“دوّامة” الجنوب تُثير المخاوف.. وجهود دبلوماسيّة لمنع أيّ تفلّت غير محسوب!
تواصل القصف المتبادل الذي تعيشه الجبهة الجنوبيّة، على الرغم من أنّه شهد تراجعًا ملحوظًا اليوم مقارنة بالأيام الأخيرة التي شهدت قصفًا عنيفًا وغارات طالت قرى وبلدات جنوبيّة عدّة، مقابل صليات الصواريخ التي أطلقها “حزب الله” باتجاه الجليل والجولان. في وقت تتواصل المساعي والجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى منع توسع الحرب.
في آخر التطورات الميدانيّة، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثامنة والثلث من مساء اليوم، غارة للمرة الثالثة خلال أقل من ساعتين، مستهدفًا بلدة مارون الراس وملقيًا صاروخين جو- أرض على المنطقة المستهدفة.
كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة حولا جهة ميس الجبل.
بينما حلّق الطيران الحربي أكثر من مرة على علو متوسط، فوق القطاع الشرقي، وفوق صور وقرى القضاء وبلداته.
هذا وانفجرت صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وفق ما أفادت “الجزيرة”.
في وقت أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى اعتراض عدد من الصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه كريات شمونة ومستوطنات محيطة.
فيما أعلن “حزب الله” أنّه استهدف عند الساعة 05:05 من بعد ظهر اليوم، ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة.
وعند الساعة 06:00 من بعد الظهر، استهدف “الحزب” موقع الراهب بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة.
وردًا على قصف القرى الجنوبية وخصوصًا في بلدة كفرحونة، قصف عناصر “الحزب” مستعمرة هغوشريم بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
كذلك ردّ “الحزب” على قصف بلدة حولا، باستهداف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة.
كما نعى “الحزب” مصطفى حسن سلمان “أبو حسن” مواليد عام 1991 من بلدة القليلة في جنوب لبنان.
يأتي ذلك فيما أدت الغارات الثلاث على مزرعة آل عمار في جبل طورة، فجر اليوم، إلى نفوق أكثر من 700 رأس ماعز، فيما عُثر على الراعي الذي يعمل في المزرعة، وهو سوري الجنسية، بحالة جيدة.
من جانبها، أدانت وزارة الزراعة في بيان، الغارات التي شنّها الطيران الإسرائيلي “مستهدفًا مزرعة ماعز في جبل طورة – منطقة جزين، ما أدى إلى نفوق المئات من رؤوس الماعز وإلحاق أضرار جسيمة بالمزرعة، وحالت العناية الإلهية دون وقوع أضرار بشرية”.
ولفتت الوزارة إلى أنّ هذا العمل يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي، ويتسبب في أضرار كبيرة للمزارعين اللبنانيين الذين يكافحون من أجل تأمين قوت يومهم والحفاظ على ثرواتهم النباتية والحيوانية.
وطالبت وزارة الزراعة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بـ “التدخل الفوري لإدانة هذا العدوان ولضمان محاسبة المسؤولين عنه”، ودعت إلى تقديم الدعم والمساعدة للمزارعين المتضررين لتعويض خسائرهم.
وأكدت أنها “ستواصل العمل بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان حماية حقوق المزارعين والحفاظ على الثروة الزراعية والحيوانية في لبنان”.
يشار إلى أنّ الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي بعد منتصف ليل أمس على منطقة القليلة واستهدفت سيارة “رابيد” ودراجة نارية، أدت إلى سقوط ضحية وإصابة شخص آخر.
استهداف “رابيد” ودراجة نارية في #القليلة بعد منتصف ليل أمس الأحد pic.twitter.com/NonELgj675
— هنا لبنان (@thisislebnews) July 8, 2024
كما تعرّضت بلدة برج الملوك لقصف مدفعي ثقيل بعد منتصف ليل أمس، مما تسبب بتحطم زجاج العديد من المحال والمنازل في البلدة وأضرار مادية بالممتلكات.
وفي وقت سابق، كانت قد نجت عائلة في بلدة قبريخا بأعجوبة، بعد أن استهدف صاروخ جو- أرض منزلها ولم ينفجر.
جهود دبلوماسية لمنع تفلّت الأوضاع!
أما فيما يتعلّق الاتصالات والتحركات، فقد أعربت مصادر دبلوماسية مواكبة للاتصالات الجارية في شأن الوضع في لبنان عبر عواصم عدة، عن خشيتها الكبيرة حيال تداعيات وآثار وانعكاسات دوامة الاغتيالات المتعاقبة والردود العنيفة عليها، على الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكذلك الأمم المتحدة لخفض التصعيد الميداني والعسكري بين إسرائيل وحزب الله، في انتظار التوصل إلى وقف النار في غزة، بما يتيح استئناف مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل.
وتوقعت المصادر نفسها عبر “النهار” أن تتحرك الاتصالات والجهود بقوة لمنع تفلّت غير محسوب للوضع على الجبهة الجنوبية، من شأنه أن يزعزع كل المساعي لمنع انفجار واسع.
إلى ذلك، استبعدت مصادر رسمية لبنانية عبر “الديار” أن يستمر الجيش الإسرائيلي في القتال على جبهة لبنان، في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة، “وبخاصة أن موقف حزب الله في هذا المجال واضح ومحسوم، ويقول إن وقف الحرب في القطاع سيعني تلقائيًا توقفه عن إطلاق النار من جبهة جنوب لبنان”.
وتوضح المصادر أنّ “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيصل بعد ساعات معدودة من إعلان وقف النار في غزة، كي يحرص على أن ينسحب ذلك أيضًا على لبنان، وكي ينتهي من وضع اللمسات الأخيرة على مسودة تفاهم لإعادة الاستقرار إلى منطقة الجنوب”.
مواضيع ذات صلة :
تحذير إسرائيلي إلى سكان برج البراجنة وتحويطة الغدير | الجيش الإسرائيلي: أغرنا على محاور تُستخدم لنقل أسلحة لـ”الحزب” | الجيش الإسرائيلي: هاجمنا عشرات مقرات قيادة ومراكز تابعة لـ “حزب الله” |