أفكار جديدة لـ “الخماسية” لتحريك الملف الرئاسي.. و”ورقة عمل” من المعارضة
على وقع ارتفاع منسوب المخاوف من تدهور الأوضاع الميدانية في الجنوب وانزلاق البلاد نحو المجهول، تتسارع المساعي والجهود الداخلية والخارجية الساعية إلى إيجاد حلّ للأزمة الرئاسيّة، وإعادة الانتظام تاليًا للمؤسسات الدستورية.
في ظلّ هذا الواقع، تخطو قوى المعارضة خطوات حثيثة على طريق وضع اللمسات الأخيرة على ورقة عمل سترفعها إلى سفراء اللجنة الخماسية (السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا)، وتتضمن وجهة نظرها لتعويم الاتصالات التي توقفت، ما حال دون إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم.
وكشفت مصادر في المعارضة لـ “الشرق الأوسط” أن ورقة العمل التي تعدها تتناول موقفها من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتشاور بوصفه مدخلًا لعقد جلسات نيابية متعددة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس.
وقالت إن هناك ضرورة لإعداد هذه الورقة لتوحيد الموقف من التشاور، لتطل بموقف موحد على اللبنانيين، ومن شأن ذلك أن يضع حدًا للتباين داخل المعارضة حيال خريطة الطريق التي يطرحها بري لانتخاب الرئيس، على أن تكون مقرونة بتوفير الضمانات لعقد الجلسات بصرف النظر عما سيسفر عنه التشاور.
بري: لا شروط مسبقة
في المقابل، لفتت مصادر نيابية إلى أن التشاور لا يخضع لشروط مسبقة تتعلق بالدعوة لجلسة الانتخاب بعد التوافق على اسم الرئيس بوصفه أساسًا لانعقادها، ونقلت عن بري قوله إن التوافق على اسم، وإن كان موضع ترحيب منه، إلا أنه لا يدرجه شرطًا لانتخاب الرئيس، وإنه يعطي الحرية للنواب لاختياره.
نحو الخيار الثالث
وأكدت المصادر أن المعارضة سترفع ورقة العمل التي أوشكت على إعدادها لسفراء “الخماسية” لدى اجتماعهم بوفد يمثلها، وتوقعت أن يكون موعد الاجتماع قريبًا، وقالت إن “الخماسية” باتت على اقتناع بأن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على الخيارات الأخرى، وهذا ما خلص إليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جولاته الماراثونية على الكتل النيابية، ويشاركه سفراء “الخماسية” في أن الخيار الثالث هو وحده الذي يؤمن المخرج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأن المعارضة تؤيد هذا الخيار، ولا ترى بديلاً منه.
لكنّ مصادر المعارضة تلقي التهمة على “حزب الله”، بإصراره على معرفة اسم الرئيس قبل انتخابه، وتؤكد أن مقاربتها المتأنية للملف الرئاسي تأتي لإعادة تحريك انتخاب الرئيس الذي يتوقف على ما سيقرره سفراء “الخماسية”، ومدى استعدادهم لمعاودة اتصالاتهم، رغم أن الظروف الداخلية ليست ناضجة لانتخابه، وهذا ما يُثير قلق اللبنانيين بغياب أي تدخل دولي ضاغط لمساعدتهم، ما دام أن أهل البيت، أي النواب، لن يساعدوا أنفسهم.
“الخُماسية” تتحرك بأفكار جديدة!
في هذا السياق أيضًا، أكد مصدر ديبلوماسي عربي أن اللجنة الخماسية أعادت تشغيل محركاتها الهادفة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد أن تريثت في مهامها إفساحًا في المجال أمام المبادرات والمساعي المحلية، التي لم تثمر حتى الآن أي تقدم يذكر.
وقال المصدر في حديث لـ”الأنباء” الكويتية: “هناك أفكار جديدة لدى اللجنة تتلاقى مع أصحاب المبادرات والمساعي المحلية، سيتم تسويقها لدى الأطراف السياسية المعنية بالملف الرئاسي، وهي فرصة جديدة لتحريك هذا الملف بطروحات متنوعة ينتظر بلورتها في الأيام المقبلة، بعقد سلسلة لقاءات تشاورية لخرق الجمود الرئاسي”.
بالمقابل، أكد مرجع سياسي لصحيفة “الجمهورية”، أن “لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، ما زلنا مطرحنا، حصلت حراكات في الفترة الماضية وانتهت كما بدأت، ولم يتحقق منها ما يمكن أن يشجع أو يبنى عليه”.
وعندما سئل عن تحرك ما ستشهده الأيام المقبلة، قال: “مين بدو يتحرك، سمعت متلي متلكم عن حراك جديد، لكن حقيقة أنا ما عندي علم بشي، وما حدا بلغنا شي، ولا نحن طلبنا من حدا”.
مواضيع ذات صلة :
الخير: حراك “الخماسية” يكاد يكون الفرصة الأخيرة | تعويلٌ كبير على حراك “الخماسيّة”.. فرصة مُتاحة لانتخاب رئيس والعين على لودريان! | لودريان إلى لبنان.. و”الخماسية” تنتظر نتائج زيارته |