بري يتريّث وباسيل يتغيّب.. هل ينجح لودريان بـ “جعبته الغامضة” في تعبيد الطريق الرئاسي؟

لبنان 27 أيار, 2024

فيما يواصل سفراء اللجنة الخماسية جهودهم لإحداث خرق في الملف الرئاسي المتأزّم، يترقّب لبنان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان غدًا الثلاثاء، وسط غموض حول ما يحمله في جعبته من حلول مقترحة لتعبيد طريق قصر بعبدا أمام الرئيس الجديد.

في هذا الإطار، قال مرجع لبناني معني لـ”الأنباء” الكويتية: “لا أحد من القوى السياسية وقبلها القيادات الرسمية، يعرف ما يحمله لودريان في زيارته الجديدة. وعند طلب المواعيد للقاءات التي سيعقدها لم يعط شروحات حول نقاط البحث كما درجت العادة عند حضور أي موفد أو مسؤول دولي أو عربي، إذ يتم تحديد المواضيع التي يريد الحديث بشأنها، وكل ما ورد أن لودريان يحضر لاستكمال المساعي التي كان سبق أن بذلها خلال خمس زيارات سابقة إلى بيروت والمتصلة بالاستحقاق الرئاسي”.

ولعلّ الخبر الأبرز في زيارة لودريان إلى بيروت يومي الثلاثاء والأربعاء، عدم حصول لقاء يجمعه مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، لارتباط الأخير بسفر إلى الخارج. ولا خلفية معلنة لعدم انعقاد اللقاء “إلا الغياب بداعي السفر”، كما علمت “الأنباء” الكويتية من مصدر قيادي في “التيار الوطني الحر”.

وبحسب صحيفة “الأنباء” الكويتية، فإنه للوهلة الأولى، قد يفسر البعض عدم حصول اللقاء برغبة باسيل في عدم استقبال لودريان، ردًا على تصرف الأخير في اللقاء القصير الذي لم يصل إلى الدقيقة العاشرة في منزل باسيل بالبياضة، يوم رفض رئيس “التيار” عرض المبعوث الفرنسي بتمديد خدمة قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون سنة إضافية، لاقتراب بلوغه وقتذاك سن التقاعد.

وقد يفسر آخرون عدم حصول اللقاء، برد مسبق من باسيل على عرض محتمل من لودريان بالدعوة إلى لقاء تشاوري في العاصمة الفرنسية باريس. لقاء يدرك باسيل أنه قد يصب في مصلحة قائد الجيش كمرشح لرئاسة الجمهورية بدفع خارجي، كما حصل في لقاءات الدوحة عام 2008، التي انتهت بانتخاب قائد الجيش وقتذاك العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية.

بري يتريّث!

بالمقابل، وفيما يتريّث رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تحديد موقفه النهائي من بيان سفراء “الخماسية”، الذي أتى على ذكر التشاور لعقد جلسة نيابية مفتوحة، وأسقط منه أي إشارة للحوار الذي كان قد دعا إليه منذ أكثر من سنة ونصف، فإن بري يفضّل أن يترك جوابه النهائي على البيان إلى ما بعد استقباله لودريان، الأربعاء، ليكون بوسعه أن يبني، كما تقول مصادره لـ “الشرق الأوسط”، على الشيء مقتضاه في ضوء ما سيسمعه منه.

لكن تفضيل بري التريث وعدم إحراق المراحل لم يمنع مصدرًا نيابيًا بارزًا، عند سؤاله عمّا إذا كان بيان “الخماسية” أصبح خلفه، من القول إنه على الأقل ليس أمامنا.

وينقل عن بري قوله إنه يستغرب موقف البعض حيال دعوته للحوار، ويسأل: “أين تقع المشكلة؟ فمن الممكن أن تتوصل الكتل النيابية إلى التوافق على رئيس في يوم أو يومين أو ثلاثة، وعندها نذهب إلى البرلمان لانتخابه في أقل من أسبوع”. ويضيف أن “من يرفض الانخراط في حوار من هذا النوع عليه أن يتحمل مسؤولية ما يترتب على رفضه، وعندها يكون ذنبه على جنبه”.

وعند سؤال المصدر نفسه عن موقف بري من دعوة باريس لاستضافة حوار، على أن يخصص للتداول في انتخاب رئيس للجمهورية، يجيب “الشرق الأوسط” بسؤال فحواه: “لماذا في باريس وليس في بيروت أو في دولة عربية يُتفق على اختيارها”؟ هذا مع أن لفرنسا دورًا مساعدًا لإخراج انتخابه من التأزُّم، ولا يتنكّر أحد لدورها، وهي مشكورة.

زيارة حاسمة!

إلى ذلك، تقول مصادر مواكبة للزيارة لـ “الديار”، إن “مهمة لودريان الحالية تبدو أشبه بالمهمة المستحيلة، وبخاصة أن فريقي الصراع لا يبدوان أبدًا مستعدين للقيام بأي خطوة إلى الأمام أو النزول من أعلى الشجرة.

وتضيف المصادر أنّ “الدور الأساسي الذي سيقوم به الموفد الفرنسي هو محاولة قد تكون الأخيرة في الأشهر المقبلة لتحريك المياه الراكدة، كما أنه موكل بمهمة إعداد ملخص عن المعطيات الرئاسية الداخلية الحالية يُرفع إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل القمة المرتقبة في باريس بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن”.

هذا وتشير مصادر دبلوماسية لـ “الديار” إلى أنّ “زيارة لودريان المنسقة تمامًا مع “اللجنة الخماسية” ستكون حاسمة في مجال “مواصفات الرئيس وبرنامج عمله” باعتبار أن الوصول للإعلان عن مواصفات يتفق عليها فرقاء الصراع كما عن برنامج عمل موحد سيعني أن التفاهم على مجموعة من الأسماء يصبح أسهل”.

ولا تنكر المصادر أن “الدفع هو للتفاهم على مرشح ثالث وإن كانت “الخماسية” ليست بصدد الطلب من القوى السياسية التخلي عن مرشحيها الحاليين أو أن تفرض أي شيء على اللبنانيين، فمهمتها تسهيل عملية الانتخاب لا وضع العصي في الدواليب”.

ولا يبدو التلويح بالعقوبات على أجندة “الخماسية” والدول التي تمثلها، إذ تؤكد المصادر أن “كل الضغوط التي تقوم بها هي للإحراج والحث ولا نية إطلاقًا للحديث عن العقوبات أو فرضها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us