الجمود الرئاسي “سيّد الموقف”.. وتحرّك جديد لـ “الاعتدال” الأسبوع المقبل!
تتواصل جهود البحث عن كوة في جدار الأزمة الرئاسية، إن كان على المستوى الداخلي أو الخارجي، بعد أن بات ملحًّا العمل على ملء هذا الشغور الذي يقضم ما تبقى من مؤسسات رسميّة، في ظلّ الأوضاع المتردية على مختلف الصعد، ومخاوف تمدّد المواجهات الجنوبيّة إلى حرب واسعة تُنذر المنطقة بصراع إقليمي.
في هذا الإطار، يستمر الجمود سيد الموقف ولكنه قد يتحرك في قابل الأيام، حيث أكد عضو تكتّل الاعتدال الوطنيّ النائب وليد البعريني أمام زواره أمس أن مبادرة التكتّل “لا تزال الأساس الصلب في الملف الرّئاسي، وهذا ما يدفعنا دومًا إلى تعزيز طروحاتنا وإدخال تعديلات بهدف تسهيل الأمور وتذليل العقبات”.
البعريني لفت إلى أن التكتّل “في صدد تطوير مبادرته الرئاسيّة، على أن تخرج أمام الرأي العام في شكل جديد وهيئة مختلفة، وبالتالي تحرّكات جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، تطاول الأطراف السياسيّة كافة”.
في السياق، أوضحت مصادر التكتل لـ”الجمهورية” أن لا جديد نوعيًّا في المبادرة، إنما هناك تحرك الأسبوع المقبل.
وفي الشأن الرئاسي أيضًا، اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار الأردن أمس، حيث التقى الملك عبد الله الثاني، أنّ “المهم الوصول إلى التسوية، فلا يُمكن لأي فريق داخلي في لبنان أن يفرض رئيسًا، الرئيس يكون نتيجة تسوية داخلية، وهكذا شرحت للملك عبد الله وهو يدرك هذا الأمر”.
جنبلاط رأى أن “التسوية تتم عبر الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وهناك فريق من اللبنانيين كما قيل لي يرفض الحوار، وبالتالي نحن ندور في حلقة مفرغة”.
إلى ذلك، نقل نواب “اللقاء الديمقراطي” عن بري قوله إنّه يرحب بالتوافق. وفي حال تعذر، فإن الدعوة لجلسات انتخاب الرئيس تبقى قائمة، وأكدوا لـ “الشرق الأوسط” أن بري، كما أبلغهم، ليس في وارد الدعوة للتشاور بمن حضر، وقالوا إنه يشترط تأمين الإجماع للسير فيه، رغبة منه في ألا يُسجِّل على نفسه عزل فريق معين بذريعة أنه يرفض التشاور.
فيما رأى أحد النواب في حديث لـ “الشرق الأوسط” أن جميع المبادرات والتحركات النيابية لإحداث خرق في الحائط الرئاسي المسدود انتهت من حيث بدأت، ولم تحقق أي تقدم، خصوصًا أن رغبة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتشكيل قوة نيابية ثالثة تضم الوسطيين وتقف على مسافة واحدة من المعارضة ومحور الممانعة، لم تلقَ التجاوب المطلوب، وهذا ما تبلغه من كتلة “الاعتدال” النيابية عندما استضافها في منزله في اللقلوق، والتي لم تسحب حتى الآن مبادرتها الرئاسية من التداول.