قطر تدرس القيام بمبادرة رئاسية.. ولكنها متريثة!
بعدما فشلت المبادرات الرئاسية السابقة في إحداث أي خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي، أطلّت هذا الأسبوع مبادرة “التقدّمي الإشتراكي” الذي قام بجولات على عدد من المسؤولين والأحزاب والتي ستستكمل مطلع الأسبوع المقبل.
ولكن قبل معرفة نتائج “الجولة الجنبلاطية” بدأ الحديث عن مبادرة خارجية جديدة، إذ علمت صحيفة “الشرق الأوسط” أن قطر بدأت تستمزج آراء الكتل النيابية للوقوف على رأيها حيال إمكانية التقدم بمبادرة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية من دون أن تُفصح عن خطوطها العريضة التي ما زالت موضع استكشاف، ولن تتسرّع لإخراجها للعلن لأنها تفضّل التريث وعدم حرق المراحل في غير أوانها.
وكشفت مصادر نيابية لـ”الشرق الأوسط”، أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى، حتى الساعة، في إطار استكشافه لمواقف الكتل النيابية، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وخلفه نجله رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، وعضوي كتلة “القوات اللبنانية” الوزير السابق النائب ملحم رياشي وزميله بيار بو عاصي، والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، ولمرة ثانية في أقل من أسبوعين، على أن يتابع لقاءاته بممثلين لمعظم الكتل النيابية ذات التأثير في الملف الرئاسي.
وأفادت المصادر النيابية بأن قطر تدرس القيام بمبادرة، لكنها تفضل التريث إلى ما بعد استكمالها اللقاءات التي تعقدها مع الكتل النيابية، مؤكدة أن الذين التقوا رئيس الوزراء القطري لم يطّلعوا على مضامينها، لأنها ما زالت في طور التأسيس، ولن تخرج عن التوجه العام للجنة “الخماسية”، وعنوانه تضافر الجهود لتسهيل انتخاب الرئيس على خلفية السؤال عما يمكن القيام به لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم. وأكدت المصادر أن اللقاءات الاستطلاعية لا تختلف عن تلك التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان.
وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات السياسية التي جرت في الدوحة الى “الجمهورية”، قولها: “لا مبادرة قطرية، بل انّ القطريين يتواصلون مع الجميع، كعامل مساعد لحركة الجهود للدفع بصورة جدّية الى حسم سريع للملف الرئاسي”.
ولم تشأ المصادر الدخول في تفاصيل ما يُطرح في هذه اللقاءات، واكتفت بالقول: “الحراك القطري ليس منطلقاً من مبادرات أحادية الجانب لحسم الملف الرئاسي، بل هو مكمّل لمهمّة اللجنة الخماسية، وتحت سقف التعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية. وبصورة عامة فإنّ الجو مريح، واللقاءات صريحة وجيدة، ويبدو انّها ستتواصل”.
لا تلاقي حتى الآن
من جهة أخرى، لا يزال إخراج الاستحقاق الرئاسي اللبناني من التأزم بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية يصطدم بمدى استعداد المعارضة ومحور الممانعة لخفض منسوب التوتر السياسي، والتلاقي في منتصف الطريق مع المسعى الذي يتصدر جدول أعمال الاجتماعات التي يعقدها “اللقاء الديمقراطي” للوصول إلى تسوية بالتوافق على رئيس يقف على مسافة واحدة من الجميع، رغم أن تصاعد المواجهة المشتعلة بين “حزب الله” وإسرائيل في جنوب لبنان، كما يقول مصدر سياسي بارز لـ”الشرق الأوسط”، لا يدعو للتفاؤل ما لم يهدأ الوضع جنوباً بالتلازم مع وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، لأن الحزب، وإن كان فوض حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بكل ما يمت بصلة إلى الملف الرئاسي، فإنه في المقابل يتعاطى وانتخاب الرئيس من زاوية ما سيؤول إليه الوضع جنوباً.
وفي السياق، استغربت مصادر “حزب الله” الانطباع الذي يتوهم أنّ الملف الرئاسي لا يشكّل أولوية بالنسبة الى “حزب الله”. وقالت لـ”الجمهورية”: “هذا الانطباع، حتى لا نسميه افتراء، ينمّ عن جهل. فلا احد من قبل الحزب او من حلفائه اشار من قريب او بعيد الى إغفال أولوية إجراء الانتخابات الرئاسية، كما لا أحد منا ربط بين الاستحقاق الرئاسي وضرورة انجازه وبين وقف الحرب في غزة”.
مواضيع ذات صلة :
سيدة الجبل: لتحرير الاستحقاق الرئاسي من قبضة “الحزب – أمل” | اسمان فقط للرئاسة | الرئاسة مؤجّلة حتى إشعار “غير مسمّى”.. هل يعود الحراك بدفع أميركيّ؟ |