الملف الرئاسي أسير “المراوحة”.. والمعارضة تسعى لإظهار “النيات الحقيقية”

لبنان 12 تموز, 2024

تراوح الأزمة الرئاسية مكانها، في ظلّ فشل أيّ مبادرة داخلية أو خارجية حتى الآن، في تحقيق كوة في جدار الفراغ القاتل الذي ينهش الجسد المؤسساتي في الدولة، وينذر بالأسوأ وسط الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشية الصعبة، وغياب أيّ إصلاحات تضع البلاد على السكة الصحيحة مجددًا.

في هذا السياق، رأت مصادر دبلوماسية غربية أنّ الشهر المقبل يشكّل محطة لتزخيم الاتصالات لانتخاب رئيس للجمهورية.

وقالت لصحيفة “الشرق الأوسط” إنّ هذا الشهر يمنح فرصة للنواب، قد تكون الأخيرة، لتهيئة الظروف لإنجاز الاستحقاق الرئاسيّ.

وأضافت: “وإلا سيطول أمد الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل”.

في الإطار عينه، أعلن أحد السفراء المعنيين مباشرة بالأزمة الرئاسية، استطاعة السفراء في الحوارات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أخذ منه ما لم يتوقعوه من تنازلات في ملف الرئاسة، وفق صحيفة “الأنباء الكويتية”.

في وقت كشف مصدر سياسيّ رفيع للصحيفة، عن أنّ أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، خاطب رئيس مجلس النواب أثناء زيارته في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قائلًا: “البابا فرنسيس يتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت”.

بدورها، تقول مصادر نيابية معارضة لـ “اللواء” أنّ عبارة تشاور لن تتحول إلى حوار، والاقتراحان الواردان ضمن طرح المعارضة ليسا قابلين لأي تبديل أو تعديل، وبالتالي نواب المعارضة يستكملون لقاءاتهم حتى نهاية الشهر الحالي، وليس في المقدور الحديث عن فشل أو تقدم او حتى الوصول إلى نتيجة مرضية قبل ختام اللقاءات، وتشير إلى أن المطلوب ممن أبدى دعمه للطرح، المبادرة في اتجاه المعارضة والتعاون معها من دون تلوين المواقف أو وضع ملاحظات، فإما الطرح يمر كما هو وإلا فلا يكون طرح تبنته المعارضة لانتخاب رئيس الجمهورية، معلنة أنّ من كان يعطل تحت حجة غياب التوافق مدعو إلى تشاور نيابي يمكن أن يؤدي إلى انتخاب الرئيس، لا سيما أنه مفتوح على أسماء وخيارات جديدة قد تضم شخصيات تتقاطع عليها جميع الكتل النيابية، إما تعرف بالخيار الثالث أو لا، أما إذا كان الثنائي الشيعي ما زال على تأييده السابق فذاك عائق يصعب تجاوزه.

وتوضح هذه المصادر أنّ المعارضة لا تفكر بتشاور محدود أي تشاور لمن وافق عليه فقط، لأن المعارضة لا تعمل وفق عملية إقصاء أحد أو أنها تسعى إلى تشاور لفرض توجهاتها الرئاسية، والمدخل لانتخاب رئيس الجمهورية ليس مستعصيًا إذا كان الدستور هو الأساس، لافتة إلى أن المعارضة لا تجرب حظها، إنما تسعى إلى إظهار النيات الحقيقية تجاه إتمام عملية الانتخاب، والتمسك بحوار يرأسه رئيس المجلس النيابي يُسقط المعنى الحقيقي للتشاور الذي يشكل صلب الاقتراحين، أما بقاء قراءة المعارضة من دون توثيقها بمسعى أو طرح يدفع إلى جعل الملف أسيرًا متكررًا للمراوحة، وإن التوقيت الذي تم اختياره للطرح ليس مخططًا له، وإنما كان ضروريًا لوضع الأمور في نصابها، وهل هناك نية لأن تتخلى عن المقترحين الأساسيين لمصلحة تسوية يعمل عليها؟ فإن المصادر نفسها تستبعد ذلك لا سيما أن الموضوع المثار ليس تسوية رئاسية إنما انتخابات فعلية لا غبار عليها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us