الخطة المتعلّقة بخطر النزوح السوري في لبنان على طاولة مجلس الوزراء.. ماذا في التفاصيل؟!
ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء للبحث بجدول اعمال من 35 بنداً، يتقدمها ملف النازحين السوريين والتوصية التي اصدرها مجلس النواب ومهمات اللجنة الوزارية التي ستكلف متابعة هذا الملف مع المسؤولين السوريين.
ويتضمن جدول الاعمال أيضاً طلب وزارة المال تعديل بعض البنود الخاصة بقانون مكافحة تبييض الأموال، وطلب وزارة الدفاع الموافقة على الاستراتيجية البحرية المتكاملة للبنان ومسودة الدراسة التقييمية الى مجموعة من البنود الخاصة بملفات مختلفة مالية وإدارية وأخرى متصلة بطلبات عدة لمؤسسات دولية وأممية وأمنية وقضايا تتصل باتفاقيات التعاون مع بعض الدول في قضايا بيئية ومالية وخدماتية وهبات مختلفة وتعديلات مقترحة على بعض القوانين وأمور تعني المؤسسات الامنية.
وعلى جدول الأعمال ايضاً طلب صرف المبالغ المتبقية لإصلاح طريق شكا الدولية من حسابات وزارة المال بدلاً من وحدات السحب الخاصة من مصرف لبنان، وطلب من مجلس الجنوب صرف مبلغ 93 مليار و 600 مليون ليرة تعويضات لذوي الشهداء في الجنوب الذين سقطوا منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، وطلب وزارة الاتصالات تأمين نقل اعتمادات مالية الى حساباتها بقيمة 7943 ملياراً و 600 مليون ليرة وتقرير مؤسسة اليسار عن الابنية المتصدعة الواقعة ضمن نطاق عمل المؤسسة، وطلب نقل اعتمادات الى وزارات عدة لتأمين رواتب متعاقدين معها ومخصصات مالية لنفقات مختلفة. اضافة الى بنود اقتصادية ومالية وادارية وغذائية، منها تصدير الكمية المتبقية من القمح المستورد السنة الماضية الى الخارج نتيجة عدم وجود أمكنة صالحة لتخزينه.
وشارك في الجلسة نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الشباب والرياضة جورج كلاس، المهجرين عصام شرف الدين، المال يوسف خليل، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الاتصالات جوني القرم، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الأبيض،البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الاشغال العامة والنقل علي حمية، والاقتصاد أمين سلام.
كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
وفي مستهل الجلسة أكد ميقاتي أنه “شهدت الفترة الماضية أحداثا عديدة أهمها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في البحرين، والذي عبّر عن اهتمام الجميع بلبنان، كما ان “إعلان البحرين” أكد الثوابت اللبنانية التي نتمسك بها، وفي الاجتماعات الثنائية التي عقدناها،لمسنا الحرص على لبنان ودعمه”، لافتاً إلى أنه “تنعقد جلستنا اليوم بعد يوم من تمثيل معالي وزير الخارجية لبنان في”المؤتمر الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة” في بروكسل، وقدّم لبنان للمرة الاولى عرضا لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان،وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها المجلس النيابي بالتوصيات التي اصدرها،وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والاجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة”.
وأضاف ميقاتي: “في خلال المحادثات اكد وزير الخارجية، الذي كنت على تواصل دائم معه، طلب لبنان البدء بخطة التعافي المبكر في سوريا وفصل مسألة النازحين عن الاعتبارات السياسية وايجاد مناطق آمنة في سوريا للبدء بالعودة.واجرى اتصالات مع الوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهم الاردن والعراق ومصر وسوريا وتم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سوريا . وخلال المؤتمر اكد لبنان ضرورة ان يكون الدعم والمساعدات لتشجيع السوريين على العودة الى بلادهم”.
وتابع: “لقد قدّم معالي الوزير خلال المؤتمر خطابا واضحا عبّر فيه عن استمرار لبنان في التعاون ،لا التصادم،مع المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة،وبالفعل فقد حصل توافق مع “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن ابرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية في ما يتعلق بالنازحين السوريين”، منوهاً بالموقف القبرصي “من ضمن ثماني دول اوروبية بوجود مناطق آمنة في أجزاء من سوريا والسماح بعودة النازحين اليها”.
وأردف ميقاتي: “بالنسبة الى واقعنا السياسي في لبنان، فنحن امام “أغلبيات”و”اقليات”سياسية، لديها ثوابت ورؤى مختلفة،ولكن المستغرب هو غياب صوت “الأكثريات الصامتة والمستقيلة من دورها”.نحن لا نريد ان نختصر احداً ولا ان نغيِّبَ احدا، بل اننا ندعو إلى سماع اصوات كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا، ونغتني بتنوعاتنا”، ورغم كل المواقف الاعتراضية التي يقوم بها بعض القوى السياسية، فاننا نتفهم ذلك ونتطلع اليه من منظار ديمقراطي والحق بإبداء الرأي.ودائما نؤكد ان الحل يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية واكتمال عقد المؤسسات الدستورية، التوظيف السياسي للأزمات ، يجب ألّا يتحول إلى نزاعات، مع تقديرنا للنقد الايجابي والتقويم الهادف إلى بناء الجسور بين المكونات الوطنية”.
