حركة المطار لم تتأثر بعد تقرير “التلغراف”.. ودعوات “لتحييد المتنفس الوحيد للبنان”

لبنان 25 حزيران, 2024

انشغل لبنان في الساعات الأخيرة بالرد على الإدعاءات التي نشرتها صحيفة “تلغراف” البريطانية، والتي قالت فيها إن “حزب الله” يخزّن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في مطار بيروت الدولي، حيث لبّى عدد من السفراء دعوة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية للقيام بجولة ميدانية في المنشآت التابعة للمطار.

ومن المطار، أعلن السفير المصري علاء موسى أمس الإثنين، أنه اطّلع وزملاءه على آلية العمل وتفقدوا عدداً من المنشآت، وشاهدوا مجريات العمليات هناك، خصوصاً بما يتعلق بطريقة الاستيراد والتصدير، معتبراً أن وجودهم في المطار بمثابة دعم للبنان، ومحمّلاً صحيفة “تلغراف” مسؤولية ما نشرته نقلاً عن مصادر غير معروفة.

وتعليقاً على مقال الـ”تلغراف”، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن مطار رفيق الحريري الدولي هو المتنفس الوحيد للبنان، خصوصاً بعد تعطيل المرفأ بسبب الانفجار، وصعوبة الانتقال إلى لبنان عبر سوريا، ولذلك من الضروري تحييده من أجل سلامة المسافرين والقادمين عبره.

وعلق مسؤول أمني رسمي رفيع لـ “الأنباء” بالقول: “ان استهداف المطار وغيره من منشآت حيوية يبقى واردا في حال قرار إسرائيل توسيع الحرب، وهذا غير مرتبط باتهامات تسوق ضد المطار أو منشآت أخرى”.

خطة الطوارئ موجودة

وأكد المدير العام للطيران المدني فادي ابو الحسن أن حركة المطار لم تتأثر بعد تقرير “التلغراف” وان اقبال المسافرين جيد جدا وان الارقام باتت توازي تقريبا ارقام السنة الماضية.

ولفت ابو الحسن في حديث عبر الـLBCI، الى أن المديرية العامة للطيران المدني ووزارة النقل البريطانية على تعاون مستمر منذ سنوات عدة وأن كل سنة يقوم وفد من الوزارة البريطانية بكشف على المطار وتعد تقريرا أمنيا وأنه في حال وجود أي ثغرة يتم مناقشتها.

وأكد أن تعاون جميع العاملين في المطار يساهم في أن تكون عملية تشغيل المطار 24/24 ساعة وأن خطة الطوارىء موجودة كما خط الإجلاء في حال حدوث شيء “لا سمح الله” وأنهم على أهبة الإستعداد في هذا الموضوع.

وشدد على أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي وظيفته تنظيم عملية الطيران وليس الكشف على المطارات.

وقال: “لم ندخل بعد في أشهر الذروة فعادةً في المطار أشهر الذروة هما تموز وآب وليس حزيران”.

ورأى أنه يجب أن يكون هناك مخطط توجيهي للطيران المدني ليتقرر على اساسه استراتيجية الطيران في لبنان، معتبرا أن الحل الانسب اليوم أن يكون هناك terminal اضافي.

تحرّك الوزراء

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى صباح أمس في السرايا وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية.

وقال حمية بعد الاجتماع: “وضعت دولة الرئيس ميقاتي في تفاصيل الموضوع الذي أثير في صحيفة “تلغراف” البريطانية بشأن مطار رفيق الحريري الدولي، وتناولها سمعة المطار. كما ناقشنا موضوع الإجراءات القانونية التي من المؤكد أن الدولة اللبنانية ستتخذها في حقها، لأن هذا الموضوع يعتبر ضمن إطار الحرب النفسية على لبنان وتشويه سمعته وسمعة المطار، الذي يعتبر المرفق الجوي الوحيد في لبنان”.

وأضاف: “كما ناقشنا مع دولة الرئيس موضوع دعوتنا للسفراء لزيارة ميدانية إلى كل أقسام المطار”.

بدوره، أكد وزير الإعلام زياد مكاري أن “المطار مرفق عام يعني جميع اللبنانيين، وهو صورة لبنان، ونحن على أبواب صيف واعد للاغتراب؛ لذلك فإن نيات مقال (التلغراف) واضحة جداً”.

