“التقدمي” يجول بحثًا عن “توافق رئاسي”.. مشاورات ولقاءات للخروج من النفق المسدود!
تعيش الأوساط اللبنانية على وقع ترقّب الحراك الذي بدأه اليوم “الحزب التقدمي الاشتراكي” من معراب، في إطار لقاءات ومشاورات مع مختلف الكتل النيابيّة، بهدف البحث عن إطار يُفضي إلى تسوية داخليّة تُنتج رئيسًا جديدًا للبلاد، التي تعصف بها الأزمات من كلّ حدب وصوب.
في هذا السياق، بدأ “التقدمي” وكتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط حراكه السياسي من معراب، حيث أكد النائب أكرم شهيب بعد اللقاء الذي مع رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أنّ الزيارة اليوم ليست بهدف خلق مبادرة جديدة أو طرح أسماء جديدة، بل بهدف خلق أرضية مشتركة لمحاولة الوصول إلى رئيس وفاقي، ويكون ذلك بلقاء أو بحوار أو بتشاور.
شهيب أضاف: هي محاولة للتلاقي مع الجميع، وننتظر اللقاء مع معظم القوى السياسية الفاعلة في البلد، حيث أنّ المصلحة الوطنية تقتضي التحرك الدائم حتى لا يبقى الجمود سائدًا في ظل هذا الوضع المتردي، فمن الضروري البحث الجدّي عن القواسم المشتركة بين القوى السياسية للوصول إلى رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق.
كما أكد شهيب أننا لن نتحدث الآن بالأسماء لأنّ هذه المرحلة تتطلب التلاقي والتوافق أولًا.
في إطار اللقاءات أيضًا، اجتمع وفد “التقدمي” مع رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، على أن يتبعها خلال الأيام المقبلة محطات على غالبية القوى.
بعد اللقاء مع باسيل، لفت النائب هادي أبو الحسن إلى أننا اليوم نحاول من خلال النقاش إيجاد صيغة مرنة تؤدي إلى شكل من أشكال التوافق وصولًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
أبو الحسن أشار إلى أنّ “توازنات المجلس النيابي والأسس الدستوريّة لانتخاب الرئيس غير متوفرة لدى أي فريق اليوم، لذلك علينا إيجاد أرضية مشتركة للتوافق، لافتًا إلى أنّ اللقاءات ستستكمل مع باقي الكتل، علّنا نخرج بشيء ما، يؤدي إلى انتخاب رئيس.
أبو الحسن أوضح أنّ الفراغ والاستعصاء يؤدي إلى تحلل الدولة، في ظل ما يرسم للمنطقة من مشاريع مشبوهة، مشيرًا إلى أننا شددنا على أهمية تثبيت اتفاق الطائف وتطبيق مندرجاته كافة كي لا نذهب باتجاه خيارات لا تشبه ما توافقنا عليه كلبنانيين.
تابع: كل شيء قابل للحل بالتشاور والحوار ويدنا ممدودة لتحريك الجمود السياسي وهذه المحاولة بنجاحها وفشلها هي مسؤولية جميع القوى السياسية.
بدوره، أكد النائب سيزار أبي خليل، أننا “مستعدون للحوار بمرونة ونتلاقى بهذا المسعى معًا وكلّ منا يتحرك بطريقته لإيجاد سبيل من أجل انتخاب رئيس للجمهورية”.
جاء ذلك في وقت زار الوزير السابق غازي العريضي، بتكليف من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، حسين الخليل.
الزيارة أتت في إطار مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي تجاه القوى السياسية، “لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان”، وفق بيان عن التقدمي.
هذه الجولة لـ “التقدمي”، وبحسب “الأنباء” الإلكترونيّة، تأتي للتباحث في كيفية إخراج رئاسة الجمهورية من عنق الزجاجة العالقة فيه منذ سنة وتسعة أشهر، ومحاولة كسر الجمود القائم وإقناع الفرقاء بأي شكل مقبول من الحوار أو التشاور.
في غضون ذلك، تشهد دولة قطر زيارات لوفود نيابية لبنانية تصب في هذا الإطار، من بينها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، ووفد نيابي آخر من تكتل “الجمهورية القوية”.
إلى ذلك، كشفت مصادر في “اللقاء الديمقراطي” عن أنّ الرئيس السابق لـ “التقدمي” وليد جنبلاط، كان التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقالت إنّه لم يتطرق معهما إلى الخيار الرئاسي الثالث، ولا لأسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية.
هذه الأجواء أكدها أيضًا النائب هادي أبو الحسن لصحيفة “الشرق الأوسط”، مضيفًا أنه جرى التركيز على ضرورة إنضاج الظروف السياسية للوصول إلى تسوية جامعة لإخراج انتخاب الرئيس من النفق المسدود.
أبو الحسن أكد أنّ نواب اللقاء أعدوا برنامجًا للقاء الكتل النيابية، وقال: لسنا في وارد استثناء أحد من لقاءاتنا، وستشمل الجميع. وشدد على أن نواب اللقاء سيطرحون أسئلة على الكتل النيابية، أولها: ما العمل لاستعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل يمكننا انتخابه في غياب التشاور؟ وما المانع من الوصول إلى تسوية؟
على الصعيد الرئاسي أيضًا، أكّدت معلومات موثوقة من العاصمة الفرنسية، لصحيفة “الجمهورية”، أنّ باريس ممتعضة من النتائج السلبية التي انتهت إليها مهمّة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت. ولودريان نفسه عبّر عن ضيق واضح مما وصفه “تعنت” بعض الأطراف، وإصرارها على انتهاج سياسات تعطّل إمكانات الحل.
وقالت مصادر المعلومات: “إنّ الفرنسيين، وعلى رغم النتائج السلبية لمهمّة لودريان، يتجنّبون الحديث عن إخفاق هذه المهمّة، بل يقاربون زيارته الأخيرة إلى بيروت بكونها لم تحرز التقدّم المطلوب، وتبعًا لذلك لم يغلقوا الباب على استمرار مسعاهم واحتمال إحداث خرق رئاسي في المدى المنظور”.
مواضيع ذات صلة :
“التقدمي”: الأجهزة الأمنية هي المرجع المعني لحماية النازحين | “الاشتراكي” في عين التينة | تيمور جنبلاط: لضرورة انتخاب رئيس توافقي والتمسّك باتفاق الطائف |