في ذكرى 25 أيار.. “الحزب” يُعيد زمن الدمار والتهجير للجنوبيين!
تحل ذكرى 25 أيار اليوم على وقع مغامرة “الإسناد” التي دمّرت قرى الجنوب اللبناني وهجّرت أهاليها والتي يخوضها “حزب الله” منذ 8 أشهر، استجابة لعملية “طوفان الأقصى” في غزة.
خلال هذه الأشهر الثمانية، استعاد الجنوبيون ذاكرة رحيلهم عن أراضيهم وصعوبة العودة إليها في وقت قريب، بعدما عاشوا 24 سنة حالة من الاستقرار الأمني، مع خرق لمدة 33 يوما، خلال حرب تموز عام 2006، التي انتهت بصدور القرار الأممي 1701، ما شجع أهالي الجنوب على العودة وإعادة الإعمار وإنشاء المشاريع السياحية والخدماتية.
غير أنّ لسان الجنوبيون يقول اليوم إنّهم حتى لو عادوا إلى قراهم فلن يعيدوا إعمار البيوت التي كانوا قد أقاموها، وسيكتفون بمنازل “بسيطة”، نظرًا لأوضاعهم الإقتصادية الصعبة التي لا تسمح بذلك، كما لا يمكنهم التعويل على الدولة وعلى أي جهة أخرى بسبب الخسائر الكبيرة التي منيوا بها، بالإضافة إلى إقتاعهم إلى أنّ منطقتهم لن تحظى بأمان واستقرار طالما أنّ الجهات المتحاربة لا تحترم القوانين الدولية.
فالأرقام الأولية بينت أن مجمل الخسائر في الجنوب تبلغ نحو مليار و200 مليون دولار، وهي خسائر مرتبطة بشكل أساسي بالدمار في البنى التحتية والطرقات والمباني والأراضي الزراعية، كما أن هناك نحو 300 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة إقفال المؤسسات وتوقف الأعمال.
إذًا حرب الإسناد وبتوقيت من مشعلها “حزب الله”، أعادت الزمن في الجنوب إلى ما قبل 25 مايو 2000، وأدخلت قرى الشريط الحدودي مجددا، إلى دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وفرضت على معظم سكانها تكرار تجربة النزوح والخسارات.