وأعرب عن خشيته من أن “يؤثّر الأمر سلباً على الموسم وعلى حياة اللبنانيين”، معرباً عن اعتقاده أنّ “كلّ هذا يندرج في سياق الحرب النفسيّة”.

دعوى قضائية

بعدما كشف الوزير حمية أنه سيتم تقديم دعوى قضائية ضد الصحيفة البريطانية، أكد سفير لبنان لدى بريطانيا رامي مُرتضى أن العمل جارٍ مع مجموعة من المحامين لدراسة شروط تقديم دعوى ضد صحيفة “تلغراف” وفق القوانين المرعية الإجراء ضمن المملكة المتحدة، وذلك بتوجيهٍ من الدوائر المعنية في لبنان لسلوك الطريق القانوني السليم.

وفي حديثٍ عبر قناة “الجديد”، أمس الإثنين، أشار مُرتضى إلى أنّ العقوبات تتراوح بين إلزام الصحيفة بحذف المادة المنشورة أو دفع تعويض، وقال: “موقفنا من هذا الملف قوي لأنه يسبب ضرراً كبيراً لمرفق حيوي كبير في لبنان”.

حملات تخوين

بعد نشر تقرير التلغراف، تعرض عدد من المسؤولين لحملات تخوين وحتى تهديد، أبرزهم النائب غسان حاصباني، الذي أكد مكتبه الاعلامي أن “تلغراف” نسبت مصادر تقريرها إلى عاملين في المطار، وكان هناك تعليق على الموضوع من النائب حاصباني يوضح مخاوف اللبنانيين، كما يصف الواقع العام حول مطار بيروت الذي نُشرت عنه تقارير كثيرة في الأعوام الماضية مع التأكيد أن مسؤولية أي حدث تبقى على عاتق من ينقل السلاح عبر المداخل الدولية للبنان”.

وأشار البيان إلى أن تعليق حاصباني على المصادر التي استندت إليها الصحيفة جاء كالاتي: سيطرة حزب الله على المطار كانت مصدر قلق طويل الأمد للبنان، وازدادت خطورتها الآن إذا أصبح المطار هدفاً عسكرياً محتملًا في الصراع مع إسرائيل.

وقال حاصباني إن “نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر نقاط الدخول الحدودية أو حتى مكونات الأسلحة، يعرض للخطر كل من السكان اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين يسافرون ويعيشون في البلاد”.

وأضاف “تواجد حزب الله متجذر في كل مكان، ليس فقط في المطار، ولكن أيضاً في المرفأ والقضاء، وفي جميع أنحاء المجتمع”.

بدوره، قال الصحفي يوسف دياب في بيان إنه تعرض إلى “حملة غير مسبوقة شنت ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحملة تخوين ودعوة إلى الانتقام الشخصي والجسدي على خلفية نشر مقطع اجتزئ من مقابلة أجراها على محطة “سكاي نيوز” عربية للتعليق على تقرير التليغراف”.

وقال إن القاصي والداني يعرف تماماً أن مطار بيروت له وضع أمني دقيق كونه يقع على تخوم ضاحية بيروت الجنوبية، والمطلوب أخذ هذا التهديد على محمل الجد.

ووضع دياب حملة التخوين والتهديد التي يتعرض لها بعهدة القضاء اللبناني لمحاسبة من يقف وراءها.

الحزب يستخدم المطار منذ سنوات

يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم الحديث عن استخدام حزب الله مطار بيروت ومحيطه لأغراضه العسكرية، إذ سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن قال في أيلول 2018، وجود ثلاثة مواقع لتخزين الأسلحة، وهي ملعب لكرة القدم لنادي “العهد” المدعوم من “حزب الله”، وشمالي مطار رفيق الحريري الدولي، وموقع ثالث في أسفل الميناء.

وفي عام 2008، فتح النائب السابق وليد جنبلاط ملف كاميرات المراقبة التي زرعها حزب الله في محيط المطار، الأمر الذي أدّى إلى إقالة قائد جهاز أمن المطار وفيق شقير حينها، وتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة للحزب، وذلك بعد ضغط من قوى 14 آذار داخل المجلس النيابي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us