حراك رئاسي على خطّ “الخماسية – المعارضة”.. مبادرة “تشاور بلا أعراف”
وسط المواجهات العنيفة جنوباً، قفز تحرك نواب المعارضة إلى الواجهة، فقد اجتمع وفد منها ضم النواب: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وميشال الدويهي والياس حنكش مع سفراء اللجنة الخماسية، التي اجتمعت في قصر الصنوبر بعد ظهر أمس، وتسلم السفراء من الوفد نسخة عن خارطة الطريق الرئاسية التي أطلقوها من مجلس النواب، على أن تلتقي اللجنة خلال اليومين المقبلين الكتل النيابية للبدء بمشاورات جدية تؤدي الى انتخاب الرئيس.
وأكد الوفد على عدم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور مجدداً.
وستعقد لجنة متابعة الملف الرئاسي من نواب قوى المعارضة سلسلة اجتماعات مع الكتل النيابية اليوم ابتداء من الساعة 9:30 في قاعة المكتبة بحسب الجدول مع اللقاء الديمقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، التغييريين والمستقلين.
في السياق، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عن لقاء نواب المعارضة مع سفراء الخماسية عبر mtv أن أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجد وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة وهم يسعون إلى الحوار مع باقي الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح.
وشارك في اللقاء الى جانب موسى سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والاميركي ليزا جونسون.
ومبادرة المعارضة مبنية على الاقتراحين العمليين التاليين، كحل عاجل لوقف تعطيله وإنقاذ البلاد من أزمتها الدستورية:
الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على ان لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن طرح المبادرة من قبل المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي يتوقع له أن يتفاعل لاسيما أنه جاء واضحا ومقيدا بتوقيت معين، ما يعني أن الجواب على هذا الطرح يجب أن يأتي سريعا.
ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن نجاح الطرح يتوقف عند بعض الأمور لعل أبرزها تجاوب فريق الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار الذي يختلف عن حوار أو تشاور المعارضة، ومن هنا تتظهر الصورة في الأيام المقبلة، داعية إلى ترقب ردة فعل الأفرقاء المسيحيين من هذا الطرح.
وقلّلت مصادر التيار الوطني الحر من تحرك نواب المعارضة، في حين أن عين التينة ما تزال تتمسك بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري لإيجاد حل لمعضلة انتخابات الرئيس.
واعتبرت الأوساط ان تعدد المبادرات والاجتماعات لا يخدم الموضوع المتعلق بالعملية الانتخابية.
وقالت اذا كانت دعوة رئيس المجلس للحوار عرفاً غير مقبول، فإن الاقتراحين اللذين تقدما بهما يشكلان اعرافاً غير مسبوقة ايضاً.
سفراء “الخماسية” إلى إجازة
وتلفت المصادر المواكبة لتحرُّك سفراء “الخماسية” لـ”الشرق الأوسط” إلى أن مهمتها بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية اصطدمت بعدم استعداد معظم الكتل النيابية للتلاقي في منتصف الطريق لإحداث خرق يمكنهم التأسيس عليه لوقف التمديد للشغور الرئاسي إلى أمد طويل، لا سيما أنهم على قناعة بأن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على غيره من الخيارات، ويشكل قاعدة للتوافق على تسوية رئاسية تمنع البلد من التدحرج نحو المجهول.
وترى المصادر نفسها أن عدم تجاوب النواب مع مسعى “الخماسية” سيدفع معظم سفرائها للسفر إلى بلادهم لتمضية إجازاتهم الصيفية بانتظار التوصل إلى وقف للنار على جبهتي غزة والجنوب يكون حافزاً لهم لمعاودة نشاطهم في أوائل آب، وتؤكد أن عضو “الخماسية”، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، يستعد لمغادرة بيروت إلى الرياض في الساعات المقبلة للتشاور مع كبار المسؤولين السعوديين المعنيين بالملف اللبناني فيما آلت إليه الاتصالات التي أجرتها “الخماسية” لإحداث خرق من شأنه أن يفتح كوّة لإخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها، نظراً لانسداد الأفق أمام انتخابه.
وتقول المصادر إن “الخماسية” على استعداد في أي لحظة لمعاودة تشغيل محركاتها في حال تبدّلت المعطيات الداخلية لمصلحة تسهيل انتخاب الرئيس، وترى أنها أعطت لنفسها إجازة تمتد إلى أوائل الشهر المقبل لاعتقادها أنها كافية لاختبار ما ستؤدي إليه الضغوط الأميركية على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وتلك المصرية والقطرية على قيادة حركة “حماس”، للتوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية التي يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان.
مواضيع ذات صلة :
“الخماسية” في قصر الصنوبر! | “الخماسيّة” تعاود حراكها… وجهود دولية جديدة لتحريك الملف الرئاسي | السفير المصري من عين التينة: الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية سيؤدي الى إنفراج بالملف الرئاسي |