لبنان في مهبّ “العتمة” مجددًا.. و”التقنين” يُهدّد استمرارية التغذية بالمياه!
بين الحين والآخر، تعود معضلة “العتمة” لتهدد منازل اللبنانيّين ومصالحهم، وتصل إلى أبواب المرافق والمنشآت الحيوية المهددة بدورها بانقطاع التيار الكهربائي عنها نتيجة شحّ مادة الغاز أويل، لتُعلن مؤسسة كهرباء لبنان اليوم، خروج معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل!
مياه الجنوب: لترشيد استهلاك المياه بسبب التقنين الكهربائي
في سياق متصل، أعلنت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي أنه “مع إعلان مؤسسة كهرباء لبنان توقف معمل دير عمار عن إنتاج الكهرباء، ومع اقتراب معمل الزهراني من استنفاد الكميات المتوافرة من الفيول، سترتفع ساعات التقنين بشكل مطرد، وهو ما لوحظ أثره ابتداءً من صباح اليوم، مع انقطاع تيار الخدمات العامة الكهربائية في محطاتنا ومنشآتنا”.
وقالت المؤسسة في بيان: “ستقوم المؤسسة بتشغيل مولدات المحطات الكبرى التي تغذي عدداً كبيراً من المدن والبلدات والمناطق، لضمان استمرارية التغذية بالمياه، إلا أن ذلك لن يوفر الكميات اللازمة والكافية حسب المعتاد”.
وتوجهت إلى جميع المشتركين والمستفيدين ضمن نطاق صلاحياتها، طالبة منهم “ضرورة الاقتصاد في استخدام المياه وترشيد الاستهلاك بانتظار إيجاد الحلول لأزمة الكهرباء الناتجة من نقص الفيول، وعودة الأمور إلى طبيعتها”.
الكهرباء تعود إلى المطار!
جاء ذلك بعد أن تصدّرت أزمة انقطاع الكهرباء عن مطار رفيق الحريري الدولي، أولوية الاهتمامات اليوم، عاد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، ليوضح أنّه “عند الساعة 12 عادت الكهرباء إلى المطار، والتكييف يعمل لكنه ينقطع لمدة نصف ساعة لتجنب احتراقه عند التحويل من الكهرباء الأساسية إلى المولدات”.
حمية شدد على، “أننا نحرص على راحة كل المسافرين الوافدين إلى مطار بيروت”، داعيًا “الوزارات للتعاون وتأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر”.
فيما كان وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، قد ردّ في وقت سابق اليوم، على طلب وزير الأشغال تأمين الكهرباء للمطار، قائلًا: “لقد قمت بالتدخل مع العراقيين على مدى الشهر الماضي وبخاصة في الأيام القليلة الماضية للقيام بعمل استثناء، بينما يقوم مجلس النواب وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري باستكمال النهج للسماح بنقل المستحقات العراقية إلى الحساب العراقي في مصرف لبنان”.
وأضاف، في اتصال مع “الجديد”، أنه “نتيجة لجهودي، كتب رئيس الوزراء العراقي رسالة بتاريخ 4 تموز إلى وزير النفط العراقي وشركة النفط العراقية سومو لتسهيل تحميل الشحنة المتوقفة حاليًا في العراق مما يحل المشكلة لهذا الشهر”.
وتابع: “وفقًا للمدير العام لشركة سومو، طلب الوزير العراقي توضيحًا من رئيس الوزراء العراقي لتأكيد محتوى الرسالة ويجب يتلقى ذلك اليوم. ووفقًا لشركة النفط العراقية سومو، سيسمح هذا بتحميل الشحنة غدًا على أبعد تقدير”.
وأكد فياض أن “التعاون والتنسيق قائم مع المعنيين في مطار بيروت”، موضحاً أن “الكهرباء ستعود خلال أيام، علما أن كهرباء لبنان لا تزال تزود المطار بالكهرباء حتى اللحظة”، وطمأن بأن “الكهرباء لن تنقطع كليًا لا عن للمطار ولا عن اللبنانيين”، مذكرًا أن “التأخير سببه المستحقات التي تسدد في اللحظة الأخيرة”.
حالة طوارئ للطاقة!
