“لبنان السياسي” على المحكّ.. لودريان يُوصي بانتخاب رئيس “على وجه السرعة”!
شغلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الساحة المحليّة بمختلف توجهاتها، لتحلّ ملفًا أوّل على سلّم التطورات المتزاحمة بالأحداث، وسط تحليلات ونقاشات حول ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، في أعقاب المشاورات واللقاءات التي أجراها على مدى يومين.
في هذا الإطار، أكّد مصدر مطلع لصحيفة “الأنباء الكويتية”، أنّ زيارة الموفد الفرنسيّ إلى لبنان، خلت من أفكار عملانية أو مقترحات، وذهبت إلى حد الاستطلاع والوقوف على رؤية القيادات السياسية اللبنانية عن تصورها لسبل الحل الرئاسيّ، تمهيدًا لتحضير ملف عن الوضع اللبنانيّ للقِمة الأميركية – الفرنسية.
في السياق عينه، أفادت معلومات صحيفة “اللواء” بأنّ دعوة لودريان لم تحمل آلية واضحة للتطبيق، فضلًا عن أن “الثنائي الشيعي” يتمسك بأن يكون الحوار شاملًا، وفي المجلس النيابي، وبرئاسة الرئيس نبيه بري وبدعوة منه.
وبحسب ما ذكر في دوائر المعلومات، فإنّ لودريان قال لمن التقاهم: “إذا لم يحصل انتخاب وبقيت الأزمة على حالها من دون رئيس جمهورية، فإن “لبنان السياسي” سينتهي ولن يبقى سوى “لبنان الجغرافي”، محددًا فترة زمنية لا تتجاوز آخر شهر تموز، وضمنًا شهر حزيران الذي يبدأ السبت المقبل.
كذلك أشارت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” إلى أن الحركة التي شهدها الملف الرئاسي بفعل زيارة لودريان ليست حركة حاسمة أو بمعنى أنها تخرج بتفاهم على انتخاب رئيس للبلاد، مؤكدةً أنّ النقطة المتصلة بالتشاور بدورها غير نهائية بعد، فالمعارضة تطالب بضمانات محددة ولا سيما جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقوى الممانعة ليست متحمسة لأي تنازلات وتطالب بمعرفة هوية الرئيس، وبالتالي من شأن هذه المواقف أن تصيب أي مسعى بالفشل.
بينما أكّدت مصادر لصحيفة “الجمهورية” أنّ الموفد الفرنسيّ كان متحمسًا لإنجاز الاستحقاق الرئاسيّ على وجه السرعة، و”لم يتطرّق إلى موضوع المرشحين أساسًا، بل إنّ تركيزه كان بالدرجة الأولى هو على التشاور وضرورته بين الأطراف لا أكثر ولا أقل”.
بالمقابل، أفادت معطيات من مصادر دبلوماسية واكبت لودريان، لصحيفة “نداء الوطن”، بأنّه “انتهى إلى الاقتناع بثلاثة أمور أساسية، وهذا أمر جيد”، مشيرة إلى أنّ هذه الأمور هي:
“أولًا: أنه يجب عدم الذهاب إلى سابقة دستورية بطاولة حوار تشكل عرفًا، وهذا أمر إيجابي جدًا، لأنه يؤكد ما ورد في بيان اللجنة الخماسية لجهة التشاور ضمن نطاق محدود.
ثانيًا: ضرورة انتخاب رئيس ضمن “الخيار الثالث” لأن أحدًا غير قادر على إيصال مرشحه، وهذا أمر يجب البحث فيه.
ثالثًا: يجب أن تحصل انتخابات قبل نهاية تموز، لأنه بعد ذلك ستدخل المنطقة والعالم في الانتخابات الأميركية، وبالتالي يصبح لبنان طي النسيان. وفي ظل أوضاعه المهترئة، من الممكن أن يواجه مأساة سياسية”.
وأمّا الأبرز في المواقف التي عبّر عنها لودريان، وفق ما ينقل عنه عدد من الذين التقوه، بحسب صحيفة “النهار”، فهو اعتباره أن “البديل الثالث”، أي المرشح الثالث الذي لا ينتسب الى أي من الفرقاء والذين طرحوا حتى آخر جلسات مجلس النواب الانتخابية في حزيران (يونيو) الماضي، هي الوصفة الوحيدة للوصول إلى حل ينتخب بموجبه رئيس الجمهورية على أساس ما نصّ عليه بيان الخماسية من آلية للتشاور السريع والتوافق أو وضع لائحة محدودة بأسماء مرشحين ومن ثمّ عقد الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس.