“لا طرح جديد”.. ورسالة “فاتيكانية” واحدة: يجب انتخاب رئيس بأسرع وقت!
استكمل أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جوتله لليوم الثالث حيث زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، واتجها بعدها إلى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصرف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفي السياق، قال بارولين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: “اعتقد أَنَّ الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من هذا المقرّ فالأفرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعًا ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم”.
View this post on Instagram
من جانبه، قال ميقاتي خلال اللقاء الصحافي المُشترك مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين: “يسعدني أن أرحّب بكم في زيارتكم الى لبنان والتي هي موضع ترحيب وتقدير من جميع اللبنانيين وهي الزيارة الثانية لكم بعد الانفجار المرؤّع في مرفأ بيروت في آب 2020”.
وأضاف، “لقد سعدت لما سمعته من نيافة الكاردينال عن متابعة قداسة البابا فرنسيس اليومية لشؤون لبنان ومحبته لوطننا وشعبه وتثمينه لرسالته المميّزة في الشّرق كملتقى للأديان والثّقافات والتّلاقي بين مختلف العائلات الرّوحيّة”.
وتابع، “ثمة أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف الى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي ومن هذه الأولويات إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن وإعادة بناء الدولة والعمل على تثبيت الإسقرار الداخلي وإيجاد حل للأزمة الاقتصادية والاجتماعية”.
وأكد ميقاتي أن “من أولوياتنا أيضاً السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة من أجل وضع حد لأطماع اسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي”.
بدوره، أعرب الكاردينال بارولين عن سعادته لزيارة لبنان الذي يراهُ البابا فرنسيس بلداً للعيش المشترك والأخوي.
وعبّر عن قلق البابا فرنسيس لجهة عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن مؤكداً أن رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد.
وأشار بارولين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ضرورة ملحة وآمل أن تجد القوى السياسية حلّا في هذا الإطار.
لقاء الراعي وبارولين في بكركي
وكان قد اتجهت الأنظار أمس نحو الصرح البطريركي في بكركي، حيث لبت كل الطوائف، دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على مأدبة غداء ضمّت رؤساء الطوائف الإسلاميّة والمسيحيّة والكتل النيابيّة مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
في الشكل، فإن اللقاء مهم وهو شكل من أشكال التواصل المطلوب لتقريب وجهات النظر حول مختلف القضايا والملفات الشائكة في البلد، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا التواصل من المفترض أن يتكرّر ويستمر لإنجاز الاستحقاقات.
إلّا أن بارولين لم يحمل أي طرح جديد أو مبادرة أو حتى فكرة، وهذا ما يؤكّده رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، الذي يُشير في حديث لـ “الأنباء” الإلكترونية إلى أن بارولين لا يحمل المبادرات والطروحات، بل ينقل رسالة وحيدة من البابا فرنسيس مفادها وجوب انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت.
ويلفت أبو كسم إلى أن بارولين يزور لبنان لمتابعة نشاطات جمعية مارتا، ومن المفترض أن يزور مراكزها اليوم في عين الرمانة، إلّا أن التواصل بين القادة المسيحيين مطلوب وبشدّة، وهذا ما تعمل عليه بكركي وستعمل عليه في الفترة المقبلة.
وكان قد أعلن البطريرك الراعي، أن “اللقاء أمس في بكركي كان مهمًّا ونأمل بأن تكون ثماره جيّدة”، وأضاف: “الكاردينال بيترو بارولين غادر بانطباع ممتاز”.
كما وجّه الراعي نداء لكل المسيحيين كي يكون الأحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة.
وكان البطريرك الماروني قد أوضح أيضًا أن لقاء رؤساء الطوائف والكتل النيابية مع الكاردينال بيترو بارولين في بكركي، “اجتماع العائلة اللبنانية للحوار وليسمع كل واحد الآخر، خصوصًا في ظل المرحلة الصعبة التي نعيشها”، متمنيًا أن “تكون زيارة أمين سر الفاتيكان مناسبة لحلول السلام وإنهاء الحرب”، وأكد أن “الفاتيكان يمنحنا الأمل الذي نحتاجه ونحن أبناء الأمل والرجاء”.
وعن مقاطعة “المكون الشيعي” قال الراعي: “لا أعلم لماذا غابوا مع العلم انهم كانوا قد أكدوا حضورهم”.
كما ألقى الكاردينال بارولين كلمة قال فيها “أنا سعيد بالدعوة التي وجهها لي صاحب الغبطة وسعيد بوجودي معكم اليوم، وأحيّي جميع الحضور من مقامات روحية ودينية ورؤساء أحزاب وطوائف، كما أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش معاً والعمل من أجل خير لبنان. اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة”.
مواضيع ذات صلة :
جنبلاط: لانتخاب رئيس وفاقيّ ولن نربط مصيرنا بغزة | حركة سياسيّة للتوصّل إلى “اتفاق كبير”.. محاولة لانتخاب رئيس وتحصين الداخل! | “لقاء ثلاثي” يحمل ثلاثة أهداف: وقف النار… تطبيق الـ 1701 وانتخاب رئيس |