اهتمامٌ إيطالي واسع بأمن الجنوب اللبناني.. ومخاوف من العودة إلى “مربّع التصعيد”
تتصاعد المخاوف اللبنانية من إمكانية اشتداد المواجهات على جبهة الجنوب، تزامنًا مع المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، والتي يُتوقع أن تنسحب بشكل مباشر على جنوب لبنان. في وقت برزت خلال الأيام الأخيرة مبادرة إيطالية من أجل استتباب الأمن في الجنوب.
في هذا الوقت، أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى من العمليات العسكرية في جنوب لبنان، تمثلت في تركيز القصف على الخط الثاني من المنطقة الحدودية، بعمق يتراوح بين 7 و10 كيلومترات، بعد مرحلة أولى تمثلت في فرض حزام أمني بالنار على الخط الأول وهو البلدات المحاذية للحدود.
بدورها، نقلت صحيفة “اللواء” عن مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، أنها لم تستخف بالكلام التصعيدي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حفل عسكري، حيث تخوفت من عودة إلى مربع التصعيد، وقتل الفرصة التي راهن عليها كثيرون.
وكانت دوائر رسمية لبنانية اعتبرت أن المفاوضات الجارية بين إسرائيل و”حماس” تفتح الطريق أمام تهدئة في الجنوب، وتؤسس لاستقرار لبناني، وتمهد للعودة إلى تزخيم الاتصالات في الخارج والداخل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، والاندفاع باتجاه معالجات مختلفة للأزمات المتراكمة.
في السياق، توقعت مصادر أمنية لـ “الأنباء” الإلكترونية أن تشهد الأيام المقبلة اشتدادًا في المواجهات، معتبرةً أنّ ذلك عادة ما يسبق التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت عن مسؤول أميركي أنّه وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة، تبدو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار.
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية عبر صحيفة “الجمهورية”، أنّ إيطاليا حريصة على عدم العمل منفردة، حيث تستطيع ومن ضمن الاتحاد الأوروبي، العمل من أجل استتباب الأمن في جنوب لبنان.
وأضافت: “لا يجب أن ينسى أحد أنّ لإيطاليا القوة الثالثة في تشكيل وحدات القوات الدولية المعززة (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان منذ توسيع مهمّاتها وزيادة عديدها منذ صدور القرار 1701 في 12 آب 2006، ولم تتغيب عن أي مسعى لتعزيز دور هذه القوة وحمايتها، ومساعدة الجيش اللبناني على أكثر من مستوى على القيام بواجباته في افضل الظروف وفي ظل الأزمة التي تعصف بلبنان، عدا عن حجم المساعدات الإيطالية في مجالات التنمية والشؤون الاجتماعية وخدمة المجتمعات المضيفة للنازحين”.
وأكّدت المصادر “أنّ التعمّق في موقف وزير الخارجية الإيطالي يعني، بالإضافة إلى اهتمامه الدائم بلبنان، تأكيدًا على اهتمام حكومي أوسع، ترجمته زيارات كبار المسؤولين الإيطاليين، ومنهم رئيسة الحكومة التي زارت لبنان من ضمن جولتها على المنطقة، وعبّرت عن اهتمام بلادها بالوضع ككل، ولا يحمل كلامها أي إشارة إلى مبادرة إيطالية منفردة من خارج الجهود الأوروبية والدولية”.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |