حراكٌ جديد ومسارٌ عمليّ من “الخماسية”.. هل يسلك لبنان طريق الحلّ الرئاسيّ؟
بعد أن شغلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الساحة اللبنانيّة، أملًا في إيجاد حلّ لأزمة الشغور الرئاسي التي باتت تُهدّد “لبنان السياسي” وفق ما نُقل عن الزائر الفرنسي، لا يزال الأخذ والردّ قائمًا في جميع جوانب هذا الملف.
في هذا الإطار، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم، أنّ أجواء اللقاء بينه وبين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كانت جيدة.
وردًا على سؤال، أعاد بري التأكيد عبر “الجمهورية” على أنّ طريق الحل الرئاسي معروف، وأنه محدّد في المبادرة التي أطلقها لجمع الأطراف على طاولة حوار أو نقاش أو أي مرادف لهما للتوافق على مرشح أو مرشحين، لفترة سقفها أسبوع، قائلًا: “يمكن أن نتوافق في يوم واحد، ومن ثم النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في جلسات بدورات متتالية”.
كما أشار بري إلى أنّ الدعوة إلى اجتماع الأطراف يمكن أن تحصل اليوم قبل الغد، إذا ما لاحظ قبولًا منها للجلوس على الطاولة، هذا الأمر سيحصل في نهاية المطاف، وخصوصًا أن لا طريق لحسم الأزمة الرئاسية سوى بالجلوس على طاولة التوافق.
في السياق عينه، نقلت صحيفة “النهار” عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها إنها ترى بعد كل ما يقال عن زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، لا تزال هناك فرصة لنجاح مساعيه لانتخاب رئيس على ضوء ما سيجري من جهود إضافية من اللجنة الخماسية من أجل هذا الموضوع وقبل تموز أو آب لأن بعد هذه الفترة ستبدأ الحملة الانتخابية الأميركية ويصعب المجال بعد ذلك.
ولفتت المصادر، إلى أن المحادثات التي أجراها لودريان مع نائب “حزب الله” محمد رعد تركت انطباعًا ملفتًا، إذ إن رعد لم يلفظ اسم مرشح الحزب سليمان فرنجية وقال إن الحزب يؤيد انتخاب رئيس، فقال له لودريان إنه إذا كان هذا موقف الحزب فسيبلغه إلى جميع محاوريه علمًا أن كثيرين يقولون إن هذه الأقوال لـ”حزب الله” ليست صحيحة، لكنها بالنسبة لفرنسا هي كلمة الحزب للمبعوث الفرنسي.
يأتي ذلك في وقت أكّد مصدر واسع الاطلاع عن كثب، على أجواء سفراء اللجنة الخماسية، لـ”نداء الوطن”، أنّ “هناك شبه اقتناع لدى معظم سفراء “الخماسية” بأنّ فريقًا أساسيًا في لبنان يفضّل عقد الصفقة على كل الملفات العالقة من الجنوب إلى الرئاسة مع الجانب الأميركي وبضمانات عربية، وتحديدًا سعودية، لعله يحقّق مكاسب في السياسة وحتى في الاقتصاد”.
وكشف المصدر عن أنّ “سفراء “الخماسية” يحضّرون لمسار عملي وفعّال في انتظار الاتفاق على وقف إطلاق نار في غزة، وهذا المسار سيكون موازيًا لمسار هوكشتاين المتعلّق بالحدود البرية، وبالتالي فإنّ كل دول “الخماسية” تسلّم ضمناً “بأنّ الربط بين الرئاسة وغزة قائم ولا إمكانية لفكه، ومن هنا تحذير لودريان عن زوال لبنان السياسي، لأنّه من غير المعلوم أمد الحرب في غزة، ومن غير المعلوم ما ينتظر لبنان عبر جبهة الجنوب من مفاجآت غير سارّة”.
إلى ذلك، أفادت مصادر سياسية لـ”الأنباء الإلكترونية” عن تحرك جديد للحزب التقدمي الاشتراكي، يتمثّل بإطلاق دينامية جديدة هادفة لإيجاد أرضية مشتركة بين القوى السياسية والكتل النيابية يمكن البناء عليها وأيضًا لإقناع القوى الرافضة للحوار بالذهاب إلى صيغة مقبولة بغية خلق ظروف محلية لانتخاب رئيس للجمهورية، وملاقاة مساعي اللجنة الخماسية.
ولفتت المصادر إلى أنَّ ما يحضر من أفكار سوف سيترجم بسلسلة اتصالات ولقاءات ستجريها كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط مع القوى السياسية المعنية، لفتح قنوات التواصل بين الجميع.
وأشارت إلى أن اللقاءات والاتصالات ستشمل مختلف القوى السياسية، وذلك في محاولة لردم الهوة في المواقف، والتوصّل إلى حلّ وسطي يسمح للبنان بالنفاذ من أزمة الرئاسة التي ترمي بثقلها على كاهل البلد، في ظلّ القصف الإسرائيلي المستمرّ على الجنوب والتهالك في المؤسسات.