“لا حوار ولا تشاور” وكل المبادرات مجمدة.. الملف الرئاسي في دائرة الانتظار!
لم يسجل أي جديد في مسألة الملف الرئاسي، في ظل اصرار محور الممانعة على قرارهم وإغلاق كل باب يفتح في وجه لبنان ينقذه من الشغور الرئاسي، ورغم كل المبادرات الخارجية إلا أن الحل الأمثل لانجاز هذا الاستحقاق يبدأ من الداخل اللبناني.
وفي السياق، أكد مصدر ديبلوماسي عربي أن “الملف الرئاسي لا يزال في دائرة الانتظار محليًا ودوليًا لاعتبارات تتعلق بالانقسام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية وبما يحصل من عدوان إسرائيلي على لبنان وترقب ما ستسفر عنه مفاوضات وقف النار في غزة والتفاهم على الهدنة وتبادل الأسرى ما سينعكس على لبنان”.
وقال المصدر لصحيفة “الأنباء الكويتية”: “لا حوار ولا تشاور. وكل المبادرات والمساعي مجمدة حتى جلاء الصورة الخارجية ومدى تأثيرها على الساحة اللبنانية. وكل ما يجري من لقاءات واجتماعات بين الأطراف السياسية هو إجراء شكلي وروتيني، وقرار حسم انتخاب رئيس للجمهورية مؤجل وأمامه تطوران بارزان قبل البت بعملية الانتخاب.
وأضاف، “أولًا: انتظار نتائج المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، وثانيًا: إجراء الانتخابات الأميركية التي يعول عليها الكثير من القضايا في الشرق الأوسط ومنها لبنان”.
وشدد على أن “الحل يبدأ من لبنان ويسوق إلى الخارج، وليس العكس”.
لا جديد ولا لقاء
كما أنه لم يسجل أي جديد أمس في ظل معلومات تؤكد أنه لن يكون هناك اي لقاء بين وفد نواب قوى المعارضة وكل من كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” للبحث في مبادرة المعارضة الرئاسية. وكذلك أفادت هذه المعلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو الى جلسة مناقشة او مساءلة حول الوضع على الجبهة الجنوبية.
وكان وفد نواب المعارضة غسان حاصباني والياس حنكش وميشال الدويهي قد التقى قبل ظهر أمس في ساحة النجمة النواب المستقلين: ايهاب مطر وجان طالوزيان والوزير جورج بوشكيان، وذلك استكمالا للقاءات نواب المعارضة مع الكتل النيابية في إطار المبادرة التي أطلقوها حول الاستحقاق الرئاسي، وبعد ذلك التقى نواب المعارضة النائب جميل السيّد في حضور طالوزيان.
إلى ذلك أكّد رئيس “مجموعة العمل الأميركيّة من أجل لبنان” إدوارد غابرييل لقناة “الجديد”، أمس، “أنّني لا أعتقد أنّه سيتمّ انتخاب رئيس للجمهوريّة في المدى القريب، لأنّنا نحتاج إلى المزيد من المشاورات، ولكن يمكن المضي قدمًا في مسألة الحدود”. وقال: “إنّنا ضدّ أيّ شكل من أشكال التصعيد، و”حزب الله” وإيران عبّرا سابقاً عن عدم رغبتهما في التّصعيد أيضاً”.
بدوره، أشار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، أمس الثلاثاء، إلى “أننا لسنا ضد الحوار وداخل المعارضة وخارجها نحن ندعو الى تسهيل التشاور، ولكن دون أن يأخذ اي طابع رسمي، كي لا نعدّل قواعد الانتخاب، وان نشرط اجراء الانتخابات بالحوار أي ادخال قواعد جديدة على طريقة انتخاب رئاسة الجمهورية”.
ولفت، في مقابلة عبر الـ”OTV”، إلى “أنني أحاول أن أبحث عن مخارج، لأن النقاش في البلد يهمني شرط ألّا يكون للنقاش طابع رسمي كي لا يكون هناك تعديل لقواعد الانتخاب”، موضحًا “أننا نرفض مأسسة الحوار واي صيغة غير رسمية للنقاش والحوار نحن مستعدون لها وجاهزون لتسويقها على صعيد المعارضة”.
وقال الجميّل: “المأسسة تعني إرسال كتاب باسم مجلس النواب يعطي الحوار طابعًا رسميًا وعندما تكون هيئة مكتب المجلس هي التي تنظم، ونحن مع اجتماع سياسي بعيدًا عن الشكليات التي لها طابع رسمي، وقد تفسّر بأنها آلية جديدة في عملية انتخاب الرئيس”، مشيرًا إلى “أنني أرفض أي دعوة تمسّ بالدستور ومأسسة الحوار مسّ بالدستور وحاضرون لأي نقاش غير رسمي”.