من جانبه، طالب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام على منصة “إكس”، بـ “الإسراع في اتخاذ خطوات وطنية وجريئة لقبول مشاريع الطاقة القطرية وتنفيذها بأسرع وقت، بما أن لا المولدات ولا كهرباء الدولة تلبي حاجة مرافقنا العامة. لإعلان حالة طوارئ للطاقة حماية للسلامة العامة”.
في حين كتب النائب بلال عبد الله عبر منصة “إكس”: “اقتراح القانون حول اللامركزية في قطاع توزيع الكهرباء، الذي تقدم به اللقاء الديمقراطي يشكل الحل المنطقي والعلمي لأزمة الكهرباء، فحبذا لو يعتمد مع الإصلاحات الواردة في القانون رقم ٤٦٢ وخصوصًا إنشاء الهيئة الناظمة. علينا تحضير الأرضية القانونية والإجرائية لجذب الاستثمارات لهذا القطاع”.
معمل دير عمار خارج الخدمة
يأتي ذلك في وقت صدر عن كهرباء لبنان، اليوم الإثنين، بيان جاء فيه: “لمّا كانت الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها حاليًا، يتم إنتاجها فقط من معمليّ الزهراني ودير عمار، حيث تعتمد فقط على شحنات مادة الغاز أويل التي يتم توريدها شهريًا لصالح مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، وذلك بموجب اتفاقية المبادلة المبرمة ما بين كل من الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية، وحيث أن شحنة مادة الغاز أويل الموردة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، والمخصصة لشهر حزيران 2024، قد وصل القسم الأول منها إلى المياه الإقليمية اللبنانية بتاريخ 27/06/2024، وهو يرسو حاليًا قبالة مصب معمل دير عمار، وإن جميع الإجراءات الإدارية والجمركية اللازمة له قد أنجزت بالكامل، بما يسمح له من تفريغ حمولته في خزانات كلي مصبي المعملين المعنيين، ومن جهة أخرى إن القسم الثاني من الشحنة عينها قد وصل بتاريخ 04/07/2024، وهو يرسو حاليًا قبالة مصب معمل الزهراني، ولا يزال بانتظار ورود نتائج فحوصاته المخبرية من مختبرات شركة “Bureau Veritas” في دبي – الإمارات العربية المتحدة، والتأكد منها من قبل شركة المراقبة المكلفة من قبل وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط؛ ولكنه تبين بالتوازي أيضًا، وجود حجز مالي (Financial Hold) على الشحنة بقسميها من قبل المورد نتيجة الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية، ما يحول دون إمكانية المباشرة بتفريغ حمولة القسم الأول للشحنة المذكورة، ومن ثم القسم الثاني منها بعد استكمال الإجراءات الفنية، والإدارية والجمركية اللازمة له”.
وأَردف البيان، “وإزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، تفيد المؤسسة أنها عمدت احترازيًا إلى إبقاء أولوية التغذية بالتيار الكهربائي للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، جامعة لبنانية، المرافق الأساسية في الدولة…)، وذلك من جراء تدني خزين مادة الغاز أويل لديها بشكل حاد جدًا، إذ إنه بنتيجة ذلك تم خروج قسريًا منذ ليل السبت الواقع فيه 06/07/2024، معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل، وتوقيف قسريًا مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني بعد ذروة ليل يوم الأحد الواقع فيه 07/07/2024، وذلك لإطالة فترة عمل المجموعة الأخرى والأخيرة في معمل الزهراني لحوالي أربعة أيام إضافية، علمًا أنه من المرتقب أيضًا أن تخرج تلك الأخيرة عن الخدمة يوم الخميس الواقع فيه 11/07/2024 جراء نفاذ مادة الغاز أويل في حينه”.
وختم: “هذا وأن المؤسسة ستقوم مجددًا بإعادة تشغيل تلك المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريًا، فور تبلغها من المعنيين برفع الحجز المالي عن الشحنة بقسميها، والمباشرة بتفريغ الحمولتين ذوي الصلة تباعًا، وإعادة من ثم التغذية إلى ما كانت عليه. وعليه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان جميع المواطنين الكرام على بينة بأية مستجدات فيما خص التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن”.
مواضيع ذات صلة :
كهرباء لبنان: إعادة إلى محطة رأس بيروت | إضراب لمياومي “كهرباء لبنان” | “4 ساعات كهرباء” بدءاً من مساء اليوم… وميقاتي يطالب بتوزيع عادل للطاقة! |