“المعارضة” تلتقي “الثنائي” الجمعة والإثنين.. هل تذلل “الشروط المسبقة”؟
غابت الحركة الداخلية بسبب عطلة ذكرى “عاشوراء” أمس، فيما استمرت الاتصالات والمشاورات وخصوصا تحرك لجنة نواب المعارضة، التي تستكمل لقاءاتها مع الكتل بشأن خريطة الطريق التي طرحتها لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي، في حين يتجاهل رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المبادرة، ويؤكد أنه لا جديد في التحركات وأن الأمور مجمدة.
وستلتقي قوى المعارضة خلال أيام بالثنائي الشيعي لإطلاعهم على خارطة الطريق لانتخاب رئيس، وبحسب مصادر سياسية مطلعة على حركة وفد المعارضة لموقع “هنا لبنان” فإنّ اللقاء لن يكون مع نواب الثنائي الشيعي مجتمعين، بل إنّ اللقاء مع كتلة التنمية والتحرير سيعقد نهار الجمعة المقبل بينما اللقاء مع نواب كتلة الوفاء للمقاومة سيكون نهار الإثنين حيث سيتم شرح نقاط الخارطة.
وفي السياق، اعتبر عضو كتلة حزب الكتائب النائب سليم الصايغ أنّ مجرد القبول بالدعوة للتشاور خطوة إيجابية ومتقدمة تفتح أفاقاً للمستقبل ولا بدّ من البناء عليها، وهذا اللقاء السياسي يمكن أن يكون مسهلاً حقيقياً لعملية إنتخاب رئيس الجمهورية.
ودعا الصايغ نواب حزب الله وحركة أمل إلى أخذ خارطة طريق المعارضة من دون خلفيات وأفكار مسبقة غير موجودة في النص، مشيراً إلى أنّ هناك نوعاً من القناعة ونضج لهذه المسألة عند كثر، لذلك علينا أن نبرهن أن المبادرة هذه تأتي على وقع قرع طبول الحرب، ولذلك يجب أن يكون موقفنا موحداً بعيداً عن الشكليات أو الشروط المسبقة والتوقف فقط عند الدستور لأن الدساتير توضع بشكل واضح وتعطي مرونة للإبداع والخلق من دون جمود.
بدوره، قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني: “لدينا تصور ونتمنى أن يكون هناك فكر منفتح خلال لقائنا مع نواب الثنائي الشيعي، فنحن قد نختلف على الكثير من الأمور داخل مجلس النواب لكن أن نتشاور حول شؤون دستورية وإستحقاقات وفق الدستور فذلك مشهد إيجابي بالنسبة لنا، وهو يبرهن أنّ نواب المجلس ممكن أن يتواصلوا مع بعضهم البعض ضمن المجلس النيابي”.
واشار حاصباني إلى أنه في ظل الجو التشاوري هذا نحن منفتحون على كل الكتل النيابية التي لها نية حقيقية للتشاور لافتاً الى أن هناك تجاوباً من قبل البعض على خارطة طريق المعارضة وهناك نية واضحة لوضع هذه الخارطة على الطاولة لمناقشتها وأيضاً هناك من لديه ملاحظات وسنرى عند النقاش حولها ماذا سيحصل.
أما النائب التغييري ميشال الدويهي فقد شدد على أنه لن يتوقع الكثير مما سيحصل خلال اللقاء مع نواب الثنائي الشيعي لكنه رأى أن هناك محاولة جديدة من قبل نواب قوى المعارضة عبر الخريطة التي وضعوها والتي يقومون بتسويقها وشرحها على الكتل النيابية لفتح نافذة او تحقيق خرق ما لترسيخ منطق عدم تخطي الدستور من أجل عدم إبتداع الأعراف في بلد كلبنان.
الأفق سيبقى مسدودًا؟
وفي الإطار نفسه، يرى مصدر نيابي لـ “الأنباء الكويتية” أن انسداد الأفق الرئاسي وعلى رغم الجهود التي بذلت في الداخل والخارج سواء من “اللجنة الخماسية” المؤلفة من سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية، ومن المبادرات الداخلية التي قادتها كل من كتل “الاعتدال الوطني” و”اللقاء الديمقراطي” و”التيار الوطني الحر”، لم تؤد إلى انتخاب رئيس.
هذا الأفق المسدود سيبقى قائما بحسب المصدر نيابي “إلى أن تتكون أكثرية وازنة تصوت لشخصية تحمل مواصفات مقبولة من أكبر شريحة ممكنة من القوى السياسية ومقبولة من الخارج، الا أن موعد الانتخاب لا يزال مجهولا، ولم تنضج بعد هوية صاحب الفخامة في انتظار جلاء غبار الحرب في غزة وعلى الجبهة الحنوبية”.
ويتابع المصدر النيابي القول: ان الأزمة القائمة في عملية انتخاب الرئيس تترجم نفسها عند كل استحقاق، وهي انعكاس للأزمة السياسية العميقة التي يعيشها لبنان نتيجة الخلل في إدارة شوؤنه عل مدى عقود من الزمن.