جولة لنادي الصحافة بقضاء عاليه بدعوة من جمعية الثروة الحرجية
نظّم نادي الصحافة برئاسة الإعلامي بسام أبو زيد جولة سياحية بيئية في منطقة عاليه بالتنسيق مع رئيسة جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC سوسن بو فخر الدين بهدف تشجيع السياحة الداخلية والاضاءة على ما تختزنه منطقة عاليه من ثروات طبيعية ودينية ومعمارية، وشارك في هذه الجولة النواب أكرم شهيب وراجي السعد ونزيه متى وفاعليات المنطقة البلدية والاختيارية والسياسية.
بدأت الجولة بمدينة عاليه في السوق التراثي القديم بمشاركة رئيس بلدية عاليه وجدي مراد ورئيس جمعية التجار سمير شهيب ورئيس منظمة اليد الخضراء زاهر رضوان باز وممثل نقيب المحررين نائبه صلاح تقي الدين وتخللها استقبال من قبل السيدة ميسم شهيب في مطعم “كرم جدودنا” ثم في سوق الباز الأصيل Authentic Aley وهو أقدم محلات عاليه لمنتوجات العطارة والأعشاب، وأعلن رضوان عن “اطلاق سياحة الشتاء في عاليه في 5 تشرين الأول”، آملاً مشاركة الإعلاميين في هذا الحدث.
وتكلم رئيس البلدية وجدي مراد عن تاريخ عاليه كبوابة للقضاء والجبل، قائلاً “منذ اليوم ندعوكم لتمضية يوم خاص في عاليه، ولبنان بألف خير، وقد زارت المدينة شخصيتان عربيتان رفيعتا المستوى ونأمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة لهذا البلد ونحفظ رأس لبنان”.
وقال رئيس نادي الصحافة “هذه المرة الأولى التي أمشي فيها في هذا السوق وهذه المدينة تستحق لقب عروس المصايف، ونتمنى أن تسترجع عاليه مجدها كمصيف هام ومكان استقطاب ليس فقط للبنانيين بل للعرب والأجانب على أمل أن تحمل الأيام المقبلة الخير والاستقرار لهذا البلد”، وأضاف “نعتبر أنفسنا في بيتنا وبين أهلنا ومستعدون لكل تعاون من أجل عودة هذه المنطقة إلى بريقها”.
سنديانة عين تراز
بعدها انتقل وفد نادي الصحافة إلى قصر آل السعد التاريخي في عين تراز حيث استقبله عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب راجي السعد على ترويقة جبلية مميزة بحضور عدد من رؤساء البلديات والفاعليات وأعضاء جمعية “متجذرون”.
وكانت كلمة لمفوض نادي الصحافة لدى الحكومة سعد الياس أكد فيها على “أن تاريخ لبنان صُنع في الجبل، فهنا صُنع لبنان الكبير وهنا صُنع الاستقلال، وهذه القرى الممتدة من عاليه إلى عين تراز ورشميا والرملية هي قرى غير منسسة وغير مهملة فهي قلب لبنان وهي صنعت تاريخ لبنان”.
ثم تحدث أبو زيد فقال “نحن سعداء بوجودنا في هذا البيت الوطني وتحت هذه السنديانة التي يبلغ عمرها أكثر من 1200 سنة والتي تدل على عمق التجذر في الجبل. ونحن كإعلاميين مهمتنا الإضاءة على الأشياء الجميلة في لبنان وأن في هذا البلد صورة مختلفة عن الصورة التي يحاولون إظهارها، فهذا البلد يجب التواصل والانفتاح على كل دول العالم وهو بلد يحب الحياة والثقافة ولا يحب الحروب ولا النزاعات ولا الذهاب إلى المجهول”.
وألقى النائب راجي السعد كلمة ترحيبية جاء فيها: “اليوم نحن موجودون تحت السنديانة التي عمرها أكثر من 1000 سنة وفي هذا البيت الذي عاش فيه رئيس الجمهورية الراحل الرئيس حبيب باشا السعد وهنا تم إحياء الذكرى السنوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير، ونحن أسسنا جمعية “متجذرون” للتأكيد على تجذّرنا في هذا البلد وشعار الجمعية هو هذه السنديانة التي جذورها أكبر من أغصانها ولاحياء ذكرى الرئيس حبيب باشا السعد”.
وتوجّه إلى الإعلاميين بالقول “إن دوركم مهم لنقل الصورة الجميلة والحقيقية لمنطقتنا التي اشتهرت بمصايفها وبمناخها وطبيعتها ومعاً يمكننا إرجاعها إلى أيام العز”.
وأكد “على أهمية الحريات العامة وحرية الاعلام التي هي قدس الأقداس في هذا البلد ونحن نعرف أن وضع الحريات ليس بخير بسبب ضعف الدولة من جهة وعدم تطبيق القوانين وتفلت السلاح وغيرها من العوامل، إنما اقل الايمان أن نعمل ونتعاون سوياً كنواب وكسياسيين وأنتم كإعلاميين ونادي الصحافة طبعاً لمصلحة الحريات العامة والإعلامية ولحماية الإعلاميين والصحافيين من كل ما يسيء إليهم، وأهلاً وسهلاً بكم في عين تراز وفي ظروف أفضل عليكم وعلى البلد”.
رشميا
بعدها وصل وفد نادي الصحافة إلى بلدة رشميا حيث كان في استقباله في ساحة الرؤساء عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب نزيه متى بمشاركة النائب راجي السعد ورئيس البلدية منصور مبارك ورئيس مجالس الأقضية في التيار الوطني الحر بول نجم ومختارة رشميا جمال كنعان ورئيس رابطة الشبيبة الرشماوية سليم ابي ضاهر وأعضاء المجلس البلدي ومركز القوات اللبنانية.
وقد رحب مبارك بالوفد قائلاً “نحن في ساحة الرؤساء حيث رُفع تمثالان للرئيس حبيب باشا السعد والرئيس الشيخ بشارة الخوري وكان لهما دور كبير في تاريخ المنطقة وعين تراز ورشميا ضيعة واحدة”، وذكّر بعمله سابقاً في مجال الصحافة حيث تبوّأ مراكز عديدة في إذاعة لبنان الحر وعدد من المجلات وفي نقابة الصحافة.
وبعد تناول المرطبات من محل معوشي وقصيدة ترحيبية من ابن البلدة هشام الياس، كانت زيارة لكنيسة مار قرياقوس الأثرية ودير مار يوحنا المعمدان حيث شرح رئيس الدير الاب أنطوان بدر تاريخ الكنيسة التي بنيت عام 1582 وتاريخ دير مار يوحنا الذي بني عام 1686 وأصبح أول أديار الرهبانية اللبنانية المارونية والمُحاط بدير مار أنطونيوس سير ودير مارمارون المعوش ومزار مار تقلا ودير مار الياس وبطريركية الروم الكاثوليك”، وتحدث “عن العلاقة التاريخية التي تربط الرهبانية ببيت السعد وعن رسالته الرعائية في رشميا وعين تراز ومزرعة النهر والرملية ورسالته الزراعية ورسالته التعليمية”.
وشرح الاب الياس صيّاح تاريخ الكنيسة القديمة التي كرّسها البطريرك مار اسطفان الدويهي خلال اقامته في مجدل المعوش وحيث حُفر على مدخلها لوحة تذكارية باللغة السريانية تؤرّخ الزيارة”، وشرح “أهمية أيقونة مار يوحنا من الفسيفساء داخل الكنيسة والتي استخدمت فيها أحجار ملوّنة”.
وشدّد النائب نزيه متى على أهمية دور الاعلام في إبراز وجه عاليه الجميل”، مؤكدًا أن “عاليه وبحمدون وصوفر ورشميا وكل قرى الجبل هي قلب لبنان ونعمل معاً لاعادة مجد هذه المنطقة وإن السياحة هي ركيزة التنمية المستدامة في عاليه”. وقال “الشعب اللبناني لم يعتد إلا على الصمود والإصرار وخوض التحديات واطلاق المبادرات ورسم الخطط، هكذا هو الشعب اللبناني وهكذا هم أبناء منطقة عاليه تحديداً على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم، كفوؤون مصرّون مبادرون منتمون إلى هذه الأرض الطيبة ومتشبثون بها”.
الرملية
أخيراً، كانت محطة في بلدة الرملية بضيافة رئيسة جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC سوسن بو فخر الدين والرئيس الفخري النائب أكرم شهيب بحضور النائبين السعد ومتى ورئيس البلدية نضال سلمان ومتطوعين.
