هل يدخل الاستحقاق الرئاسي مجددًا في سبات عميق؟
وضع الملف الرئاسي على نار حامية، من خلال المبادرات المحلية والدولية، لكن حتى الآن يبدو أن مؤشرات انتخاب رئيس في وقت قريب معدومة، في ظل التشنج السياسي وإصرار الفريق الممانع على مرشحه واستغلال هذا الملف واستخدامه كورقة تفاوض في ملفات أخرى.
آخر المبادرات التي تحاول تحريك مياه هذا الملف الراكدة، مبادرة “اللقاء الديمقراطي” الذي يجوب على الشخصيات السياسية بهدف إحداث أي خرق، لكن لوحظ عصر أمس أن الوفد الإشتراكي أرجأ زيارته إلى بكفيا في اللحظات الأخيرة التي سبقت الموعد مع قيادة حزب الكتائب.
وإزاء بعض الشائعات التي راجت عن إشكال غامض فرض التأجيل، أكدت مصادر الطرفين لصحيفة “الجمهورية” أن “اللقاء مع النائب طوني فرنجية طال بما لم يكن متوقعًا، الامر الذي حال بسبب ضيق الوقت من دون التوجه الى بكفيا في الموعد المحدد، قبل اضطرار الوفد الى المشاركة في حفل تكريم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في جامعة البلمند، فأرجىء اللقاء في اتصال هاتفي مباشر إلى الاثنين المقبل لا اكثر ولا اقل.”
في السياق نفسه، أعلن مصدر سياسي بارز ان المسعى الجنبلاطي سيستكمل الأسبوع المقبل في اتجاه “القوات اللبنانية” ومن تبقى من قوى المعارضة، في اعتبار ان معظم الكتل الأخرى أبدت موافقة أو مرونة أو عدم عرقلة. وبالتالي، فإن الهدف يصب في المرحلة الأولى على تأمين النصاب لحضور الجلسات مع إبقاء باب التشاور مفتوحا عند إقفال الدورات الانتخابية الأربع وتعذر الانتخاب.
وكشف المصدر لصحيفة “الجمهورية” ان المجموعة الخماسية العربية – الدولية تراقب عن كثب مسعى الحزب التقدمي الاشتراكي، وقد وعدت بأن تساهم وتتحرك إفراديًا لتقديم المساعدة إذا اقتضى الأمر، محذرًا من انه قد تكون محاولة “الاشتراكي” هي الأخيرة قبل ان يدخل الاستحقاق الرئاسي مجددًا في سبات عميق.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” أن حراك الاشتراكي جاء بدافع من الفرنسيين والموفد الفرنسي جان ايف لودربان باتجاه الخيار الثالث لأن لودريان أيقن أن الطريق مسدود بالنسبة إلى كُلٍّ من قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية. فكانت فكرة تعويم الخيار الثالث، وهذا هو الجو الذي لمسه جنبلاط في خلال زيارته الدوحة، حيث كان هناك تمنٍّ قطري لتحرك كتلة اللقاء الديمقراطي انطلاقا من موقع جنبلاط الوسطي، وفي خلال لقاء جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجد حماسة وتشجيعا في هذا الموضوع على اعتبار أن هذا التحرك مضافا إليه تحرك الاعتدال الوطني في الامكان أن يزخم الملف الرئاسي، مشيرة إلى أن خلاصة الحراك حتى الآن هي عبارة عن مواقف كلامية لم ترتقِ إلى مستوى التنفيذ، وليس هناك إلا وعود وتجاوب من هنا وتوضيحات من هناك وشروط من حزب القوات وغيره، ولا يمكن القول أن حراك الاشتراكي كان حاسما في موضوع الخيار الثالث، إنما عكس وجهة نظر سيعرضها رئيس الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في مؤتمره الصحافي في اليومين المقبلين بعد انتهاء حراك الحزب.
الخارج يجسّ النبض
في الموازاة، كشف مصدر قيادي في فريق الثامن من آذار أن من بين كل المبعوثين الذين التقوا القيادات السياسية اللبنانية، لم يبحث أحد بمخرج جدي لموضوع الرئاسة، وأن المبعوثين الأميركي هوكستين والفرنسي لودريان لا يملكان بعد طرحًا فعليًا للرئاسة.
وأشارت المعلومات لصحيفة “الجمهورية” إلى أن كل ما نقل عن لقاءات السفيرين كان طروحات تتعلق بالحرب فقط لا غير، باستثناء طرح واحد وغير جدي أتى بمثابة جس النبض، وهو يربط الحرب بالداخل اللبناني وبحلول للفراغ الرئاسي.
وبحسب المعلومات، فإن الطرح أتى قبيل التصعيد العسكري الكبير لـ”حزب الله” في الأسبوع الأخير، حيث يتركز الرأي الأوروبي والفرنسي تحديدًا على أن الفرصة باتت مؤاتية لضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال طرح حل ما جنوبًا يرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي، على أن يأتي مقابله تعهدًا فرنسيًا أميركيًا بالضغط على حلفائهما من أجل تمرير عدد من الملفات الداخلية وعلى رأسها ملف الرئاسة بما يرضي الثنائي الشيعي.
مواضيع ذات صلة :
سيدة الجبل: لتحرير الاستحقاق الرئاسي من قبضة “الحزب – أمل” | اسمان فقط للرئاسة | الرئاسة مؤجّلة حتى إشعار “غير مسمّى”.. هل يعود الحراك بدفع أميركيّ؟ |