“لا دخان أبيض في الأفق الرئاسي”.. المعارضة تتمسّك بمبادرتها و”الممانعة” تتعنّت!
لا يزال الملف الرئاسي يراوح مكانه في ظلّ فشل أي مبادرة حتى اليوم في فتح كوة في جدار الفراغ، حيث لا دخان أبيض يلوح في الأفق، أو بشرى عن حلحلة ممكنة في المدى المنظور.
وفيما تتواصل مبادرة قوى المعارضة رغم تعنّت محور الممانعة وتمسكه بمواقف وطروحات خارج الإطار الدستوري، ردّ عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي على الاتهام الموجه إلى المعارضة بأن الهدف الوحيد من مبادرتها الأخيرة رمي تهمة التعطيل الرئاسي على الفريق الآخر، حيث لفت إلى أنّ هذا “الاتّهام هو استخفاف بعقول الناس. بشكل واضح، المعارضة تطلب تطبيق الدستور، وبالتالي كيف تكون هي التي ترمي التهم من جانب إلى جانب آخر؟ من لا يلتزم بالدستور ويحترمه هو من يعطل العملية الانتخابية، كـ “الحزب” الذي يتشبث بمرشحه ولا يريد أن يطرح مرشحًا آخر. بالتالي، من غير المسموح أن يحاول أحد الاستخفاف بعقول الناس وتغيير الأمور ليتحول إلى ضحية فيما هو بشكل واضح المرتكب”.
وعن فرص نجاح مبادرة المعارضة، أشار في مقابلة مع موقع “القوات اللبنانية”، إلى أنّ المبادرة هي أولًا لإظهار عدم القبول بما يجري حاليًا، ففي السياسة الكلمة موقف، فكم بالحري إذا اجتمع 30 أو 40 نائبًا حول موضوع معين. أما بالنسبة لفرص النجاح، فللمبادرة جانبان: أولهما أن يقتنع المعطل، أي من يقفل البرلمان ومعه “الحزب”، أنه يجب الاحتكام إلى نص الدستور. الجانب الثاني، إمكانية انضمام نواب آخرين للمعارضة، بالتالي يصبح هناك ثقل أكبر في البرلمان لمحاولة تغيير الأمور بالاتجاه السليم لانتخاب رئيس ضمن الآليات الدستورية.
أضاف: “عندما نتحدث عن حوارات ولقاءات، ذلك يختلف تمامًا عمّا يطرحه الرئيس بري عن حوار تحت عباءته ويتمسك بذلك وكأنه جانب ميثاقي. لا يمكن لإنسان بمفرده تحويل أي نقطة إلى ميثاق، وكل ما هو ميثاقي داخل بالثقافة اللبنانية والهوية اللبنانية”.
في السياق أيضًا، أشارت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء”، إلى أنّ خارطة طريق المعارضة في الملف الرئاسي سوف تحط رحالها في لقاء وفد المعارضة مع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة بعد ذكرى عاشوراء، وإن سبقتها مناخات متشنجة وسجالات متبادلة، إلا أن اللقاء بين المعارضة ووفد الكتلتين لا يزال قائمًا وهذا ما أكده النائب غسان حاصباني.
المصادر أفادت بأن وفد المعارضة سيشرح نقاط الخارطة وسيشدد على الالتزام بها، موضحة أنّ لكل فريق مقاربته، وليس بالضرورة أن ينشأ خلاف خلال الاجتماع مع الكتلتين بسبب ما تمّ تداوله من أجواء ومواقف مسبقة.
فيما قالت المصادر إن اللجنة الخماسية لم تتبنَّ أي طرح رئاسي ولم تصرح بذلك، لكنها تؤيد كل ما من شأنه تنشيط الملف الرئاسي.
إلى ذلك، كشفت مصادر “الجمهورية” أن لقاء نواب المعارضة مع وفد من “التكتل الوطني المستقل” كان عاديًا، تَبادلَ خلاله الجانبان وجهة نظر كل منهما بصراحة كلية من دون أن يحمل أي طرح أو أي عنصر أو تفصيل جديد.