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأوروبية طارق وهبي لموقع “هنا لبنان” أن زيارة لودريان الى لبنان قد تتزامن مع زيارة مماثلة للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتين بعد التنسيق الذي جرى بينهما خلال لقائهما الأخير، أما العنوان الأبرز فهو التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل إبعاد فكرة إجراء الحوار وإقناع حزب الله بتقديم نوع من التنازل حيال مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لصالح مرشح ثالث يرضيهما أيضاً، إضافة الى التمهيد من قبل الرئيس بري لعملية إنتخاب رئيس الجمهورية وفق جلسات متتالية ومفتوحة.

واعتبر وهبي أن الفرصة لا تزال مؤاتية لإنتخاب رئيس في لبنان في حال تذليل العقبات والتزام الكتل النيابية في لبنان باللعبة الديمقراطية لا سيما أن مبادرة كتلة الإعتدال تلقى موافقة فرنسية وسيلتقي لودريان كتلة الاعتدال النيابية الأربعاء الى غداء في قصر الصنوبر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us