أزمة “الحوار” تعيق الملف الرئاسي.. والقوات: “مبروك عليكم باسيل”!

لبنان 15 تموز, 2024

لا تزال الورقة التي طرحتها المعارضة موضع أخذ ورد، وقبيل لقاءات يفترض ان تجمع المعارضة وكل من حزب الله وحركة امل نهاية الاسبوع مبدئياً، التقى وفد نواب المعارضة: غسان حاصباني، ميشال الدويهي، اشرف ريفي وبلال الحشيمي، ظهر اليوم في مكتبة مجلس النواب، مع وفد من كتلة” التوافق الوطني” ضم النائبين حسن مراد ومحمد يحي، وجرى البحث في المبادرة التي اطلقها نواب المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.

في السياق اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور هي دليل حيوية، داعيًا إلى الإيجابية في هذا الملف.
وأوضح أنّ أن الأساس هو التلاقي اللبناني- اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي.
وعن مبادرة المعارضة، لفت البزري إلى إيجابية استجدت في المواقف لجهة القبول بمبدأ الحوار والتشاور داعيًا للبناء على هذه الإيجابية على الرغم من نقاط الخلاف حول شكل الحوار وما إذا كانت الدعوة قبل جلسات الانتخاب أو بعد.
ولفت البزري إلى أن الأزمة الرئاسية كانت موجودة قبل حرب غزة ولكن الحرب زادت الأمور تعقيدًا، داعيًا إلى تحصين الداخل وعدم إنتظار سلة الحلول الدولية والإقليمية إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية.

من جهته، أكّد النائب بلال الحشيمي لـ”مالكرزية” ان “البلد بحاجة الى انتخاب رئيس خاصة في المرحلة الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، خاصة ابناء الجنوب”، مشددا على ان “أجواء الحلحلة التي نسمعها في ما خصّ غزة، قد يكون لها وقعها على لبنان، وهذا يعني ان المفاوضات ستبدأ وبالتالي نحتاج الى رئيس كي يتعامل معها. البلد يعيش حالة فراغ في حين ان التفاوض عاد الى طبيعته بين الاميركيين والايرانيين، علماً ان لبنان ورقة بيد ايران عن طريق حزب الله، هذا ليس صحيا بالنسبة للبنان، لأن ايران تفتش عن مصلحتها الخاصة وتعتبر لبنان بلدا استراتيجيا لها وتسيطر عليه في الوقت الحاضر، لذلك من مصلحتنا ان ننتخب رئيسا. من هذا المنطلق كانت مبادرة المعارضة، من اجل ان تقول للفريق الآخر وللجنة الخماسية بأنها تمد يدها”.

ولفت الحشيمي الى “أننا لا نقول حوارا، لأن كلمة حوار لم تعطِ نتيجة، منذ العام 2006 حتى اليوم كل الحوارات لم تُطبّق مقرراتها، لذلك لا يمكن اليوم إجراء حوار فيصبح عرفاً، لأن المشكلة ان الاعراف الجديدة يتحكم بها القوي. نريد ان يسير البلد تحت امرة الدستور فقط لا غير”.

في المقابل، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميل في حديث لقناة “المشهد”: “نحن نحاول أن نقوم بواجباتنا في الملف الرئاسي، ونعلم أن حزب الله لا يريد رئيساً لأنه لا يريد في ظل هذه المعركة أن يكون هناك محاور آخر غيره في مفاوضات وقف الحرب. لو إنتخٌب رئيس للجمهورية سيكون هو المفاوض، بينما حزب الله يفاوض لتحقيق مصلحته ومصلحة إيران لا لبنان”.

واعتبر الجميل، “مفتاح الحل في إيران، لذا يجب الضغط عليها من قبل المجتمع الدولي لتكف عن زعزعة استقرار لبنان وتمويل ميليشيا خارجة عن الشرعية والكف عن تسويق نفسها أنها الوحيدة التي تحارب اسرائيل، فهي يمكنها القيام بذلك من أراضبيها وبعناصرها وجيشها، ونرفض تعريض الشعب اللبناني، وإن كان مواليًا لها، للأذى”.

وتابع، “نحن نعترض على منطق الفرض وسياسة وأسلوب حزب الله لمحاولة إيصال فرنجية المعتمدعبر تعطيل المسار الديمقراطي ورفض التكلم عن أي مرشح آخر”.

