رسائل “فاتيكانية” من بيروت.. “لعدم السماح بسقوط لبنان”
ختم أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين يومه الأول في بيروت، بقداس في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في الجامعة التي أسسوها في بيروت نهاية القرن التاسع عشر، تلبية لدعوة منظمة فرسان مالطا ذات السيادة.
وتأتي زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان في ظل ظروف مفصلية يجتازها لبنان، وخصوصاً مسألتا الشغور الرئاسي والحرب الدائرة في الجنوب واللتان تأخذان حيزاً أساسياً من لقاءاته.
وفي محطة لافتة له اليوم، يحطّ بارولين في بكركي، حيث يقيم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مأدبة غداء تضم رؤساء الطوائف اللبنانية، ويمكن أن تشكل هذه المناسبة فرصة للتشاور في الواقع الذي تمرّ به البلاد، وقد يتطوّر هذا اللقاء إلى مبادرة أوسع ربما.
وعلى الرغم من أنّ زيارة بارولين ليست زيارة دولة أو كمبعوث رسمي من قبل قداسة البابا فرنسيس إلا أنها تحمل نكهة سياسية، سيما وأن الفاتيكان يواكب كل المسارات الداخلية على الساحة اللبنانية.
وفي السياق، وفي حديث خاص لموقع “هنا لبنان”، قال الكاردينال بارولين: “لقد لمسنا أجواء الأمل لدى اللبنانيين ونعتقد أنه بحسن النية وبصلوات الجميع، يمكن التوصل لحلول لجميع المشاكل”.
وأضاف: “يجب أن يستمر المسيحيون في لبنان بلعب دورهم نظراً لأهمية الإنخراط في السياسة وعليهم العمل من أجل الصالح العام ونأمل أن يتمكنوا من المساهمة على هذا الصعيد”.
وبحسب معلومات “هنا لبنان”، سيحضّ بارولين المسؤولين على التوافق الداخليّ وحماية لبنان وهويته وإنقاذه عبر الإنخراط بالعمل السياسي الجدي وإنتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان عبر الإلتزام بالدستور وعدم الإنقلاب عليه إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار الدولي 1701.
كما أكدت مصادر ديبلوماسية لموقع “هنا لبنان” أن الفاتيكان لا ينفك يوجه الرسائل إن كان للجانب الإسرائيلي أو الجانب الأميركي بضرورة عدم توسيع الحرب الدائرة في غزة من قبل إسرائيل خصوصاً أنّ البابا فرنسيس يدعو إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط وأهمية إيجاد تسوية تقوم على حل الدولتين. كما أنّ الكرسي الرسولي ملم بالمخاطر التي تواجه لبنان وهويته ومستقبل شبابه إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة وعدم انتظام عملها مما يهدد بضرب فكرة الدولة، كما يسعى لتثبيت المسيحيين في أرضهم.
ولفتت المصادر الديبلوماسية إلى أنّ السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا مطّلع على كافة جوانب القضايا اللبنانية وهو على تواصل دائم مع دوائر الفاتيكان إن كان شخصياً أو عبر التقارير والتواصل مع بكركي والمسؤولين اللبنانيين إضافة إلى الرسائل الديبلوماسية والتي يشرح فيها الواقع المأزوم الذي يعيشه لبنان وشعبه نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية.
كما أشارت المصادر إلى أنّ حاضرة الفاتيكان لها دور مؤثر في معظم دول القرار وتعمل بصمت من أجل إخراج لبنان من دوامته بالتواصل مع هذه الدول كي لا تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، كما تشدد على عدم ترك لبنان والسماح بسقوطه لأنه يشكل صورة مميزة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تتابع عن كثب عمل اللجنة الخماسية وتحثها على العمل من أجل إيجاد حل للأزمة الرئاسية.
إلى ذلك، رأت مصادر سياسية مطلعة أن زيارة أمين دولة الفاتيكان اتخذت الطابع الإستطلاعي أي بدء الإهتمام بالوضع اللبناني والاستفسار، وليست هناك من مهمة محددة له إنما نقل هواجس الفاتيكان وتكرار دعم لبنان.
وأشارت المصادر لصحيفة “اللواء” إلى أن ملفي الجنوب والرئاسة كانا في صلب محادثاته. وأفادت بأن أمين دولة الفاتيكان استفسر عن بعض الأمور ولا سيما مدى إمكانية قيام الحرب وتعثر الانتخابات الرئاسية.
وفي سياق منفصل، أوضحت المصادر نفسها أن تكتل الاعتدال الوطني الذي يباشر مجددًا مسعاه لم يحدد ماهية الخطوة الجديدة التي يعتمدها، لكنه على استعداد لأي جهد إضافي من أجل الوصول إلى حل.
مواضيع ذات صلة :
حراك “الرؤساء” يحظى بمباركة “الفاتيكان” | البابا: التصعيد في لبنان “غير مقبول” | البابا لأهالي ضحايا انفجار المرفأ: أنا معكم! |