“لبنان لم يعد يحتمل أكثر”.. هذا ما ستتضمنه الورقة اللبنانيّة إلى بروكسل
تتجه الأنظار في لبنان مع مطلع الأسبوع المقبل إلى أزمة النزوح السوري المتعاظمة من خلال انعقاد مؤتمر بروكسيل “لدعم مستقبل سوريا والمنطقة”، حيث يستضيف الاتحاد الأوروبي المؤتمر الثامن حول سوريا، يوم غد الاثنين، في ظل انقسام حاد بشأن المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ومصير ملايين اللاجئين السوريين على طاولة البحث.
علمًا أن عدد كبير من هؤلاء اللاجئين في لبنان الذي زارته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فاندرلاين واقترحت تقديم مساعدة بمليار يورو لدعم لبنان على حل هذه الازمة، غير أنّ هذه “الرشوة” لاقت اعتراض اللبنانيين، الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة، إذ ارتفع معدل الفقر ثلاثة أضعاف في لبنان وذلك خلال عشر سنوات، وفق أحدث تقرير للبنك الدولي.
وبالعودة إلى مؤتمر بروكسل، يعكف المسؤولون اللبنانيون على تحضير الورقة اللبنانية التي تلخص موقف لبنان من ملف النازحين التي سينقلها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
ولفتت مصادر متابعة للتحضيرات، عبر “الأنباء” الإلكترونية، إلى أنها المرة الاولى التي يشهد فيها لبنان توافقاً في ملف دقيق وحساس وبغاية الخطورة بحجم ملف النازحين السوريين، وهو ما يجب أن ينسحب على باقي الأعباء التي ترزح تحتها الدولة اللبنانية وذلك انطلاقاً من الاجماع الوطني الذي ظهر في الجلسة النيابية الأخيرة.
وبحسب المصادر فإن الورقة اللبنانية ستتضمن موقفا واضحاً برفض الوجود السوري غير الشرعي، وأن لبنان لا يمكن أن يتحمل أكثر من نصف عدد سكانه من هؤلاء النازحين.
من جهته، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى التوصية التي صدرت عن مجلس النواب والتي تنص على الذهاب الى جوهر المشكلة، ورأى أن لبنان لا يستطيع تحمل كل هذا العبء بمفرده، داعيا الجهات المانحة الى التوقف عن دعم النازحين في لبنان والعمل على اعادتهم الى بلدهم ومساعدتهم هناك.
مظاهرة وتحركات مستمرة
بالتزامن مع انعقاد أعمال المؤتمر في العاصمة البلجيكية، ينظم حزب “القوات اللبنانية” مظاهرة هناك، دعا الاغتراب اللبناني للمشاركة فيها، للمطالبة بمنح المساعدات للسوريين داخل بلدهم وليس في لبنان، وأكد النائب غسان حاصباني أن التحركات في ملف الوجود السوري متواصلة في الداخل اللبناني باتجاه الحكومة والوزارات المعنية ومفوضية اللاجئين، كما خارج لبنان.
بدورها، دعت “الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين”، في بيان، مؤيديها واللبنانيين المغتربين وأصدقاء لبنان إلى “المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي سيقام أمام قصر العدل في بروكسل، الإثنين 27 الجاري، من الساعة 12:00 ظهرًا حتى الساعة 2:00 بعد الظهر، لحث قادة الاتحاد الأوروبي على تغيير موقفهم لجهة إعادة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا وإلى استدراك مخاطر النزوح السوري في لبنان”.
وقالت: “إن هذا الاعتصام يأتي في ظل المخاطر الجمة التي يشكلها هذا النزوح على أمن لبنان واستقراره ووجوده، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلاد”.
وذكرت أن “وفدًا من الحملة برئاسة المستشار القانوني المحامي بيار الجميل سيشارك في الاعتصام في بروكسل وسيجري المباحثات والاتصالات مع نواب البرلمان الأوروبي بشأن تداعيات النزوح السوري على مستقبل لبنان”.
مواضيع ذات صلة :
“عدد النازحين نصف عدد سكان لبنان”.. رسالة خاصة من جعجع لماكرون! | “مهلة ثلاثة أشهر”.. لبنان ماضٍ بتنفيذ إجراءات ترحيل النازحين المخالفين | موقف حاسم للبنان في مؤتمر “بروكسل”: “لسنا بلد لجوء”! |