لبنان يتأرجح بين الحرب واللاحرب.. عوامل مثيرة للقلق تُنذر بـ “صيف ساخن”!

لبنان 28 حزيران, 2024

يقف لبنان عند منعطف خطير على وقع التحذيرات الدولية من حرب واسعة قد تندلع في أيّ لحظة، في ظلّ اشتعال جبهة الجنوب بالمواجهات المترافقة مع تصعيد التهديدات الإسرائيلية، لا سيما تلك التي صدرت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي توعّد مجددًا بإعادة لبنان إلى “العصر الحجري”، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

في ظلّ هذا الواقع، رأت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، أن لبنان يقف عند منعطف خطير بين الحرب واللاحرب، وفي أية لحظة تتدحرج الأمور إلى ما هو أخطر أو أوسع، محذرة من الذهاب إلى الحرب الشاملة، ولكن أي خطأ في التقدير، سيقود إلى صيف ساخن على جبهتي لبنان وغزة، وفق ما ورد في صحيفة “اللواء”.

بينما أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّ العامل المثير للقلق تبدّى في تزامن صدور مجموعة من التحذيرات الجديدة لدول مؤثرة ومنخرطة في الجهود الدبلوماسية لمنع تمدد الحرب، إلى رعاياها بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورًا، الأمر الذي زاد مناخ القلق حيال الواقع الميداني والحربي على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية في الأسابيع القليلة المقبلة.

فقد بات معلومًا أن الفترة الطالعة تثير مخاوف تصاعدية لدى جهات لبنانية وأجنبية لجهة انصراف دول أساسية من المنظومة الدولية التي تواكب الأوضاع بدقة في لبنان وتشكل جهودها، أقله حتى الآن، شبكة حماية تحول دون انزلاق لبنان نهائيًا إلى متاهة حرب ثانية مدمرة بعد حرب غزة.

وأبرز هذه الدول، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وكذلك بريطانيا، إذ تنهمك كلها، تباعًا باستحقاقات انتخابية ستشكل بطبيعة الحال أولوية لديها بما تخشى معه تلك الجهات اللبنانية والأجنبية، من أن تستغل إسرائيل هذا التقاطع الزمني وتشرع في ترجمة تهديداتها للبنان.

ولذا من غير المستبعد في رأي أوساط معنية أن تكون إعادة عواصم غربية وغيرها إصدار تحذيرات إلى رعاياها على سبيل الضغط المعنوي والدبلوماسي على فريقي المواجهات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية كما للضغط على الجهات اللبنانية لإفهامها بضرورة أخذ تهديدات إسرائيل على محمل الجدية الكافية وعدم التسليم بمقولة استبعاد ترجمة تهديداتها للبنان.

بالمقابل، نقلت صحيفة “الديار” عن مصادر دبلوماسية غربية أنّها لم تلمس وجود رغبة جدية لدى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته إلى واشنطن لشن حرب شاملة ضد لبنان، وعلى عكس التهديدات العلنية، كان ثمة توافق مع المسؤولين الأميركيين على أن الوضع لا يحتمل على الحدود الشمالية، وأهداف الحرب من وجهة نظر إسرائيلية محقة، لكن لا قدرة على تحقيقها من دون التسبب بمواجهة إقليمية، فضلًا عن الأضرار الاستراتيجية التي ستلحق بإسرائيل.

ولهذا فإن الإدارة الأميركية تمسكت بموقفها الرافض لأي تصعيد غير مفيد، وأعاد من التقاهم هناك وفي مقدمتهم آموس هوكشتاين التأكيد أنّ احتمالات التوصل إلى تفاهمات مرتفعة جدًا بمجرد وقف النار في غزة، وهو الأمر الذي يعمل الوسطاء على إنضاجه «ببطء» بفعل تعقيدات ميدانية وسياسية، لكن الأبواب لم تقفل بعد ولا يزال بالإمكان تحقيق اختراق، وإلى أن يحصل ذلك، المطلوب تخفيض وتيرة التصعيد مع حزب الله، الذي أرسل بدوره إشارات عديدة على عدم رغبته في توسيع رقعة المواجهة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us