أفق الحلّ السياسيّ “غير مسدود”.. قلقٌ روسي ومساعٍ لتجنّب “الانفجار الكبير”
لا تزال الجبهة الجنوبية تُشعل المخاوف من خطر الانزلاق في أي وقت إلى حرب واسعة كارثية، قد تتحول إلى صراع إقليمي يهدد المنطقة ككل. في وقت يترقّب لبنان استحقاق التمديد لـ “اليونيفيل”.
فقد كشفت مصادر سياسية رفيعة، في حديث لـ”الجمهورية”، أنّ احتمالات الحلّ السياسي للمنطقة الجنوبية لا تبدو ممكنة في المدى المنظور، ربطًا بتعثر المفاوضات الجارية لبلوغ صفقة تنهي الحرب بين الجيش الاسرائيلي وحركة “حماس” في قطاع غزة، من شأنها أن تلفح جبهة الجنوب اللبناني.
وقالت المصادر إنّ مفاوضات الصفقة متعثرة حتى الآن، إلّا أنّ أفقها لا يبدو مسدودًا، وبالتالي قد تحصل مفاجآت في أي لحظة.
وردًا على سؤال إذا ما تعثرت الصفقة بشكل كامل، واستحال الوصول إليها مع الإدارة الأميركية الحالية، أجابت المصادر: “واضح أنّ إدارة بايدن تدفع إلى إنجاز الصفقة، ولكن إن تعثرت، وحصلت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية وفاز فيها دونالد ترامب، فسنكون أمام إدارة جديدة قد تكون نظرتها إلى الحرب في غزة مختلفة، وكذلك إلى جبهة الجنوب”، لافتة إلى أنه “ليس أكيدًا هنا إن كان آموس هوكشتاين سيبقى في موقعه ممسكًا بملف الحدود الجنوبية والحل السياسي بين لبنان وإسرائيل، وأنه الأرجح إن فاز ترامب أن يغادر هوكشتاين موقعه، وعندئذ نعود إلى نقطة البداية من جديد مع وسيط أميركي جديد على شاكلة دايفيد شينكر أو ما يعادله”.
في هذا الوقت، ينتظر لبنان مسودة قرار التمديد لقوات “اليونيفيل” الذي تحضره فرنسا، وسط محادثات مع قوى دولية فاعلة لتسويق المطلب اللبناني القائم على تمديد ولايتها في شهر آب المقبل، من دون تعديلات.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ”الشرق الأوسط” إنّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب الذي يزور نيويورك في هذا الوقت، “أجرى اجتماعات عديدة مع جهات معنية بالشأن اللبناني”، مشيرة إلى “أن لبنان ينتظر مسودة القرار الذي تحضره فرنسا بصفتها حاملة القلم، وستتسلمه الوزارة أوائل شهر آب المقبل”.
إلى ذلك، أفادت مصادر وزارية معنية، بأن لبنان لم يتبلغ حتى الآن، بأي رسائل دولية حول تغييرات محتملة في ولاية “اليونيفيل”، رغم المعلومات التي تتحدث عن تغييرات تطالب فيها إسرائيل، ويرفضها.
على خط الوضع السياسي الداخلي، كان لافتًا زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط فلاديمير سافرونكوف إلى لبنان ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
في السياق، كشف سفير لبنان في موسكو شوقي بونصّار لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أن زيارة سافرونكوف إلى لبنان تندرج في سياق جولته إلى الشرق الأوسط، والتي زار فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولبنان، كما سيكون له زيارات أخرى لدول المنطقة وهي تأتي بصفته المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لافتًا إلى أنّه كان مقررًا أن يلتقي سافرونكوف أيضًا بعض القيادات الأمنية ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب لكنه موجود خارج البلد.
بونصّار رأى أنَّ الزيارة هي متابعة روسية للأوضاع المتفجرة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا لبنان، مؤكدًا أنَّ الهدف منها استكشاف الأجواء أكثر في المنطقة بمناسبة تولي روسيا الدوري رئاسة مجلس الأمن خلال شهر تموز الحالي كونها دولة صديقة للبنان، ناقلًا قلق المسؤولين الروس حيال البلد والمنطقة وبذلهم مساع حثيثة لتجنب الانفجار الكبير.
مواضيع ذات صلة :
بالتفاصيل: إنذار إسرائيلي للضاحية.. وإنذاران للجنوب! | الجنوب تحت نيران القصف العنيف… وتحذيرات إسرائيلية جديدة! | الغارات على الجنوب لا تتوقف… وللجيش اللبناني حصة من الإستهداف! |