الراعي يحسم “الدولة الوطن” خيارًا وحيدًا: لرئيس يضع لبنان على “السكة الصحيحة”
جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الدعوة اليوم السبت، إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يُعيد الثقة، ويضع البلد على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار.
فقد سأل الراعي خلال المؤتمر الثاني لـ “التجدد للوطن”: “أما آن الأوان لنكون رجال دولة حقيقيين فنُبادر فورًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية يُعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار”؟
الراعي، اعتبر أنّ “المقاطعة الناتجة عن عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيّدة الموقف، لذلك لا يجرؤ أحد على المبادرة إلى فتح حوار وطنيّ صادق وكذلك لا يرى أحد جدوى في تلبية حوار لا يغوص في نقاط أساسية تراكمت حتى تحوّلت إلى قنابل موقوتة”.
أضاف: “نريد رئيسًا يغيّر ويخلق بيئة وطنية نظيفة والتزامًا بالثوابت التاريخية ويضع حدًا للتبعية وتشتيت الشرعية ويطلق سراح اللبنانيين”.
كما لفت البطريرك الماروني إلى أن “لبنان تحوّل إلى ساحة فوضى وتصفية حسابات وبات ساحة مفتوحة على كلّ الاحتمالات الهدّامة ونشأت في الأوساط اللبنانية كانتونات اجتماعية تتداول في كيفية تسييس ذاتها”.
الراعي أشار إلى أن “لبنان بات بلدًا طبقيًّا وحين انتفض الشعب لتحسين وضعه وحين اختار في الانتخابات فهو اختار الأسماء المغلوطة”.
كما اعتبر أن “المجتمع اللبناني صار عصيًّا على الحلول وأليفًا على المشاكل وكأنّ الأزمات أهون من الحلول والإشكالية الكبرى أن العناصر التأسيسيّة التي تكوّن أُمّة هي التي تفرّق بين اللبنانيين”.
فيما ختم الراعي مشددًا على أنّه “ليس أمامنا سوى خيار واحد هو الدولة الوطن الذي يجب العمل في التفاني لأجله”.
وكان رئيس حركة “التجدد للوطن” شارل عربيد، قد شدّد في كلمة له على أنّ لبنان لا تنقصه لقاءات واجتماعات وعروض كلام، بل تنقصه الأفعال المبنيّة على إرادات واعية وصافية وعارفة بمكان الأمراض وعلاجاتها، لافتًا إلى أنّ هذه المناسبة وطنية وجامعة تتجاوز الصفة المذهبية للتجدد للوطن، المنطلِق من مكوّن لبناني تاريخي، وخارج الاصطفافات التقليدية للمذاهب والأحزاب، إلى أفق تتحول فيه المكونات إلى معززات للوحدة.
عربيد أكد أنّ هذه اللحظة هي لحظة أزمات متنوعة ومتراكمة في سياق تحولات عالمية وإقليمية شديدة الخطورة تضع لبنان أمام خطر وجودي كبير أو أمام فرص كبيرة.
كما أوضح أنّ الأزمات الاقتصادية والمالية والتعثر المؤسساتي في ظلّ خلوّ سدّة الرئاسة ومواقع أخرى كثيرة غيرها وفقدان الثقة بالدولة، تهدد قوتنا ودولتنا بمكوناتها كافة.
ودعا عربيد إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة من اختصاصيين أكفاء، لنتوجّه إلى المانحين والجانب السوري لمعالجة قضية النزوح حتى لا نظلم النازحين ولا نفرّط بلبنان أبدًا.
بدوره، لفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في كلمة له خلال المؤتمر، إلى أنّ ما يؤسس الوطن هو الإرادة، أي أن يكون لجميع الأفراد على تنوعهم الإرادة لبناء وطن واحد لهم جميعًا، يعيشون فيه مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، ينعمون بالكرامة والسلام والحرية والازدهار، وهكذا نشأ لبنان الكبير المعاصر.
العبسي شدد على أنّه قد يكون من الأفضل التخلي عن النظام الطائفي، إنما إلى أن يتحقق هذا الحلم أو المطلب، يجب أن لا نتجه نحو الفكر الطائفي الذي يؤدي إلى الانتحار.
كما أكد العبسي أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضنا ببعض وبلبنان.