الحدود الجنوبيّة أمام خيارين والأنظار إلى باريس.. هل يُنزع فتيل الحرب الشاملة؟

لبنان 2 تموز, 2024

تتفاوت التقديرات المتعلقة بجبهة الجنوب اللبناني، بين من يُعلّق الآمال على بقائها ضمن الإطار المحدود الذي تعيشه، وبين التحذيرات المتتالية التي تُنذر بحرب واسعة قد تندلع في أي لحظة لتحوّل المنطقة إلى بركان مشتعل.

هجوم إسرائيلي وشيك على لبنان!

في هذا الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “بيلد” الألمانية، عن أن “إسرائيل ستبدأ هجومًا على لبنان في النصف الثاني من شهر تموز الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار”.

وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة، مما يرجّح خيار شن هجوم إسرائيلي على لبنان.

وأشار دبلوماسيون غربيون لـ “بيلد”، إلى أن “إسرائيل قد تشن عملية في جنوب لبنان في الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر تموز”.

إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب في باريس، غدًا الأربعاء، بين مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث سيُبحَث بالملفات اللبنانية على المستويين الرئاسي كما الميداني الحدودي.

المصادر رأت في حديث لـ “الأنباء” الإلكترونية، أن على هوكشتاين أن ينزع فتيل الحرب الشاملة وإبلاغ إسرائيل بأن هذا الأمر سيشعل المنطقة بأسرها بدءًا من لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولًا إلى إيران واليمن وغيرها من الدول ما قد ينذر بحرب إقليمية واسعة، متسائلة عن الأجوبة التي سمعها في تل أبيب ومدى قدرته فعلًا على ضبط الجنون الإسرائيلي عن القيام بأي مغامرة.

بدورها، اعتبرت مصادر مقرّبة من “حزب الله” أن أفضل حلّ لخفض التصعيد جنوبًا يكون من خلال تطبيق القرار 1701 الذي يحفظ حقوق الجميع، أما القول بانسحاب حزب الله مسافة 8 كيلمترات باتجاه الشمال، فيعني انسحاب إسرائيل إلى الداخل المسافة نفسها، وإلا لا تسوية.

الحدود الجنوبية أمام خيارين!

أمّا مصادر “الأنباء” الكويتية، فرأت أنّ “الحدود اللبنانية أمام خيارين يدور نقاش حولهما، ولم يحسم حزب الله أمره بعد في شأنهما، في انتظار بلورة الواقع التي ستظهره المرحلة الثالثة من هذه الحرب في غزة”.

الخيار الأول: بقاء المواجهات ضمن “قواعد الاشتباك” القائمة حتى التوصل إلى اتفاق نهائي، وهذا الواقع غير مضمون استمراره وإبقائه تحت السيطرة لفترة طويلة.

والخيار الثاني: من خلال المساعي الدولية للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البرية اللبنانية، تكون من ضمنها آلية لتقديم المساعدات وإعادة الإعمار، خصوصًا أن حجم الدمار الكبير الذي خلفته الغارات في القرى الحدودية والبلدات القريبة منها هائل وأكبر من قدرة الدولة اللبنانية على تحمله، إضافة إلى الانقسام السياسي اللبناني حول هذا الملف.

وكان المبعوث الأميركي هوكشتاين قد تحدث في صيغة الحل لديه عن مساعدات اقتصادية واستثمارات ودعم للكهرباء. لكن تبقى القضية الأساس إعادة الإعمار والتعويض على المتضررين.

تعبئة سياسية وإعلامية واسعة من قبل المعارضة!

يأتي ذلك بعد أن شهدت الساعات الأخيرة ما يشبه إطلاق تعبئة سياسية وإعلامية واسعة من جانب قوى المعارضة الأساسية، في مؤشر قالت مصادر نيابية معارضة لـ “النهار” إنه يعكس الخطورة الكبيرة للمعطيات المتجمعة لدى قوى المعارضة وكتلها النيابية لجهة الوقائع المتصلة باقتراب خطر اندلاع حرب كبيرة على لبنان وعبره، ولا بد من تحرك داخلي فعال ومؤثر لمواجهتها قبل فوات الأوان.

ولفتت هذه المصادر إلى أن إطلاق قوى المعارضة نفير التحذير من حرب كبيرة ودق ناقوس الخطر حيالها وطرح خريطة طريق مفصلة لتجنبها جاء بناء على مشاورات معمقة وتجميع للمعطيات لدى جميع القوى المعارضة، ناهيك عن رؤية “عقلانية ومسؤولية وطنية” كما ورد في البيان – الموقف لقوى المعارضة حيال الآتي الخطير ما لم يستدركه لبنان برفع الصوت بقوة واقتران ذلك بإجراءات عاجلة عدّدتها المعارضة وكان جوهرها إعادة حصر الأمن بالدولة والشرعية من خلال انتشار متجدّد فعال للجيش اللبناني ينزع فتيل الحرب وخطر اندلاعها على نحو واسع وشامل.

وأشارت إلى أن قوى المعارضة تدرك سلفًا أنها تخاطب “حكومة صماء” ودولة تكاد تكون معدومة لكون السلطة بين أيدي الفريق الأحادي الذي اتخذ قرار الحرب ضاربًا بعرض الحائط إرادة ووجود الدولة وجميع اللبنانيين، ولكن كان لا بد من تحمّل المسؤولية في دق ناقوس الخطر المتعاظم “ولنر ماذا سيكون عليه موقف المستهترين بدمار لبنان إذا لم تحصل مبادرات عاجلة لوقف الإستباحة المتعددة الوجوه والجهات التي أدت إليها عملية ربط لبنان بحرب غزة قسرًا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us