لبنان أمام خيارين “أحلاهما مُرّ”.. و”الحزب” يؤكد “حتمية الردّ” على أي ضربة إسرائيلية!
لا يزال لبنان يترقّب الردّ الإسرائيلي على الهجوم الذي استهدف بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري، وسط تحذيرات مكثّف من الدول الغربية وتخوّف من انزلاق الأمور نحو حرب شاملة، في وقت رفض “حزب الله” تقديم أي تطمينات، وجدّد موقفه من أنه سيردّ على أي ضربة إسرائيلية.
وفي السياق، قالت مصادر مواكبة للقاء وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب بمسؤول العلاقات العربية والدولية في “حزب الله” عمار الموسوي في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن الموسوي شكر بوحبيب على مواقفه الأخيرة، واتفقا على المزيد من التنسيق، وجدد الموسوي تأكيد موقف الحزب المعلن من أن رد الحزب على ضربة إسرائيلية “هو أمر محسوم ولا جدال فيه”، لافتاً إلى أن طبيعة الرد وحجمه “مرتبط حكماً بتقييم الحزب للضربة، وبناءً عليها، يترك موضوع الرد للميدان بشكل مؤكد”.
وتحدثت وسائل إعلام قريبة من “حزب الله” عن “إصرار غربي على معرفة طبيعة رد حزب الله على أي ضربة إسرائيلية”، وأكدت أن الحزب “لم يعطِ تطمينات لأي جهة، وهو متمسك بقواعد الاشتباك والرد على أي عدوان إسرائيلي”.
وأكدت المصادر المطلعة على اللقاء أن موقف الحزب “معلن وتم تبليغه لجميع الجهات، بمن فيهم رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية، ونقل إلى جميع المراجعين الدوليين بمن فيهم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، وهو موقف يؤكد أن رد الحزب على أي ضربة، سيكون محتوماً بناءً على طبيعة الضربة الإسرائيلية”، وهو موقف يؤكده سائر مسؤولي “حزب الله” منذ بدء الحرب.
“الحزب” يقلص عملياته العسكرية
إلى ذلك، لفتت مصادر ميدانية الى ان “وتيرة العمليات التي يشنها “حزب الله” في جنوب لبنان تراجعت بشكل لافت خلال اليومين الماضيين، حيث لم يعلن الحزب، يوم الأحد، عن تنفيذ أكثر من عمليتين، بينما أعلن، الاثنين، عن تنفيذ 3 عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية، وهي حصيلة أقل كثيراً من عدد العمليات الذي شهدته المنطقة الحدودية في الأسبوعين الأخيرين، حيث بلغ معدل عمليات الحزب يومياً 8 عمليات، ووصلت ببعض الأحيان إلى 13 عملية يومية”.
وقالت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “هذا التراجع لم يؤدِّ إلى وقف العمليات العسكرية أو تعليقها”، لافتة إلى أن سماء المنطقة الحدودية “تشهد نشاطاً كثيفاً للمسيّرات الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاعات عالية ومتوسطة، وصولاً إلى مناطق النبطية وجزين وصيدا والزهراني”.
“غبار الحرب” تلف لبنان
وفيما تبقى كل الاحتمالات واردة والمخاوف قائمة من قيام إسرائيل بردّ شامل على لبنان، تحدثت أوساطٌ مطلعةٌ لـ”الرأي” الكويتية عن احتماليْن “أحلاهما مُرّ” ولا قدرة للبنان على التأثير باتجاهاتهما ولا على تفادي “تجَرُّع” أيّ منهما في ضوء تسليم السلطات الرسمية بأن “حزب الله” خارج سيطرتها:
– إما “ردّ مدروس” ومدوْزَن من اسرائيل “ينقذ ماء الوجه” بعدما ألزمتْ نفسَها بـ “معاقبة المتهَّم الوحيد” وكبّلتْ عواصمُ القرار يديْها بحدودٍ وضوابط تحاكي “انتقاماً موْضعياً ومتناسباً” مع الحادث.
– وإما ضربةٌ كاسرةٌ لقواعد الاشتباك الكابحة لمواجهةٍ ضارية وتدير الظهرَ لـ “بروتوكول” الردّ الذي يصول ويجول عبر الهواتف والمَقرات والدول اعتقاداً من تل أبيب أنها “الفرصة” لفتْح “ملف” جبهتها الشمالية على مصرعيه والضغط على زرّ “التصعيد الذي يمهّد لتهدئة” على أسسِ ترتيبات أمنية تكرس واقعياً الفصل بين جبهة جنوب لبنان وحرب غزة، وهو ما صار الجميع يدركون أن “حزب الله” ليس فقط لا يأبه للرسائل، الترهيبية والترغيبة، لبلوغه ولكنه أزال حتى “صندوقة البريد” لمثلها.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |