سيناريوهات تُحاكي “توسّع الحرب”.. و”مرحلة غموض” تفصل لبنان عن جولة الحسم!

لبنان 3 حزيران, 2024

في أعقاب التصعيد الميداني الذي شهدته الجبهة الجنوبيّة خلال اليومين الماضيين، تعود مخاطر الحرب الواسعة إلى الواجهة مجددًا، في ظلّ ما يُثار عن تدريبات واستعدادات على ضفتَي القتال بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، تحضيرًا لسيناريوهات تُحاكي توسّع المواجهات.

فقد أفاد استطلاع لهيئة البث الإسرائيلية أنّ 55% من الإسرائيليين يؤيّدون توسيع المواجهة مع “حزب الله” بعد إبرام صفقة التبادل مع “حماس”.

وبالتزامن، أجرى الجيش الإسرائيلي “تدريبات على القيادة العسكرية في القيادة الشمالية، كجزء من التحضير للمعركة في الساحة الشمالية”، وفق القناة 13 الإسرائيلية، التي أشارت إلى أنّه “حضر التمرين ضباط نظاميون واحتياطيون في مقر قوات الدفاع الشعبي من أسلحة وأجنحة، وتدربوا على سيناريوهات تحاكي توسّع الحرب في الساحة، فضلًا عن حرب متعددة الساحات. ومن بين أمور أخرى، مارست الفرقة 36 القتال في الساحة”.

ضربة مفاجئة.. وانفجار غير محسوب!

غير أن أوساطًا دبلوماسية مراقبة عن كثب لهذه التطورات، بدت، وفق ما نقلت صحيفة “النهار”، كأنها تربط الهبوب الحار “للعاصفة الموسمية” الجديدة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بتموجات الاقتراح التجريبي الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف حرب غزة انطلاقًا من الربط الواضح بين الجبهتين، بما يعني أن مرحلة الغموض التي تفصل عن بت مصير مقترح الرئيس الأميركي تترجم ميدانيًا بتزايد التصعيد في حرب غزة كما على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية.

ولكن الأوساط نفسها حذرت بقوة من أيّ استهانة بخطورة تفلت الحسابات الميدانية في أي لحظة، خصوصًا في ظل تحفز كل من إسرائيل و”حزب الله” لأن يكون الآخر يعدّ لضربة مفاجئة أو مباغتة ربما تؤدي إلى انفجار غير محسوب.

لذا توقعت الأوساط نفسها أن يتضح المسار الجدي للتطورات الميدانية في الأيام الطالعة علمًا أنها كشفت عن ضغوط دبلوماسية كبيرة للغاية بدأت تمارس في كل الاتجاهات الإقليمية لمنع انزلاق لبنان إلى السقوط في حرب كبيرة.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية ذات الصلة، يقوم اليوم وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني، بزيارته الأولى إلى بيروت بعد تعيينه، حيث يلتقي رئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية والسيد حسن نصر الله.

وعن مساعي وقف المواجهات في جبهة الجنوب، قالت مصادر رسمية لـ “الجمهورية”، أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أنجز مع الأميركيين الورقة أو الاقتراحات المتعلقة بتسوية سياسية لوقف المواجهات والخروقات للقرار 1701. وننتظر تنفيذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأول عن الصفقة حول وقف الحرب في غزة، وكيف ومتى ستنعكس على لبنان، وبعدها لكل حادث حديث في حال أعاد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تحريك زياراته إلى المنطقة”.

مخاوف لبنانية من إفراغ المنطقة الحدودية!

في سياق متّصل، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن التركيز الإسرائيلي خلال الأسبوع الأخير على استهداف المدنيين في جنوب لبنان، أثار مخاوف لبنانية من مساعٍ إسرائيلية لإفراغ المنطقة الحدودية بالكامل من سكانها، وتحويلها إلى منطقة عسكرية، وذلك إثر استشهاد 10 مدنيين خلال 8 أيام، باستهداف دراجات نارية ومستشفى، وأخيرًا فلاحين اثنين استشهدا، أمس الأحد.

كما قالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ”الشرق الأوسط” إنّ منطقة الشريط الحدودي التي تمتد مسافة نحو 100 كيلومتر، “لم يبقَ فيها إلا المئات من سكانها المدنيين”، وسط نزوح نحو 100 ألف مدني، وإحجام نحو 200 ألف آخرين عن ارتياد المنطقة، وهم ممن يمتلكون منازل كانوا يرتادونها في عطلة نهاية الأسبوع أو في المناسبات.

المصادر لفتت إلى أن المدنيين الباقين في القرى والبلدات الحدودية “هم من الفلاحين والعجائز الذين لا يمتلكون قدرات مالية تمكنهم من استئجار المنازل خارج المنطقة، ويرفضون أن يقطنوا في المدارس والمجمعات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us