سيامة المطران الجلخ رئيس أساقفة على مذابح بكركي

لبنان 9 حزيران, 2024

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي والسيامة الأسقفية للأب ميشال الجلخ رئيسا لأساقفة نِصِّيبين شرفا للموارنة، على مذبح الكنيسة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة “.

وحضر السيامة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وجمع من الوزراء والنواب من مختلف الكتل النيابية ونواب ووزاء سابقون، إضافة إلى ممثلين عن قادة الاجهزة الامنية، ومديرين عامين، وفاعليات سياسية وأمنية وديبلوماسية وقضائية ودينية ونقابية وإعلامية وتربوية واجتماعية، وعائلة المطران الجلخ وأبناء قريته.

وبعد الإنحيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيها:

“في 15 شباط 2023 عيّنك قداسة البابا فرنسيس أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة، وفي 23 كانون الثاني مستشارًا في دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين، وفي 8 آذار 2024 رئيس أساقفة نصيبين للموارنة شرفًا”.

وأضاف: “إنّ المسيح الذي يدعوك لتقيم معه، مثلما دعا الرسل الإثني عشر يجعلك رجل صلاة وإعلان شركة. يقيمك رجل صلاة، يرفع إلى الله يوميًّا الأشخاص والحالات، على مثال موسى الذي رفع يديه إلى السماء عن شعبه، لتصبح على مثال يسوع ضحيّةً ومذبحًا لشعبه. ويرسلك رجل إعلان للبشارة إلى الخلق أجمعين، من حيث أنت، وفي الحالة التي أنت فيها، هذا الإعلان يعني بذل الحياة بدون تحفظات، والإستعداد لقبول التضحية الكاملة بالذات. ويرسلك رجل الشركة بحيث تتحلّى بموهبة العيش معًا، محافظًا على الوحدة، ومعزّزًا الشركة. ”

وختم الراعي العظة قائلاً: “إلى عناية أمنّا مريم العذراء، سلطانة الرسل، نوكل حياتك وخدمتك، لكي تكون دائمًا راعيًا صالحًا “وفق قلب الله، ترعى القطيع بعلم وفطنة” (إرميا 3: 15)، رافعًا دائمًا المجد للثالوث القدّوس الذي اختارك إلى الأبد آمين”.

وبعدها جرت مراسم رتبة السيامة الاسقفية للاب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي وتم إلباسه الشارات الحبرية معلنا اياه اسقفا جديدا على مذبح الرب.

وفي نهاية المراسم، ألقى المطران الجلخ كلمة جاء فيها:

“في مرحلة الدراسة في إيطاليا تعرّفت، فتعلّمت أن أحبّ الكنيسة الجامعة بتنوّعها وغناها وحضارتها وعظمة فنونها المتعددة. وفي بداية حياتي الكهنوتيّة في روما تعرّفت، فتعلّمت أن أحبّ الرهبانيّات الأخرى المارونيّة منها والملكيّة الكاثوليكيّة والأرمنيّة، وذلك بسبب تفاعلنا وبحكم مسؤوليّاتنا عن جماعاتنا وأديرتنا. وفي مدرسة الأنطونيّة الدوليّة عجلتون تعرّفت، فتعلّمت أن أحبّ وأخدم بيئتي وأهلي وأساتذتي وتلاميذي. وفي مجلس كنائس الشرق الأوسط تعرّفت فتعلّمت أن أحبّ أخي الأرثوذكسيّ والإنجيليّ بحكم علاقاتي بهما وعملنا معا. وفي الجامعة الأنطونيّة تعرّفت فتعلّمت أن أحبّ وأخدم أخي الشيعيّ والسنِّيّ والدرزي… وفي كلّ هذا تعرّفت فتعلّمت أن أحبّ كنيستي المارونيّة وأفتخر بها وبتاريخها وانفتاحها وإرثها وتضحياتها”.

وأضاف: “لقد أصبحت صلاتي مجبولة بصلاة أخي الضعيف الأرثوذكسيّ في الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، وأخي الأرمنيّ المهجّر قسرا من ناغورنو-كراباخ، وأخي الأرثوذكسيّ الشرقيّ المستضعف في إرتريا وإثيوبيا، وأخي الكاثوليكيّ المقهور في سوريا، وأخي المسلم المشرّد والمقتول في غزّة. لقد أصبحت كلّ قضيّة محِقّة تعنيني لأنّ المسيح يعنيني، وهو الحقّ والحقيقة والعدل والعدالة”.

وشدد على أنه “في أوكرانيا، كما في غزة وسوريا والعراق، وكما في كلّ الحروب، إنسانيّتنا هي التي على المحك. إنّ الإنسان الذي فينا لا يمكنه أن يغلق عينيه عمّا يدور حوله. كلّنا معنيّون بالأخوّة وبالمحبّة، لأنّ الله محبّة!”.

وقال: “إنّني، إذ أحمل كلّ هذه الأمور في صلاتي ووجداني، لا أنسى قضيّة وطني لبنان. أملي أن يتخطّى أزمته وصعوباته التي ليست بشيء إن كنّا على قلب واحد: كلّنا نحبّ هذا الوطن وكلّنا نرغب في العيش على أرضه، ما ينقصنا هو قليلٌ من الزّهد والتواضع والتراجع عن تعنّتنا وأنانيّتنا حتى نجد مكانا مشتركا نلتقي فيه، لننطلق بهذا الوطن الفريد بتكاتفه الإنسانيّ، والجميل بصلابته الروحيّة، والحاضن هويّاتِه المتنوِّعة، والمتميِّزِ بمجتمعه المبنيّ على العائلة وقِيمِها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us