ورحّب رئيس بلدية الرملية بالوفد الإعلامي واعتبر “أن الرملية باتت أجمل اليوم بحضور هذه الوجوه الإعلامية”. ثم تحدث النائب شهيب قائلاً “بعيداً عن السياسة البيئة تجمعنا والوطن يجمعنا. وقد بدأنا في الرملية سنة 1992 وكبُرت العائلة وأصبحت في المتن وكسروان وحاصبيا وبات للجمعية حضور بعدما بدأنا بغابة غالية علينا نكافح الحرائق التي تهددها ونعمل على إعادة التشجير، فعندما نتكلم عن غابة نتكلم عن لبنان وعن الأرز والصنوبر والسنديان والشعب اللبناني مثل الأرز والسنديان سيبقى متشبثاً بأرضه رغم كل الصعوبات والمآسي التي يمر بها، وهذا الموقع تكوّن بعد حريق وصرنا نتطور ونكبر وبات لدينا متطوعون لاطفاء الحرائق مثل النمور مع بعض التجهيزات، وانتقلنا إلى موضوع التنمية الريفية ويجري توزيع ملايين من أشجار الصنوبر تُوزع كل سنة بعدما بدأنا بقرش الفقير وقد ساعدنا الاتحاد الأوروبي في هذا المركز”. وختم “كما قلت الوطن يجمعنا رغم كل الصعوبات، لن نستسلم، سنبقى وكل على طريقته يقاوم، صحيح نحن من مشارب سياسية مختلفة إنما لا نختلف على أمرين: الولاء وحب الوطن في الأساس، وثانياً الحفاظ على بيئته وتنوعه ضمن الوحدة التي نفتخر بها، فهذا البلد لا يمكن لأحد أن يلوي ذراعه، سيكمل سينتصر في النهاية، مرّ علينا الكثير وأعتقد أن صخور نهر الكلب تشهد إنما هذا الشعب جبار أكان هنا أن في الخارج ولن أتكلم بالسياسة”.
وتحدثت رئيسة الجمعية سوسن بو فخر الدين عن التحديات التي واجهتها الجمعية، وعوّلت على دور الاعلام والنواب ووالمؤثرين في المجتمع في المساعدة على تجاوز التحديات”، وقالت “نفتخر أننا منذ 30 سنة إلى الآن وحيثما إشتغلنا في لبنان لم نسأل عن هوية المنطقة ولا انتماءها ولا طائفتها بل البوصلة الوحيدة لنا هي حماية الغابات بالدرجة الأولى والموارد الطبيعة والمياه والتربة ولذلك تمتد مشاريعنا من أقصى الشمال في عندقت إلى أقصى الجنوب في رميش إلى حاصبيا وعكار وبعلبك الهرمل، وحيث نشعر أن هناك حاجة لحماية قيمة بيئية نكون موجودين إلى جانب البلديات”.
واضاءت بو فخر الدين على “أهداف جمعية AFDC التي شكّلت مصدر وحي لباقي الجمعيات لأنها أول جمعية في لبنان خلقت فكرة فريق المستجيب الأول لحرائق الغابات، والمتطوعون هم مغاوير الغابة ويستجيبون للنداءات بشكل سريع بأول عشر دقائق أن ربع ساعة من الحريق، وصار هذا النموذج معتمداً في كل المناطق اللبنانية ونتعاون فيه مع وزارتي البيئة والزراعة”. وأضافت “أن الجمعية تفتخر ايضاً بأنها مرجع للتحريج بأنواع النباتات اللبنانية حيث تدير الجمعية وتمتلك مشاتل لأنواع لبنانية ونعمل على توزيع شتل مجاناً على بلديات وكل من يقصدنا من جمعيات ومدارس وتعاونيات ومشاريع، وقد زرعت الجمعية في آخر 10 سنوات أكثر من مليون ونصف مليون شجرة وتمكنا من تشجير أكثر من 1500 هكتار من الأراضي وادارتها وحمايتها من الحرائق. كذلك نفتخر بأنه في عز الازمة الاقتصادية حيث توقفت الاشغال كان لدينا أكثر من 1000 عامل يومي حيث جاء تمويل وشكّل مصدر رزق لبعض الناس”.
من جهته، نوّه رئيس نادي الصحافة “بالعمل المميز الموجود في “جمعية الثروة الحرجية والتنمية” الذي يجعل الأهالي يتمسكون أكثر وأكثر بأرضهم وقراهم والذي يجعلنا نظهر صورة مختلفة عن لبنان عن الصور التي يسعى البعض لإظهارها، ففي النهاية بلدنا بلد سلام واستقرار وهكذا يجب أن يكون، والجبل يجسد أهم صورة للعيش الواحد”.
واختتمت الجولة بغداء في مقر الجمعية وبجولة في درب الشجر مع هدايا تذكارية عبارة عن عسل من منتجاتها.