طريق بعبدا مغلقة “بداعي التعطيل”.. انتخاب الرئيس في قبضة “التعنّت والهيمنة”!
لا يزال الملف الرئاسي يُراوح مكاونه على الرغم من المساعي الداخلية والخارجيّة التي حاولت وتُحاول فتح كوة في جدار الأزمة المستفحلة، التي عاثت فراغًا في المؤسسات العامة، منذ أكثر من 19 شهرًا، بقيت فيها طريق بعبدا مغلقة بداعي التعطيل!
فالمساعي الخارجية لحل الأزمة الرئاسية، وآخرها مسعى حاضرة الفاتيكان عبر لقاءات أمين سر دولتها الكاردينال بيترو بارولين، إضافة إلى الجولة التي أجراها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، لم تصل بعد إلى ما كانت ترجوه من حلحلة على الساحة الداخلية اللبنانية، لا سيما في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك لا تزال الجهود والمبادرات الداخلية معلقة، لا سيما تلك التي قدمتها كتلة “الاعتدال الوطني” إضافة إلى جولة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي حاول إيجاد أرضية مشتركة بين الفرقاء، في ظلّ تمسك فريق الممانعة بسياسة التعطيل التي ينتهجها.
في ظلّ هذا الواقع، أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أنّ زيارته كان لها طابع تضامني مع لبنان وشعبه، وأن لها شقين، الأول يتعلق بالتصعيد في الجنوب حيث يشهد لبنان تحديات خطيرة تهدد أمنه واستقراره وكذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها في حال ما توسعت الحرب على الحدود الجنوبية، والشق الثاني والذي لا يقل أهمية عن الشق الأول، يتعلق بالشغور الرئاسي الممتد لأكثر من 19 شهرًا.
وأشار الموفد الشخصي للأمين العام، إلى أنّه أكّد خلال اللقاءات كافة التي أجراها مع القيادات اللبنانية، ضرورة كسر الجمود الذي يشهده هذا الملف المهم، داعيًا الجميع إلى إعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى وفتح الطريق أمام استئناف المسار الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية، مشددًا على خطورة الوضع الحالي كونه يفاقم التحديات التي تواجه مؤسسات الدولة كافة ويحد من قدرتها على القيام بواجبها تجاه الشعب اللبناني.
كما عوّل زكي في ختام زيارته إلى بيروت، على حكمة القيادات اللبنانية والوعي التام لخطورة التحديات المحيطة بلبنان على الصعيدين السياسي والميداني، مؤكدًا استعداد الجامعة العربية التام لمساعدة لبنان في كل ما من شأنه أن يسهم في عبور هذه المرحلة الصعبة بأمان.
يشار إلى أنّ أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، واصل أمس قبيل مغادرته بيروت، لقاءاته مع عدد من الشخصيات السياسية في السفارة البابوية عرف من بينها، جبران باسيل، سليمان فرنجية، ميشال معوض، سامي الجميل، فؤاد السنيورة وفارس سعيد.
وأعلن الجميل، عقب اللقاء، أنه عرض مع الموفد البابوي لعدد من الملفات لا سيما موضوع الشغور الرئاسي والحرب في الجنوب وانعكاسها على لبنان.
كما شرح الجميّل وجهة نظر الحزب من الوضع الراهن، مؤكدًا حرص الكتائب على انتخاب رئيس يكون قادرًا على التواصل مع جميع المكوّنات، وعرض حقيقة التعطيل الحاصل على صعيد كل المؤسسات الدستورية نتيجة تعنّت “حزب الله” وفريقه والهيمنة على القرارات الكبرى في لبنان.