وقال الجميل: “نحن اليوم في حالة صمود ولكن لا شك اننا نتعرض لحملة تخوين وترهيب وتهديدات وعلى المجتمع الدولي أن يعي مسؤولياته في لبنان وأن يضغط على إيران للسماح للشعب اللبناني بأن يعيش حياة كريمة. أحلامنا مخطوفة وأمالنا ومستقبل اولادنا مخطوف ونحن اليوم بحاجة لكل العالم للخروج من هذا المأزق”.

وكانت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، قد أعلنت أن “محور الممانعة يواصل نشر المغالطات في الفضاء السياسي والإعلامي، ولا يمكن القفز فوق هذه المغالطات من دون تصويبها كي لا يعلق أي تفصيل غير صحيح في ذهن أحد من اللبنانيين”.

وأضافت الدائرة في بيان: “- أولا، للذين يُبدون حرصهم على مبدأ الحوار ويدعون المعارضة إلى القبول بهذا الحوار، نلفت انتباه هذا البعض بان المعارضة تقدمّت باقتراحين للحوار من دون المس بالدستور، وما على الممانعة سوى ان تختار المقاربة التي تريدها من هاتين المقاربتين.

– ثانيا، للذين يسألون عن الدوافع وراء رفض طاولة الحوار الرسمية نقول لهم بان الناظم للانتخابات الرئاسية هو الدستور، والخروج عنه مرفوض، والدستور لا ينص على أي طاولة حوار رسمية، بل على العكس يفرض عند شغور سدة الرئاسة إلى التئام المجلس النيابي فورا حتى من دون دعوة رئيسه، وممارسة واجبه الانتخابي حتى انتخاب الرئيس العتيد.

– ثالثا، قال البعض، أمس، إن “التمترس وراء آراء جامدة لا يفيد”، ولكن بربكم من الذي يتمترس وراء آراء جامدة ولا يتحرك قيد أنملة، أليس من رشح الوزير السابق سليمان فرنجية ولم يحد عنه لحظة واحدة منذ سنة نصف حتى الآن، أم الذي رشح النائب ميشال معوض ومن ثم رشّح الوزير السابق جهاد أزعور، ويعبِّر في كل مناسبة عن قبوله الذهاب إلى مرشح ثالث؟

ومن هو الفريق المتمترس وراء آراء جامدة، هل من قدّم ثلاث مقاربات للخروج من المأزق الرئاسي، أم من يصر على مقاربة واحدة غير قابلة للتحقُّق؟

– رابعا، للذين يتكلمون عن الطعن بالظهر نذكرهم بان كل ما نفعله هو طرح بعض الاسئلة المشروعة في الظرف الخطير الذي نعيشه، وطرح مخارج للمأزق الذي ورطوا أنفسهم به وورطوا البلد معهم، ومن طعن أكثرية الشعب اللبناني في ظهره هم الذين زجوه في حرب لا مصلحة لأحد فيها سوى إعلاء شأن إيران في المنطقة.

– خامسا، للذين يلمحّون بعلاقة مستجدة مع النائب جبران باسيل نقول لهم ألف مبروك عليكم شرط ان تحافظوا عليه للأبد ان شاء الله.

– سادسا، للذين يحرصون على عدم عزل “القوات اللبنانية” والمعارضة نقول لهم ألف شكر على حرصكم، ولكن ما أعطاه الناس لا قدرة لأحد على عزله”.

إلى ذلك، أفاد مصدر مقرب من “الثنائي الشيعي” بأن قوى المعارضة أرادت الخروج من مأزقها من خلال خريطة الطريق التي طرحتها، والتي تعمدت فيها تجاوز رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في وقت يقر الخارج قبل الداخل بدوره المحوري في اجتراح الحلول وتدوير الزوايا.

واعتبر المصدر في حديث لـ”الأنباء” الكويتية أن المعارضة أرادت بذلك رفض مقترحها، لأن التوافق عليه سيؤدي إلى الحوار الذي ترفضه المعارضة، الأمر الذي يطرح تساؤلا: “هل إن كل هذه المبادرات تريد فعلا إيجاد حل للأزمة الرئاسية أم انها لتسجيل المواقف، او تقطيع الوقت في انتظار توافر الظروف الإقليمية المناسبة لذلك؟”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us