لودريان يستحضر “الملف الجنوبيّ”.. الحلّ السياسيّ “أولويّة” وخشية من “مواجهات أكبر”!
على الرغم من تصدّر الملف الرئاسي واجهة الأحداث السياسيّة في لبنان خلال اليومين الماضيين، تزامنًا مع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الباحث عن كوّة في جدار الأزمة التي باتت تُهدد “لبنان السياسي”، إلّا أنّ المشهد الميداني على الساحة الجنوبيّة، لم يغب عن سلمّ الأولويّات المحليّة، في ظلّ الخطر الداهم والتحذيرات التي تتوالى من توسّع الحرب “على حين غرّة”.
ففي هذا السياق، أكّد مصدر مطلع لصحيفة “الأنباء الكويتية”، أنّه وإلى جانب الملف الرئاسي، تهدف زيارة لودريان إلى تحضير ملف عن الوضع اللبنانيّ للقِمة الأميركية – الفرنسية.
إلّا أنّ المصدر لفت إلى أنّ “مَهمّة لودريان التي كانت تتناول تثبيت النقاط الحدودية، وتراجع “حزب الله” عن الحدود وتعليق بتّ أمر مزارع شبعا للتسوية الشاملة، قد صرف النظر عنها نهائيًا، بعد موقف الحزب الرافض أي بحث في موضوع الحدود قبل انتهاء الحرب في غزة”.
في الإطار عينه، أكدت بعض المصادر لصحيفة “الجمهورية”، أنّ لودريان أثار في محادثاته الملف الجنوبي، من زاوية التأكيد على الموقف الفرنسي الذي يرى أولوية قصوى في بلوغ حل سياسيّ يؤمّن إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة الجنوبية.
كما أبدى الموفد الفرنسي في الوقت نفسه، خشيته من أنّ استمرار التصعيد من شأنه أن يتدرج صعودًا إلى مواجهات أخطر وأكبر، مؤكّدًا أنّ في وقف المواجهات وعدم تدرّجها إلى حرب، مصلحة للبنان.
رفع معنويات وتهديد
إلى ذلك، زار الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الحدود الشمالية مع لبنان، حيث قال من المطلة: “سنعيد السلام إلى الشمال وسنمارس السيادة”.
في هذا الوقت، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالتصعيد، وقال خلال جولة عند الحدود الشمالية أمس: “قتلنا 320 من “حزب الله”، وفي حال واصلوا، سنصعّد حدّة ضرباتنا”.
في الموازاة، أبرزت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية خبر إقدام السكان الذين تمّ إجلاؤهم من الشمال على إقامة مخيم احتجاج لهم أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت ركّزت الصحيفة على ما وصفتها “صرخة في المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية.. لن يبقى مَن يدافع عن “مرغليوت” إذا متنا اقتصاديًا”.
يأتي ذلك بعد أن كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق، أنّ 930 منزلًا ومبنى تعرّض للضرر في 86 بلدة في الشمال منذ اندلاع المواجهة مع “حزب الله”.
كما أوضحت أنّ 130 منزلًا من أصل 155 في كيبوتس المنارة تعّرضت للدمار إثر قصف صاروخي من جنوب لبنان. وذكرت أنّ 124 منزلًا في مدينة كريات شمونة تعّرضت لأضرار.