برّي وباسيل و”العشق الممنوع”.. وجعجع: الطيور على أشكالها تقع!
فجأة تحوّل النائب جبران باسيل إلى “المخلص”، وتناسى رئيس مجلس النواب نبيه برّي سنوات الخصام بينه وبين شخص باسيل، والتراشق الكلامي، ليصبح بالنسبة إليه “الأفضل”.
وأفضلية باسيل لا تأتي إلى أسباب “وطنية”، بل تأتي في سياق انتهاك الدستور، واختراع البدع، ومن يتقدّم على التيار الوطني الحر في هذا المجال؟
ويبدو أنّ باسيل نجح في مغازلة برّي، والأخير سرعان ما تلقف هذه “الإيجابية”، بغض النظر عن انعكاسات بدع التشاور والحوار قبل انتخاب الرئيس، على مكانة موقع الرئاسة وعلى القيمة التي يمثّلها والتي يجب أن تأخذ شرعيتها من مكان واحد وهو مجلس النواب.
وفي تعليق على هذه الأجواء، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: “الله يبارك للرئيس بري بباسيل. بكافة الأحوال إن الطيور على أشكالها تقع”.
وكان بري قد قال لـ “الجديد” أن “رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حكي بالتوافق وأيد الحوار بآليتي وبرئاستي ومن هالناحية جبران أفضل من غيره”
وأشار بري إلى أن “باسيل لم يذكر أي أسماء مرشحين وعن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية قال لي “ما رح نمشي فيه”.
ورداً على سؤال حول حوار من غير القوات قال بري إن “الحوار يلي دعيت اليه الكل بيعرف قواعده ولنوصل ليها منصلي عليها”.
وفي وقت سابق، أفادت معلومات الـ “mtv” بأن “باسيل قال لنواب المعارضة إنّ هناك حلّين إمّا الذهاب إلى التشاور سويًّا وانتزاع ضمانة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس أو الاتفاق على المواجهة بمختلف السبل المتاحة (في الإعلام والمجلس وحتى في الشارع)، أمّا رفض الحلّين فهو تثبيت للوضع الحالي الذي يفرضه “الثنائي الشيعي”.
يشار إلى أنّ رئيس التيار الوطني الحر قد التقى اليوم نواب المعارضة في بيت الكتائب في الصيفي، وعقب اللقاء صدر عن لجنة تنسيق نواب قوى المعارضة البيان الآتي:
اعتمد نواب قوى المعارضة، ومنذ اللحظة الاولى للاستحقاق الرئاسي، على الآليات الدستورية لانجازه، فحضروا كافة الجلسات الانتخابية، وصوتوا خلالها لمرشح بعينه، ورحبوا بمساعي الدول الصديقة للبنان ولجنتهم الخماسية، خصوصا لجهة تماهي بيانها الاول في الدوحة مع مواصفات المعارضة للرئيس العتيد، او لجهة تأكيد بيانها الاخير على صيغة التشاور للوصول الى تفاهم في مهلة زمنية محددة وواضحة.
لقد ابدى نواب قوى المعارضة تجاوبهم مرارا مع كافة المبادرات، وانفتاحهم اليوم على التشاور مع اللقاء الديمقراطي، وايضا التيار الوطني الحر، الذي انتج في السابق تقاطع على مرشح وسطي. هذه المشاورات كما يراها نواب المعارضة، تشكل بحد ذاتها نموذجا للتشاور المطلوب، الذي يقرب وجهات النظر بين الافرقاء، ولكنهم حريصون على الا تتحول الى عمليات تجميل لتغطية مخالفات دستورية، بغض النظر اذا اصبحت اعرافا، ام حصلت لمرة واحدة بتسليم من الجميع، وان لا تكون التفافا على مبادرات اللجنة الخماسية، وعودة الى ما طرحه رئيس المجلس بشكل مبطن وتخدم مقاربته، ومقاربة فريقه المنافية لقواعد الدستور، والتي تكرر فرضها في العديد من الاستحقاقات السابقة، وادت نتائجها الى الانهيار الذي نعيشه اليوم.
لقد سعى نواب قوى المعارضة الى التوافق على مرشح غير مرشحهم الاساسي، من خلال التقاطع مع احد اطراف الفريق الاخر على مرشح وسطي، الذي نال ما يقارب الـ60 صوتا في اخر جلسة انتخاب منذ عام تماما، وما زال هذا التقاطع قائما، وقد تكرر تأكيد ذلك من قبل كل المتقاطعين مرارا.
كل ذلك في سبيل اتمام الاستحقاق، وانتخاب رئيس للجمهورية، سيادي اصلاحي، يعيد انتاج السلطة بشكل شرعي وفعال ومنسجم، تمثل طموحات اللبنانيين باستعادة الدولة واصلاحها على كافة الصعد.
بناء عليه، يكرر نواب قوى المعارضة تأكيدهم مجددا على انفتاحهم، السابق واللاحق، على المشاورات محدودة زمنيا كما تحصل حاليا، بعيدا عن اي تكريس لاعراف جديدة تخالف الاصول الدستورية، وغير مشروطة باي شكل من الاشكال، خصوصا لجهة فرض اسم مرشح بعينه، بحيث يقتنع الفريق الاخر بفتح ابواب المجلس النيابي امام جلسة انتخاب مفتوحة لرئيس للجمهورية وبالتزام الحضور من كافة الكتل، تطبيقا للمادة 74 من الدستور، التي تؤكد اجتماع المجلس النيابي بحكم القانون لهذه الغاية.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | المعارضة وحقل ألغام بري | المعارضة تتقدم بعريضة بشأن التجاوزات والتقصير في ملف الكهرباء |