وقال: “يواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على جنوب لبنان موقعا المزيد من الشهداء والجرحى آخرهم امس امام مستشفى بنت جبيل. اننا ندين هذا الاعتداء الجبان وكل الاعمال التي يقوم بها الاحتلال والتي لن تتني اهل الجنوب عن التشبث بارضهم، خصوصا واننا قبل ايام قليلة احيينا ذكرى التحرير من الاحتلال الاسرائيلي للجنوب.وهنا نوّجه التحية لكل من ساهم في هذا الانجاز الوطني التاريخي، اما الوضع الامني في الداخل فيبعث على الارتياح ولا بد في هذا الصدد من التنويه بالجهد الكبير الذي يقوم به الجيش والقوى الامنية لضبط الوضع وكشف الشبكات التخريبية او التي تسيء الى الاخلاق العامة عبر التواصل الاجتماعي”.
وأشار إلى أنه “لقد اجريت خلال الايام الماضية اتصالين برئيسي وزراء اسبانيا والنروج، والخميس سيكون هناك اتصال مع رئيس وزراء ايرلندا، لشكرهم على الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية .وفي خلال الاتصال مع رئيس وزراء اسبانيا اكد ضرورة السعي فورا اعقد مؤتمر سلام وتأكيد حل الدولتين والعودة الى الاسس التي تحددت في “مؤتمر مدريد”. وهذا الامر يعطي دفعا قويا لحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وبما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة”.
وقال: ان القرار الذي اصدرته محكمة العدل الدولية برئاسة القاضي نواف سلام وامرت فيه إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح فوراً أو أيّ أعمال أخرى، يشكل خطوة متقدمة على صعيد ردع العدو الاسرائيلي ومنعه من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.وننوه في هذا الاطار بشجاعة المحكمة ورئيسها، وبالقرار الذي يشكل سابقة مهمة في فضح العدوان الاسرائيلي وحرب الابادة التي تنفذها اسرائيل على الشعب الفلسطيني.واكرر ما قيل في هذا الاطار ان على المجتمع الدولي ان يقرر اذا كان يريد العدالة أو اسرائيل.
وتابع: شهدنا الاسبوع الفائت اطلاق احتفالية “طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024″، وكانت مشهدية عربية رائعة ومقدَّرة ، من لبنان عموما و طرابلس والشمال بالاخص. فشكرا لجهود معالي الوزير محمد المرتضى على ما قدمه لطرابلس ولبنان،وباسم الحكومة نشكر مكتب وزراء الثقافة العرب على اعتمادهم لبنان عاصمة للثقافة العربية ، وان شاء الله سنواصل انشطة هذه السنة بتعاون كل الفعاليات الثقافية والفكرية و الفنية ، وندعوها إلى ان تعتبر طرابلس متحفاً حياً للأنشطة الثقافية والاجتماعية و التراثية . وكان الحدث في المعرضُ الذي يحمل اسمُ الرئيس الشهيد رشيد كرامي. ويجب العمل على الاستفادةُ من المعرض بالصورة الفضلى التي يتيحُها موقعُه وهندستُه ووظيفتُه. ومن دواعي فرحِنا أن المعرض أُدْرِجَ مؤخَّرًا على قائمة التراثِ العالمي لدى منظمة الأونيسكو، وهذا يلقي علينا بلا ريب، مقدارًا عظيمًا من المسؤولية للحفاظ أولا على ارث حامل اسم هذا المعرض وثانيا على هذا المعلم المعماري الفريد، واستعمالِه من ضمنِ الضوابطَ الفنيةِ والقانونيةِ المعتمدةِ، لتحقيق الوظيفةِ الوطنيةِ التي بُنيَ لأجلها.
إلى ذلك عرض وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب خلال الجلسة الخطة المتعلقة بخطر النزوح السوري في لبنان التي عُرضت على الحكومة وسبق وأن عُرضت على مؤتمر بروكسل.
للاطلاع على تفاصيل الخطة اضغط هنا
من جهته قال وزير المهجّرين عصام شرف الدين لـ”هنا لبنان”: “اليوم استلمنا الخطة ولم نطلع عليها وكلام وزير الخارجية تضمن العديد من الأمور الإيجابية ولكن برأيي إن لم يتم الحديث عن رفع الحصار عن سوريا وهو العائق لعودة النازحين سنكون متأخرين”.
وأضاف: “إن لم نطالب بقوافل بحرية أو بتنشيط القوافل أو بلجنة تتّجه إلى سوريا سنكون متأخرين جداً في هذا الملف”.
من جهته فتح وزير الاقتصاد أمين سلام عبر “هنا لبنان” ملف الطاقة، وقال: “أنا سأتدخل في موضوع الطاقة وسأسأل أين المعامل، الطاقة تؤثر على الاقتصاد في لبنان”.
وأضاف عند سؤاله عن الطحين الفاسد الذي ضبط عند wooden bakery: “وزارة الاقتصاد بمؤازرة الأجهزة الأمنية هي العين الساهرة على موضوع الطحين والقمح وهناك جهات لا تشبع من السرقة والغش”.
وتابع: “كل مخالف وكل سارق نحن له بالمرصاد”.
مواضيع ذات صلة :
كتاب من ميقاتي بشأن النزوح السوري! | بوحبيب: لبنان متمسك بالـ 1701 ولحل أزمة النزوح السوري عبر تفعيل مشاريع التعافي المبكر في سوريا | البيسري: معالجة النزوح السوري من دون داتا هراء وهرطقة |