عدالة 4 آب رهن “استئناف التحقيق”… ولقاء قريب لأهالي الضحايا مع البابا

لبنان 4 آب, 2024

عند السادسة وسبع دقائق من الرابع من آب من العام 2020، انفجرت العاصمة، قبل هذه الساعة المشؤومة، كان جميع اللبنانيين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي من دون أن يتنبأ أحد بأن ما ينتظر بيروت هو ثالث أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، لدرجة وصفه ببيروتشيما نسبة إلى انفجار أول قنبلة ذرية في العالم في هيروشيما اليابانية التي تدمرت في لحظة.

انفجار مرفأ بيروت قضى في ثوان على 220 شخصا وأدى إلى إصابة نحو 6500 آخرين بجروح متفاوتة وأدى لأضرار جسيمة في ضواحي المرفأ، ووصلت أصداء انفجار مادة نيترات الأمونيوم المخزنة في المرفأ، إلى قبرص الجزيرة المجاورة للبنان. وفي حين سارعت السلطات إلى الوعد بنتائج تحقيق سريع في ما جرى تصدر في غضون خمسة أيام، مرت 4 سنوات حتى اليوم وأهالي ضحايا المرفأ على قارعة انتظار صدور قرار اتهامي يكشف حقيقة ما حل بأحبائهم، وهو مصير كان يمكن أن يلقاه أي لبناني آخر.

وينتظر أن تبدأ تحركات أهالي الضحايا والناشطين عند الخامسة عصر اليوم الأحد بتظاهرتين؛ الأولى تنطلق من ساحة الشهداء وسط بيروت، والثانية من مقرّ فوج إطفاء بيروت في محلّة الكرنتينا، وتلتقيان أمام تمثال المغترب في محيط المرفأ، حيث تُلقى كلمات لأهالي الضحايا وأهالي الجرحى والفريق القانوني الذي يستعرض المحطات التي مرّ بها التحقيق وأسباب تعطيله.

ومنذ أن أصدر المحقق العدلي طارق البيطار لائحة الادعاء مطلع تموز 2021، وضمّنها أسماء سياسيين وقادة أمنيين، بدأت خطة محاصرته قضائياً عبر عشرات الدعاوى التي أقامها السياسيون المدعى عليهم ضدّه، ما أدى إلى وقف إجراءاته منذ 23 كانون الأول 2021.

في السياق قال الناطق باسم أهالي ضحايا مرفأ بيروت وليم نون في حديث إلى «الأنباء»، إنه وعلى الرغم من ان حرب غزة والجنوب سرقت الأضواء من قضيتهم، «إلا ان الأهالي مستمرون في تحركهم حتى الوصول إلى الحق والحقيقة وتحقيق العدالة».

وأكد شقيق الشهيد في الدفاع المدني فوج إطفاء بيروت جو نون، «ان الأمور باتت في خواتيمها لجهة صدور القرار الظني المنتهية صياغته لدى المحقق العدلي طارق البيطار.

وقال ردا على سؤال: «ان الأهالي كانوا على مسافة أيام قليلة من انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي بتعيين لجنة تقصي حقائق، وذلك خلال جلسته التي كانت مقررة في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الظاول 2023، إلا ان عملية طوفان الأقصى في 7 منه، سحبت الاهتمامات الدولية باتجاهها، نظرا إلى حجم العملية وضخامة تداعياتها على المستوى الدولي».

ولفت استطرادا إلى «ان البابا فرنسيس متمسك بمواقفه الداعمة للأهالي، وقد التقوا أخيرا في السياق نفسه، مع الموفد البابوي إلى لبنان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وقد تم التأكيد على زيارة الأهالي للفاتيكان في 26 الجاري للقاء البابا فرنسيس والتداول معه في ما وصلت إليه مجريات التحقيق، والاطلاع منه على ما يتحضر في أروقة الفاتيكان من خطوات ضاغطة على المجتمع الدولي في سبيل تحقيق العدالة في جريمة العصر».

وفي حديث إلى «الأنباء» عن آخر ما آل اليه المسار القضائي في تحقيقات مرفأ بيروت، قالت المحامية سيسيل روكز، وهي ناشطة أيضا ضمن أهالي ضحايا المرفأ كونها خسرت شقيقها جوزيف روكز في الانفجار إن «لا شيء تحقق من أجل الحقيقة والعدالة بسبب تدخلات السلطة السياسية في عمل القضاء واستخدامها جزءا من السلطة القضائية لمصالحها الشخصية».

ولمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لانفجار المرفأ، التقت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت عائلات عدد من الضحايا، واستمعت لذكرياتهم عن الكارثة التي أودت بحياة أبنائهم، وشردت عائلات، ودمرت المنازل. وجدد الأهالي «سعيهم الحثيث لكشف الحقيقة وإنفاذ العدالة والمحاسبة»، وأشاروا إلى أنه «رغم مضيّ أربع سنوات، يستمر تعليق التحقيق، فيما لا تزال تلك العائلات وغيرها تتطلّع إلى تحقيق العدالة».

وأعادت المنسّقة الخاصّة التذكير بـ«دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيقٍ محايدٍ وشاملٍ وشفّاف لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة والمحاسبة»، وشددت على «أهمية وجود قضاء مستقل وناجز في لبنان، جنباً إلى جنب مع تفعيل وتمكين مؤسسات الدولة الأخرى».

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us