استغلال الأزمات قبل الحرب: قفزات غير مسبوقة في الأسعار والطلب الجنوني يرفع الإيجارات
بعد التوتر المتزايد في المنطقة، شهدت أسعار الإيجارات وتذاكر السفر ارتفاعاً غير مسبوق، مما يعكس استغلالاً للأزمات قبل اندلاع النزاعات. وهذا التصاعد في الأسعار يثير القلق حول تأثيره على المواطنين، ويطرح تساؤلات حول مدى استجابة الجهات المعنية لضبط هذا الاستغلال وضمان استقرار الأسواق.
وهذا الخوف من تطور الأمور وتوسع رقعة الحرب قد يؤدي إلى اتجاه المواطنين الى تخزين المواد الغذائية، تخوفاً من انقطاعها في حال حصول حرب، لكن المعنيين في القطاع لم يلحظوا أن هناك تهافتا كبيرا من المواطنين والأمور شبه طبيعية والبضائع متوافرة ولا خوف من انقطاعها .
أما بالنسبة للأسعار فدائماً يتخوف المواطنون من ان يستغل بعض التجار الظروف الأمنية ويعمدون إلى رفع الأسعار، وهذا الأمر أيضاً اكده المعنيون في القطاع أنه لن يكون هناك رفع للأسعار ما دامت البضائع متوافرة و لا داعي للهلع والتهافت.
وزير الاقتصاد يدعو لاجتماع طارئ
وفي هذا الخصوص دعا وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الأربعاء لعقد اجتماع طارئ مع نقابة أصحاب السوبرماركت ونقابة مستوردي المواد الغذائية ونقابة اصحاب الدواجن واللحوم ونقابة اصحاب المطاحن والأفران ونقابة اصحاب الصناعات الغذائية، لمناقشة الوضع الراهن وارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ.
وأكد سلام ان موضوع ارتفاع الاسعار رغم مسبباته وهي ارتفاع اسعار الشحن وبوالص التأمين والضرائب والرسوم المتغيرة في موازنة لبنان للعام 2024 ، ما زالت الرقابة حاضرة من اقصى شماله الى جنوبه وما زالت اللجان تسطر المئات والآلاف من المحاضر حول المخالفات حول المواد الغذائية والقطاعات كافة.
وأعلن سلام ان وزارة الاقتصاد وللمرة الاولى ستصدر ابتداء من الاسبوع المقبل وبالتنسيق مع منظمة الغذاء العالمي تقارير شهرية تطلع المواطنين على اسعار 75 منتجا من المواد الاساسية في جداول مقارنة مع اسعارها على كافة الاراضي اللبنانية للحد من المزايدة وارتفاع سعرها والعمل ولو بشكل تدريجي على استقرار اسعار السلع وملاحقة الخلل والتحكم بالغلاء والربح غير المشروع نتيجة طمع تجار الازمات، مع استمرار الوزارة في الاجتماعات الدورية مع النقابات المعنية منعا لهواجس المواطن وضمانا لحقوقه حول اي علامات استفهام ومعالجتها تباعاً.
أسعار تذاكر السفر “طايره”
ومؤخراً، وفي ظل أجواء الحرب والتوترات المتصاعدة، شهدت أسعار تذاكر السفر ارتفاعاً غير مسبوق، حيث بدأت الأسعار في التحليق بشكل ملحوظ. هذه الزيادة المفاجئة تبرز استغلال الأزمات من قبل بعض التجار، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الارتفاع على المسافرين وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
كما أفادت جريدة “الأخبار”،أنّ إحدى العائلات اللبنانية كانت تخطط للسفر إلى فرنسا عبر شركة «Transavia» بتكلفة 500 يورو للتذكرة. لكن إلغاء الرحلة دفع العائلة للاعتماد على شركة “طيران الشرق الأوسط”، حيث ارتفعت أسعار تذاكر الدرجة الاقتصادية إلى 1000 دولار ودرجة رجال الأعمال إلى 2000 دولار. ويعتبر هذا زيادة تقدّر بـ”تقريباً ضعف السعر المعتاد” وفقاً لأهل القطاع. عادةً ما يؤدي حجز التذاكر في وقت متأخر إلى زيادة الأسعار، ولكن ليس بالقدر الذي وصل إليه الوضع حالياً. هذا الوضع دفع العديد من المسافرين إلى انتقاد شركة الطيران الوطنية بتهمة الاستغلال.
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن لبنانيين كانوا في رحلات سياحية الى أنطاليا في تركيا وشرم الشيخ في مصر، تأخّرت عودتهم الى لبنان. إذ كان من المفترض أن يطيروا عبر شركتَي AIR Cairo وCorendon، وبعدما علّقت الشركتان تسيير الرحلات إلى لبنان، عرض الوكيل إعادة المسافرين إلى بيروت على متن الـ”MEA”، لكن شرط دفع فرق التكلفة، والذي قدر بضعف السعر الأساسي. وقد جرى تحميل الفرق للمسافرين بإصرار وتدخّل من جانب مكاتب السفر، وأدى الخلاف حول هذا الأمر إلى بقاء عدد من اللبنانيين في الخارج لغاية الآن.
ارتفاع في الإيجارات
وفي سياق آخر، ارتفعت بدلات إيجار الشقق بشكل كبير خارج الضاحية الجنوبية. تقول ميرنا الأشقر من إحدى الشركات العقارية لـ”الأخبار” إن الإيجارات للشقق المفروشة زادت من 600 دولار إلى 1800 دولار شهرياً، مع اشتراط دفع تأمين لستة أشهر وأجر شهر للسمسار. ويشير محمد ياسين إلى أن بعض أصحاب العقارات يقبلون تأمين إيجار لثلاثة أشهر بدلاً من ستة بسبب الطلب المستمر. بسبب التوترات، تبحث العديد من الأسر عن بيوت للإيجار خارج مناطقها، حيث تتراوح إيجارات الشقق في بيروت بين 800 و2000 دولار، بينما تصل إلى 700 دولار في الحازمية و1600 دولار في عاليه.
مواضيع ذات صلة :
تصاعد حركة النزوح في لبنان: معاناة وارتفاع الأسعار في ظل الأزمات | أسعار الذهب تُسجّل مستوى تاريخيًّا | الطلب “الهستيري” على الشقق انخفض.. وفي هذه الحالة قد ترتفع أسعار الإيجارات من جديد! |