قبلان يقصف بكركي
الشيخ قبلان واحد من المعبّرين عن سياسة الحزب الإيراني المنشأ والتسليح والعقيدة، والأنموذج الفاقع للتطرّف والعداء لبكركي وسيّدها بشكل خاص. جاهز صاحب السماحة للرد في أي وقت على صاحب الغبطة وكيل الإتهامات الشعواء له، بما يفيض إناؤه من مفردات مقززة ونافرة لا تليق لا برجل دين ولا برجل دنيا
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
بم يتمايز المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان عن الشيخ نبيل قاووق أو الشيخ هاشم صفي الدين؟ بلا شيء. يجسد الثلاثة ومن شابههم الثقافة السياسية الضحلة نفسها. اللؤم نفسه. اللغة الخشبية نفسها. الإستقواء الميليشيوي نفسه. ويتشاركون النظرة إلى المكوّن المسيحي نفسها ويخصون الموارنة عموماً بفيض من الكراهية.
الشيخ قبلان واحد من المعبّرين عن سياسة الحزب الإيراني المنشأ والتسليح والعقيدة، والأنموذج الفاقع للتطرّف والعداء لبكركي وسيّدها بشكل خاص. جاهز صاحب السماحة للرد في أي وقت على صاحب الغبطة وكيل الإتهامات الشعواء له، بما يفيض إناؤه من مفردات مقززة ونافرة لا تليق لا برجل دين ولا برجل دنيا. لا ينتظر إيعازاً. هو هكذا مبادرٌ و”أبو همم”.
وجد الشيخ الحاد الطباع زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى لبنان، والإجتماع المنعقد في بكركي بمشاركة رؤساء التفاوض فرصة لتكريس العداء والقطيعة مع البطريرك الراعي وما يمثل. غاب أي ممثل للطائفة الشيعية بفعل تحول المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى كيان ضمن منظومة “الثنائي” وتحت عباءته. لا الشيخ علي الخطيب حصر ولا المفتي أحمد قبلان، واستعاض عن ذلك برسالة إلى المسؤول الفاتيكاني استهلها “بكل محبة واحترام” وخلت تماماَ من الإثنين. بوقاحة لم يسبقه إليها أحد كتب سماحته “أن بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهاباً ممقوتاً لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عملياً تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسم الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح عن المظلوم والمحروم والمنكوب والمعذب بهذه الناحية من الأرض”.
إنها جريمة لا يمكن السكوت عنها أن يطالب “بعض الرؤساء الروحيين” بتطبيق القرار 1701 والقرارات المتصلة به. والجريمة الأكبر ألّا يعترفوا “بقديسي هذا الوطن”. لم يسمّهم قبلان بالإسم لانشغاله وتركيزه في النص على ضخّ السم في رسالته وإظهار بلاغته. لم يسبقه أحد إلى وصف القرارات الأممية بأنها مطبوخة بسم الظروف. وكيف تُطبخ القرارات؟ هنا يمكن الإستعانة بالشيخ عفيف النابلسي الدكتور في العلوم السياسية لشرح عملية الطبخ.
في مطوّلة قبلان العصيّة على الترجمة أبلغ سماحته
الكاردينال بيترو بارولين بالعربي الفصيح “أننا ( كمقاومة إسلامية في لبنان) لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني” هذه بسيطة يا شيخ. الأحد المقبل إكتب إنت عظة بكركي وأرسلها مع أبونا عبدو أبو كسم وسيكون بطرك الموارنة عند حسن ظنكم.
وأوصى قبلان بارولين بلغة الحريص والمحب والفهيم “احفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإنّ الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد”.
رسالة سماحة المفتي هي بحق مزيج من والفقه والفلسفة السياسية وعلم الأخلاق واللاهوت. إقرؤوا أخوتي وأخواتي الموارنة هذه الجملة: “ليست المقاومة (الإسلامية ما غيرها) إلا قربان الكنيسة بميزان الرب” واشرحوا في خمسة عشر سطراً ما هدَف إليه سماحة المفتي بكلامه على أهل الذمّة.
مواضيع ذات صلة :
محفوض للمفتي قبلان: أخرج من عقدة ان الغلبة للميليشيا | “القوات”: كنا نتمنى ألا نضطر في زمن العيد للردّ على الشيخ قبلان |