بعد سقوط مبادرتها الرئاسية.. “المعارضة” تدرس خيارات “المواجهة”
بينما يستمر تعطيل الإستحقاق الرئاسي بسبب عرقلة بعض القوى السياسية للمبادرات وتمسكها بمواقف معينة تخدم مصالحها وانتظارها لنضوج الطبخة الإقليمية، لم يتوقف السجال بين عين التينة ومعراب.
فقد نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن اساس المشكلة الرئاسية داخلي، وحلها جاهز عبر ثلاثية: “تشاور فتوافق فانتخاب” ودون هذه الثلاثية لا مجال لانتخاب رئيس الجمهورية. ليسارع، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للرد عليه، معتبرًا ان رئيس المجلس افصح عن مكنوناته كلها دفعة واحدة، بطرحه هذه الثلاثية الجديدة لانتخاب رئيس، وقال: ان معادلة الرئيس بري الجديدة تحوّل المجلس النيابي الى “لويا جيرغا”.
“خطة المواجهة”
في السياق، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن قوى المعارضة بدأت بدراسة أفكار لما بعد “المبادرة الرئاسية” التي سقطت نتيجة أسباب عدة، أبرزها رفض “الثنائي الشيعي” البحث بها وحتى اللقاء بالنواب. وترتكز المعارضة التي تدرك عدم امتلاكها الأكثرية النيابية لإيصال رئيس للجمهورية على قدرتها على التعطيل، ومنع “الثنائي” من الإتيان بمرشحه الرئاسي الذي لا يزال يتمسك به حتى الآن، وهو رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية. خطة المواجهة ليست كاملة أو واضحة حتى الآن، إنما “هدفها الأساسي سيكون المحافظة على البلد ورفض أخذه رهينة بيد حزب الله ومن خلفه إيران”، بحسب ما يؤكد النائب أشرف ريفي.
ويقول ريفي لـ”الشرق الأوسط”: “نحن قمنا بواجبنا وهم أسقطوا كل المبادرات، واليوم ندرس خيارات المواجهة منها اللجوء إلى العصيان المدني وهو ما اقترحته على المعارضة”.
من جهتها، تقول مصادر نيابية في “القوات” للصحيفة نفسها، إنه “لا يمكن الكلام عن خطة جاهزة للمواجهة، إنما هناك حديث مستمر داخل صفوف المعارضة حول نقطتين: الأولى تتعلق بالحرب وتجنب توسعها واليوم التالي لانتهائها لجهة ضمان التطبيق الفعلي للقرارات الدولية وتحديداً القرار 1701، الموضوع الثاني هو رئاسة الجمهورية، وما بينهما أن الفريق الثاني يريد الاحتفاظ بسلاحه ويمنع انتخاب الرئيس ويعطل الدستور، وبالتالي يجب التفكير كيف يمكن التعاطي معه”.
“هدنة غزة هي المفتاح”
من هنا تؤكد المصادر، أن “الخطة الأساسية التي تعمل عليها المعارضة هي إبقاء ملف الرئاسة حياً وتذكير اللبنانيين كل يوم بأن الممانعة هي التي تمنع إنجاز الاستحقاق إلا بشروطها”.
إلى ذلك، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” أن الهدنة في غزة ستقود حتما إلى فتح الملف الرئاسي من خلال دخول خارجي دولي على الخط المحلي وتحريك الجهد الداخلي من خلال اللجنة الخماسية والاتصالات التي تتم وزيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى باريس واللقاء الذي عقده مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المكلف بالملف الرئاسي من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
أما في حال عدم حصول ذلك، فإن المصادر تتخوف من أن يترك الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية نظرا لإنشغال دول القرار بما فيها دول اللجنة الخماسية بأمورها الداخلية وعدم الإهتمام بالملف اللبناني، وبالتالي ما لم ينجز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية آب، فإن الموضوع قد يطول.
مواضيع ذات صلة :
“الخماسية” تعيد “الزخم” إلى ملف الرئاسة ودعوات للتجاوب معها.. فهل اقترب موعد الإنتخابات؟ | هل عاد ملف الرئاسة إلى “المربع الأول”؟ | جعجع: “حزب الله” يأخذ لبنان إلى المجهول… والمصيبة الكبرى قادمة |