بعد خطاب نصرالله.. هدف الرد تمّ تحديده والموعد في جعبة قيادة الحزب!
ما زالت الجبهة اللبنانية وما يرتبط بها من احتمالات الذهاب نحو حرب مفتوحة، في خضم قراءة خطاب أمين عام حزب الله أمس.
الخطاب الذي لم يحمل أيّ إعلان للحرب، توعد في الرد، ما دفع مصادر “الديار” إلى التأكيد على أنّ “السيد نصرالله كان حاسما في مسألة الرد، لكنه كان ايضا حاسما في عدم الرغبة في خروج الامور عن السيطرة والذهاب الى حرب واسعة، ولهذا تحدث عن خوض المعركة بعقلانية وشجاعة. لكن ما هو ثابت ان قوله بان الرد حتمي وحقيقي وليس شكليا وان الميدان سيتكلم، فهذا يعني ان الهدف قد تم تحديده وموعد التنفيذ يبقى في جعبة القيادة العسكرية الجهادية للمقاومة بعد ان تم تعيين مسؤول عام جديد بديلا عن الشهيد فؤاد شكر، والذي تسلم مهامه بعد ساعات قليلة من الاستشهاد…اما الرسالة الابرز فكانت لكل ما حاول من الدبلوماسيين الغربيين تحديد شكل الرد، فكانت “الرسالة” واضحة بانه لا مساومة على حق الرد على اسرائيل التي ستنال عقابها على كسر قواعد الاشتباك التي لن تقبل المقاومة بان يتم تعديلها بمعزل عما ستؤل اليه الامور في جبهة غزة. واذا كان السيد نصرالله لم يعط عنوانا جديدا للمرحلة الجديدة، لكنها ستكون مختلفة كما ونوعا عن طبيعة جبهة الاسناد التي سيتطور عملها تصاعديا وستكون الساعات المقبلة شاهدة على التطور النوعي كما ونوعا.
وفي ما يتعلق بتأثير هذه الاغتيالات على بنية الحزب العسكرية وعلى الجبهة واستمرار المعارك، أوضحت “الشرق الأوسط” أنّ الفرضية التي تتحدث عن الشغور في سدة الحزب في هذه المرحلة، مما يؤدي إلى تجميد الأعمال العسكرية، تتضارب المعلومات بشأنها. ففي حين تشير تقديرات إلى أن العمليات العسكرية تتجمد بعد رحيل قائد المعركة، بانتظار ملء الشغور بالموقع، لا يجزم آخرون من المواكبين لحركة الحزب بهذه الفرضية، ويذكّرون بأن الحزب لم يعلق نشاطه العسكري في سوريا بعد اغتيال مصطفى بدر الدين في عام 2016، وكانت وحدات الحزب تعمل بشكل متواصل من دون تأثير. وتقول مصادر مطلعة على دينامية عمل الحزب إن “تعيين البدائل لا يأخذ وقتاً، وخصوصاً في فترات الحروب”، وأن هناك شخصيات تتولى المهام في حال تأخر التعيين، مثل نائب المسؤول وقادة الصف الأول في “المجلس الجهادي”.
في السياق، قوبل خطاب أمين عام الحزب بردود اسرائيل، إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس: “حسن نصر الله، توقف عن الخطابات والتهديدات والأكاذيب قبل أن تدفع ثمنا باهظا، سنعمل بكل قوتنا لإعادة الأمن لسكان الشمال”، وأرفق بتعليقه صورة لنصرالله وشكر.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر “إكس”: “نصرالله يجر لبنان والشرق الأوسط إلى تصعيد خطير والكل سيكون بمسؤوليته”.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في مقطع فيديو، أن بلاده “أثبتت أنها تعرف التعامل مع التهديدات دفاعيا والرد عند الهجوم”، وأضاف: “اليوم سمعنا كلمات الوعيد من جهات إرهابية في المنطقة، ولقد أثبتنا طيلة الحرب مدى اصرارنا وعزيمتنا”.
وأضاف: “نجري تقييما متواصلا للوضع ودراسة مختلف السيناريوهات والاستجابة في الجبهة الداخلية، ولدينا أنظمة دفاع جوي جيدة جدا وشركاء دوليين عززوا تواجدهم لمساعدتنا في التعامل مع التهديدات”.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي “يبقى في حالة تأهب كبيرة دفاعيا وهجوميا والقوات منتشرة جوا وبحرا وبرا ومستعدة لكافة السيناريوهات وخاصة للتعامل مع خطط هجومية على مدى القريب”.
وكان السيد نصرالله قد تعهد في خطابه بـ”الرد”، وقال: “لم تكن هذه مجرد عملية اغتيال.. لقد كانت اعتداءً”، وأضاف أن الرد سيتجاوز نطاق المناوشات الحدودية اليومية بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية التي كانت مستمرة خلال حرب إسرائيل مع حركة “حماس”، وأكد أن “الانتقام سيكون مدروسا، ويجب على العدو، وأولئك الذين يدعمونه، أن ينتظروا ردنا الحتمي”.
ولم يعلن حسن نصرالله الحرب على إسرائيل لكنه قال إنها “تجاوزت الخطوط الحمراء في بيروت، وكذلك في طهران باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية”، والذي ألقت إيران و”حماس” باللوم فيه على إسرائيل، والتي لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها عنه.
مواضيع ذات صلة :
ونحن أيضاً أشلاء.. | اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك! | الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته |