إسرائيل تكثّف الاغتيالات و”الحزب” يردّ.. وتوسع الحرب على “حافة الهاوية”

لبنان 19 تموز, 2024

كثّفت إسرائيل عمليات استهداف واغتيال مقاتلين وعناصر في صفوف “حزب الله” كما في صفوف “الجماعة الإسلامية” في الآونة الأخيرة، إذ لم يدم انحسار المواجهات العنيفة في جنوب لبنان طويلاً، فيما أخذ الحزب طابع رفع وتيرة القصف الصاروخي واستخدام صواريخ ثقيلة.

ولكن اللافت في الأمر أن واشنطن وقبيل استقبالها نتنياهو مضت في الضغط لمنع اتساع التصعيد واستبعدت الحرب الشاملة، إذ أعلن البيت الأبيض أنه لا يرى أي مؤشرات على حرب شاملة على حدود لبنان وإسرائيل.

فعلى الصعيد الميداني، سقطت قذيفتان قرب مخفر الدرك مفرق المرج في بلدة حولا، كما استهدف قصف مدفعي أطراف بلدة كفرحمام.

من جانبه أعلن “حزب الله” عن قصف للمرة الأولى مستعمرة أبي ريم بصواريخ الكاتيوشا.

وكان قد اتسم أمس بكثافة عمليات الاستهداف التي قامت بها المسيّرات الإسرائيلية إذ قتل بنتيجتها القيادي في “الجماعة الإسلامية” أبو محمود محمد جبارة جراء غارة في منطقة غزة في البقاع الغربي. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق البلدة، ما أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية أخرى منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي.

وفي موازاة ذلك على الجبهة الجنوبية أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور واستهدف عنصراً من “حزب الله” هو حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم الذي نعاه الحزب.

وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني. واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجّه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع، بلدة عيتا الشعب. وأغار الطيران المسيّر على غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، أطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين. وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في أجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.

في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه قصف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء عن اطلاق نحو 20 صاروخ “بركان” من جنوب لبنان في اتجاه شمال إسرائيل.

وأعلن الحزب مساءً أنه “ردا على الاعتداءات والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في بلدتي غزة وجبال البطم شن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة فيلون مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية، جنوب شرق مدينة صفد واستهدف أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها”.

وفي المقابل كشف مصدر غير سياسي لـ”الأنباء الكويتية” أن “مقاربة المستوى الدبلوماسي لمسار المواجهة المفتوحة على طول الحدود الجنوبية تغير عما كان عليه في السابق. وبينما كانت اللغة الدبلوماسية قبل أسبوع تتحدث عن استمرار الستاتيكو الراهن على ما هو عليه إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تبدل الحديث أخيرا، لا بل انقلب رأسا على عقب، بالقول انه عليكم توقع المفاجآت غير السارة من بنيامين نتنياهو، الذي سيعود من واشنطن أكثر تفلتا، وغير آبه بكل الضغوط التي تمارس عليه لمنع توسيع الحرب”.

وأوضح المصدر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفق ما يقول رؤساء البعثات الدبلوماسية، لن يتردد في إعطاء الموافقة على عمليات عسكرية في لبنان تؤدي إلى ارتكاب مجازر كما حصل في المواصي في خان يونس. وحسنا فعل حزب الله وحركة أمل بإلغاء المسيرات العاشورائية في الجنوب لاسيما في صور والنبطية والخيام، لأن الإسرائيلي لن يتردد في استهداف أي شخصية موجودة في عداد المسيرة، حتى لو أدى ذلك إلى عشرات لا بل مئات الخسائر البشرية.

وأكد المصدر أن نتنياهو أعطى تعليمات مباشرة على المستوى العسكري – الأمني الإسرائيلي، بتصعيد عمليات الاغتيال لقيادات في حزب الله ايا كانت التداعيات. والخطير أن الموفدين الأمنيين الذين زاروا بيروت أخيرا والتقوا مع ممثلين من حزب الله، ليست لديهم معطيات عن طبيعة العمليات العسكرية والأمنية في المرحلة الثالثة، لا في قطاع غزة ولا في لبنان. والأرجحية أن نتنياهو لن يذهب إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، إنما الانتقال إلى المرحلة الثالثة من دون اتفاق، بحيث تبقي يده هي الطولى في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية التي يقول يعتبرها انتقائية.

وأشار إلى أن هذا الأمر لن يقبل به على مستوى حزب الله، لأن إباحة العمليات الأمنية في لبنان من قبل إسرائيل تعني استمرار الحرب. كما أن التصعيد في الاستهدافات ومستوى القيادات التي قد يلجأ الإسرائيلي إلى استهدافها، قد يجعل الحزب غير قادر على الاستمرار في عملية ضبط النفس، وبالتالي فإن توسع الحرب على حافة الهاوية.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us