حرائق “كارثية” تلتهم غابات عكار.. فرق الإطفاء تستنفر وجهود الجيش استثنائيّة
لم يمرّ موسم الحرائق هذا الصيف مرورًا عابرًا على عكار، التي لا تزال ألسنة النيران تلتهم غاباتها، مهددة بكارثة جديدة تضرب الثروة الحرجية في لبنان، على الرغم من جميع الإجراءات والحملات التوعوية التي بادرت إليها وزارة البيئة. فيما تُصعّب سرعة الرياح ونشاطها مساعي إخماد الحرائق التي تتمدّد لليوم الرابع على التوالي.
إذ لا تزال حرائق الغابات في خراج “بزال”، و”قبعيت”، تتمدّد وصولًا إلى حبشيت في محافظة عكار، لا سيما وأن الرياح صعّبت كثيرًا مهمة فرق الإطفاء بحيث أن النيران تتمدد بسرعة كبيرة جدًا، الأمر الذي يشكل خطرًا حقيقيًا عليهم.
وقد عاش سكان عدد من المنازل القريبة من غابة الصنوبر ليلة صعبة، حيث غادر القسم الأكبر منهم منازلهم موقّتًا، في وقت واصلت فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني، والجيش، و”المستجيب الأول” في اتحاد بلديات جرد القيطع، وفريق التدخل السريع في جمعية درب عكار، جهودها طوال الليل حتى صباح اليوم في مكافحة النيران، على الرغم من حالات التعب وإصابة أكثر من 15 شخصًا بضيق التنفّس والإجهاد، فيما نُقِل 5 منهم إلى مستشفى الحبتور في بلدة حرار بوساطة فرق الصليب الأحمر اللبناني التي تتواجد على محاور الحريق الثلاثة.
بدورها، بدأت طوافة عسكرية، اعتبارًا من الساعة السابعة صباح اليوم، بإخماد النيران التي لا تزال نشطة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية، حيث بلغت مساحة الأراضي الحرجيّة المحروقة حتى الساعة أكثر من 25 هكتارًا، من ضمنها عدد كبير من بساتين الزيتون وكروم العنب والتين.
إلى ذلك، وصف ناشطون بيئيّون الوضع بـ “الكارثي”، مؤكّدين الدور الكبير والاستثنائي لطوافات الجيش في إخماد النيران، لا سيما في المواقع التي لم تتمكن فرق الإطفاء الأرضية من بلوغها، مع انعدام وجود مسالك تؤمن وصول آليات الإطفاء إلى البؤر المشتعلة.
يُشار إلى أنّه بالإمكان معاينة دخان الحرائق من أماكن بعيدة على امتداد الساحل العكاري.
وكانت وزارة البيئة قد حذرت في وقت سابق هذا الشهر، من أن التوقعات تشير إلى ارتفاع ملحوظ في خطر الحرائق في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصًا في مناطق المنية – الضنية وأقسام أخرى من محافظتي الشمال وعكار. لذلك، دعت وزارة البيئة الجميع إلى توخي الحذر الشديد وتجنّب استخدام أي مصدر للنار بالقرب من الغطاء النباتي.
كما دعت الوزارة البلديات ولجان المحميات وفرق رصد الحرائق في المناطق والهيئات الاهلية والمحلية لمراقبة أي خطر للحرائق والرصد المبكر لضمان تدخل فرق الدفاع المدني وفرق المستجيب الاول في الوقت المناسب لما في ذلك الأمر من مساهمة أساسية للحفاظ على السلامة العامة ومنع انتشار الحرائق في الغطاء الحرجي.
مواضيع ذات صلة :
الجيش جنوباً: جهوزية تنتظر الإفراج عن القرار 1701 | توضيح من الجيش حول نتائج مباراة الدخول إلى الكلية الحربية | استهداف جرافة للجيش… وإصابة أحد العناصر |