“هنا لبنان” يُواكب جولة لودريان.. لقاءاتٌ ومحادثات و”تشاورٌ وطنيّ” في الجعبة الفرنسيّة!
فيما تتزاحم الملفات الحسّاسة على الساحة المحليّة، اتّجهت الأنظار بعد ظهر اليوم إلى زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لوديان، الذي حطّ في مطار رفيق الحريري الدولي، على رأس وفد فرنسيّ، في زيارة رسمية وجولة جديدة يعقد خلالها اليوم وغدًا الأربعاء، لقاءات ومحادثات مع عدد من المسؤولين اللبنانين.
فقد افتتح الموفد الفرنسي سلسلة لقاءاته المزمع إجراؤها بين اليوم والغد، في السراي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والوفد المرافق، ليُغادر بعدها من دون الإدلاء بأيّ تصريح.
وخلال الاجتماع، تم البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل أزمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها “اللجنة الخماسية” في هذا الإطار.
ومن السراي توجّه لودريان إلى كليمنصو، حيث التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، حيث تمّ البحث في آخر المستجدات والمساعي الفرنسية على خط الملفات والأزمة اللبنانية.
هذا ومن المتوقع أن يلتقي لودريان اليوم أيضًا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. كما ستكون له لقاءات عدة يوم غد، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وتكتل “الاعتدال الوطني”، إضافة إلى نواب “الكتائب” و”القوات اللبنانية”. على أن يُنهي زيارته بعشاء مع سفراء اللجنة الخماسيّة.
في هذا السياق، وصفت مصادر دبلوماسية فرنسية، بحسب مراسلة “هنا لبنان”، زيارة لودريان بأنّها “مهمة جدًا” ولا يجب تهميشها، ودعت إلى مواكبة هذه المحادثات لأنّها ستنعكس أيضًا على عمل اللجنة الخماسية في الموضوع الرئاسي.
كما أفادت الأوساط الدبلوماسية بأنّ الفكرة التي تردّدت حول اقتراح يحمله لودريان حول استضافة باريس لحوار لبناني قد وُضع جانبًا، وحلّ محلّه أن ينعقد ما يسمّى بـ “التشاور اللبناني”، على أن تكون بدايته برعاية الموفد الرئاسي الفرنسي، ومن ثمّ يمضي قدمًا إلى أن ينتهي بعقد جلسة نيابيّة مفتوحة على مدى 4 دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. على أن تتكرّر لاحقًا في حال لم تنتهِ إلى النتيجة المرجوّة في المرة الأولى.
كذلك تشير معلومات “هنا لبنان” إلى أنّ زيارة لودريان تهدف إلى الاطّلاع عن كثب على الواقع السياسي المتعلق بالملف الرئاسي في لبنان، بعد الحراك المكثف لسفراء اللجنة الخماسية على القوى السياسية والبيان الختامي الذي صدر عن اللجنة، وبالتالي جاء لودريان لتسويق توصيات الخماسية لدى القوى واستطلاع آرائها حيالها، ومدى استجابتهم للخيار الثالث.
يأتي لودريان متحصّنًا بالاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي تمّ التشديد خلاله من قبل الطرفين على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، في وقت لا تبدو القوى السياسيّة اللبنانية متفائلة بحلّ سحريّ للأزمة الرئاسيّة.