الملف الرئاسي سيّد الموقف… وجهود متواصلة لسدّ الفراغ وسط إنتظار هدنة غزة!
بينما تستمر الأزمة الرئاسية في حالة من التأرجح، وبعد فشل المبادرات الداخلية والخارجية في تقديم حلاً للشغور الحاصل، يركز الانتباه المحلي على أي جهود محتملة لتخفيف التعطيل الذي تفرضه قوى الممانعة على هذا الملف الحيوي. وفي هذا السياق، يسود حديث جميع السياسيين حول الملف الرئاسي، مع دعوات شديدة لحلّ الأزمة، في حين يشير الجوّ العام إلى انتظار الهدنة في غزة وعودة الهدوء إلى جنوب لبنان.
فقد رأى مرجع سياسي كبير لـ”الأنباء”، أنه “لا تحرك جديًا قريبًا في ملف رئاسة الجمهورية، لأسباب عدة في طليعتها تحقيق هدنة في غزة، وتاليًا ترقب انفراجات داخلية بين الأفرقاء، تبعًا لحساباتهم من الربح والخسارة من نتائج حرب غزة”.
واستبعد المرجع حصول تطور إيجابي “على خط عقد لقاءات تشاور أو حوار بمن حضر، في غياب أكثرية نيابية تمكن الداعين إلى ذلك من تحقيق مبتغاهم”.
وتناول المرجع فريق الممانعة بالقول: “زمام المبادرة لجهة جمع أكثرية نيابية في يده غير متوافر، ما دام لم يقرر التخلي عن دعمه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ذلك ان التقاطع الذي حصل العام الماضي بين أفرقاء معارضين للممانعة ومقربين من المحور، تم على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، وهذا أمر قابل للتكرار في أي وقت، لكن ليس على المرشح العلني للممانعة أي فرنجية”.
وإعتبر “أن حزب الله لن يستبدل ترشيح فرنجية، إلا بشخص يتمتع بوافر كبير من الثقة لديه”. وسمى أشخاصًا موثوقين من قبل «الحزب»، أحدهم “سلف الحزب موقفًا كبيرًا في استحقاق معروف، يوم أحجم الجميع عن القيام بخطوة لا تصل إلى نصف التي أقدم عليها الشخص المعني”.
الراعي: من الضروري انتخاب رئيس
في المقابل، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي أن “الروح القدس يعمل في كلّ واحد منّا، وبخاصّة في الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام، من أجل حسن بنيان الجماعة الوطنيّة، القائمة على التنوّع في الوحدة”.
وقال الراعي في عظة اليوم الأحد، من الديمان أن :” فلو كان المسؤولون السياسيّون عندنا يصغون الى إلهامات الروح القدس، والى معنى وجودهم، والى أهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم الشأن الوطنيّ العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حفاظًا على حسن سير المجلس النيابي لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء، لكي يستعيد صلاحياته الدستوريّة كاملة، ولكانوا تحمّلوا مسؤوليّاتهم حيال شعبنا الفقير والمحروم أبسط حقوقه الأساسيّة في المأكل والعمل والغذاء وتأسيس عائلة مكتفية، ولقاموا بالإصلاحات اللازمة لكي ينهض الإقتصاد، ويتوقّف نزيف الهجرة”.
موسى: هدنة غزة ستنعكس على الملف الرئاسي
بدوره، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن اللجنة الخماسية مستمرة بعملها، لافتا الى أن حراك المعارضة مهم ويمكن البناء عليه في المستقبل، ومشددا على أن الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوفر الارضية اللازمة لاحداث خرق فيه.
ورأى موسى في مداخلة ضمن برنامج “نهاركم سعيد” عبر الـLBCI، أنه اذا تم التوصل الى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي، آملا استمرار المفاوضات وعدم تعثرها.
وقال: “الحل يأتي أولا من الداخل ومن ثم من الخارج واللجنة الخماسية ترى أن التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الى حلّ في الملف الرئاسي”.
واضاف: “استمرار الفراغ سيكون له تبعات شديدة وصعبة سيتحملها الداخل اللبناني فقط”.
حنكش: مستمرون بالمبادرة
من جهته، أشار النائب الياس حنكش إلى أن “قوى المعارضة مستمرة بالمبادرة وأن لديها اجتماعات هذا الاسبوع مع الكتل النيابية المتبقية وأنها تتعاطى مع الملف بمقاربة تصبّ في نفس خانة المبادرات الاخرى”.
ورأى حنكش في مداخلة ضمن برنامج “نهاركم سعيد” عبر الـLBCI، أن “حزب الله لا يريد رئيسا في الوقت الراهن”، مشددا على أن المطلوب من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يطبق الدستور وأن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وأكد حنكش أنه طالما لا يزال رئيس تيارة “المردة” سليمان فرنجية مرشح الفريق الاخر فان جهاد ازعور لا يزال مرشح قوى المعارضة.
مواضيع ذات صلة :
تحذير دولي من الفراغ في قيادة الجيش | دفع البلاد إلى الخراب! | ملف انتخاب رئيس للجمهورية وضع جانباً.. وتحضيرات لتسوية تخلق شرقاً أوسط جديداً |